نادي الوحدات: جدل في الأردن بعد قرار النادي خوضه مباراة ضد لاعب إسرائيلي

وبعد الزوبعة الشعبية التي سبقتها أخرى إلكترونية، جاء قرار مجلس إدارة النادي بالمشاركة أمام نادي شباب الأهلي الإماراتي، وبرر الوحدات قراره بالمشاركة رغم الضغط الجماهيري، بأن ذلك يأتي “سعياً لعدم زج الأردن بأي شيء من شأنه التسبب بالإحراج لهذا الوطن على صعيد السياسة الخارجية مع الأشقاء العرب”

رئيس النادي بشار الحوامدة الذي كان ضد قرار انسحاب النادي من البطولة، اضطر لخوض نقاشات موسعة مع أعضاء مجلس إدارة النادي لإقناعهم بوجهة نظره، إلا أن 6 من أعضاء المجلس الـ11 قاموا بتقديم استقالتهم على الفور، ليتم حل المجلس، وانتظار لجنة مؤقتة لتسيير أمور النادي.

يقول رئيس نادي الوحدات بشار حوامدة لبي بي سي إن قرار خوض المباراة ضد الأهلي الإماراتي، لا يعني “التطبيع” أو “شبه التطبيع”، لأن النادي في نهاية المطاف يلعب بمواجهة ناد عربي له سياسته الخاصة. ويضيف الحوامدة “قمنا بسؤال العديد من الأشخاص المطّلعين، والمدركين للمعنى الحقيقي للـ”مقاومة الفلسطينية”، وكانوا ضد قرار الانسحاب”. ويقول الحوامدة إن استطلاعات الرأي كانت أغلبها مع قرار المشاركة. و يضيف الحوامدة أن من كان يهتف بـ”التطبيع”، لا يبحث سوى عن “شعبويات” ليس إلا.

يقول الرئيس السابق للجنة التنفيذية “لمجابهة التطبيع” الدكتور أحمد العرموطي لبي بي سي، إن اللجنة قامت بدراسة مشاركة نادي الوحدات في هذه المباراة، ورصدت ملاحظتين أساسيتين، اتخذت على أساسهما القرار.

الأولى، أن اللاعب مؤنس دبور لعب في صفوف المنتخب الاسرائيلي لأكثر من 10 سنوات وكان يرفع العلم الإسرائيلي، وله ممارسات تنسجم مع ممارسات إسرائيل، على حد قوله.

ثانياً، مشاركة النادي الأهلي الإماراتي في مباراة ودية مع نادي إسرائيلي في وقت سابق، تعتبر ممارسة “تطبيعية”. ومن هذا المنطلق، قررت اللجنة التنفيذية العليا، أن مشاركة الوحدات في هذا اللقاء، تعتبر مشاركة “تطبيعية”.ويضيف العرموطي، أن إدارة الوحدات بُلغت عن طريق مستشارهم القانوني بموقف اللجنة التنفيذية العليا.

يقول المستشار القانوني لنادي الوحدات الدكتور رمضان مخلوف، إنه نظراً لاستقالة 6 من أعضاء مجلس الإدارة، فإن القضية ستعرض على وزارة الشباب مباشرة، ويتم على إثرها حل مجلس الإدارة فوراً، وهو ما حصل بالفعل. ويتم فيما بعد تعيين لجنة مؤقتة والدعوة إلى انتخابات جديدة.

ويقول رئيس النادي الحوامدة لبي بي سي، إن العقوبات التي من المتوقع أن تطال النادي في حال انسحابه، لن تقتصر على العقوبات المالية، ويوضح:” عدم المشاركة يعني أن اللاعبين المحترفين في صفوف الوحدات إلى جانب المدرب، من المرجح أن يقوموا بفسخ عقودهم مع النادي، لأنهم جاءوا بناء على أن النادي سوف يشارك في بطولات آسيا، وليس فقط على الدوري المحلي”. ويضيف الحوامدة: “في المستقبل سوف يرفض اللاعبون المحترفون التوقيع مع الوحدات، عندما يعلمون أننا محرومون من اللعب في آسيا”.

كشف لاعب منتخب سوريا ونادي الوحدات الأردني، خالد كردغلي، موقفه بشأن المشاركة في المباراة، وأكد كردغلي أنه أبلغ إدارة نادي الوحدات بموقفه القاضي بعدم المشاركة في المباراة، في ظل وجود اللاعب الإسرائيلي مؤنس دبور في صفوف النادي الإماراتي، وبرر موقفه لإدارة نادي الوحدات بالاستناد إلى الأنظمة والقوانين السورية التي تمنع أشكال “التطبيع” كافة، ومنها الرياضي.

جماهيرياً، لم يحمل مشجعو النادي آراء رمادية حول هذه المسألة، فانقسمت آراؤهم بين من يدعو للانسحاب التام من المواجهة، ومن يرفض فكرته تماماً.

وهتفت جماهير الوحدات خلال لقاء الخميس ضمن الجولة الثانية من دوري المحترفين، ضد مشاركة فريقها، مخاطبة إدارة النادي: (هاي الكلمة للجميع، الوحدات ضد التطبيع).

يقول مشجع نادي الوحدات، والذي كان مع قرار الانسحاب، أحمد الدوري لبي بي سي: “كنت أتوق للقدوم إلى الأردن لحضور مباريات نادي الوحدات، فهتافات الملعب وروح المشجعين، صنعت مني مشجعاً وفياً لهذا النادي، لكني وبعد أن اطلعت على مجريات ما حدث، قطعت وعداً على نفسي بألا أحضر أي مباراة لنادي الوحدات إذا قرر اللعب أمام الأهلي.” ويضيف الدوري: “لا يمكن أن أرى بلعب الوحدات ضد الأهلي، إلا تصرفاً “تطبيعياً”، وهذا يتنافى مع المبدأ الذي نشأ على أساسه النادي”.

أما المشجع صبحي راشد الرافض لقرار الانسحاب، والمقيم في الولايات المتحدة يقول لبي بي سي: “إذا كان نادي الأهلي يحتضن لاعباً من الجنسية الإسرائيلية، فهذا لا يعني أن النادي إسرائيلي، فالنادي إماراتي عربي.” ويضيف: “انسحاب النادي من المواجهة سوف يحمله أعباء مالية وعقوبات لن يستطيع أن ينطلق مجدداً من بعدها، فالنادي بذل جهداً واسعاً للوصول إلى ما وصل إليه اليوم.” ويقول:”سوف أقف إلى جانب ناديَ المفضل، الذي ترعرت على تشجعيه، ولن ألتفت إلى الأصوات التي تنعتنا بـ”المطبعين” لأننا لسنا “بمطبعين.”

نشأ نادي الوحدات من رحم مخيم اللاجئين الفلسطينيين الذي يحمل ذات الاسم، والواقع جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان، ويتكون من وحدات سكنية.

نادي الوحدات الرياضي هو نادٍ رياضي، أُسس في 10 مارس آذار عام 1956، يقع مقره في العاصمة الأردنية عمان، ويلقبه الجمهور بالمارد الأخضر. كان في البداية يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ثم أصبح يتبع لوزارة الرياضة والشباب الأردنية.

التحق النادي بعضوية الاتحادات الرياضية الأردنية منذ عام 1966 وتم تصنيف فريقه لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الثانية عام 1968، صعد إلى مصاف دوري الدرجة الأولى (الممتاز حاليا) في عام 1975.

مؤنس دبور هو من مواليد 14 مايو أيار 1992، هو لاعب كرة قدم من عرب إسرائيل، يلعب حالياً مع نادي شباب الأهلي في دوري المحترفين الإماراتي، كما لعب لمنتخب إسرائيل لكرة القدم.

احترف جبور في أوروبا، ولعب في صفوف كل من نادي إشبيلية، وسالزبورغ وهوفنهايم وغيرها، وجرى طرده من منتخب إسرائيل العام الماضي، لتعبيره عن معارضته لممارسات إسرائيل في القدس الشرقية والأقصى والضفة الغربية المحتلة.

إذ كتب الدبور آنذاك، عبر حسابه على “إنستغرام” منشورا بثلاث لغات، هي العربية والعبرية والإنجليزية، جاء فيه: “السلام عليكم ومرحبا للجميع، حبيت أخبركم عن قراري بإنهاء مسيرتي المهنية في صفوف المنتخب الإسرائيلي”.

يذكر أن الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل “بي دي إس”، قالت في البداية “إن مشاركة الوحدات أمام شباب الأهلي الذي يضم في صفوفه اللاعب مؤنس دبور، وهو فلسطيني من عرب الداخل المحتل، ليست تطبيعا، إذ إن الأخير اعتزل اللعب الدولي مع منتخب الاحتلال منذ سنوات.”

إلا أن “بي دي إس” عادت وطالبت الوحدات بالانسحاب، بعد مشاركة شباب الأهلي دبي في “مباراة تطبيعية” مع فريق إسرائيلي، أقيمت في صربيا.