أزمات مالية وتدبيرية لأندية مغربية تخيم على على الاستعدادات للموسم الجديد
تعيش مجموعة من الأندية الكروية المغربية على وقع أزمات مالية وتدبيرية هيكلية بسبب سوء الحكامة، الأمر الذي انعكس سلباً على الاستعدادات الأولية للموسم الجديد الذي تراهن عليه الفرق للتخفيف من مأزق المديونية المتفاقمة.
وفي مقابل تألق المنتخبات الوطنية لكرة القدم بصنفيها (الذكور والإناث)، مازالت الأندية الوطنية تتخبط وسط مشاكلها التدبيرية، الأمر الذي يسائل مخطط الجامعة الملكية لكرة القدم من أجل تجاوز هذه الأزمات.
وانتقدت الفعاليات الرياضية “انفراد” أغلب رؤساء الأندية الوطنية بتسيير دواليب الفرق دون أي حكامة مالية أو إدارية، وهو ما تسبب في تعميق الخلافات الثنائية مع المدربين الذين يقضون فترات قصيرة بالأندية.
عبد العزيز بلبودالي، كاتب رياضي، قال إن “الجامعة الملكية لكرة القدم نجحت في تدبير ورش المنتخبات الوطنية بمختلف الفئات، لكن لم يتم إيلاء الأهمية المطلوبة للمنافسة المحلية على مستوى البطولة الاحترافية أو أقسام الهواة”.
وأضاف بلبودالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الموسم الكروي الأخير انتهى بمشاكل متعددة وقفت أمام الأندية الكبرى، بما يشمل كبريات الأندية التي تلعب على الألقاب الإفريقية والعالمية”.
وأوضح المتحدث أن “جل الأندية أنهت الموسم الكروي بمديونية فاقت الملايير، بسبب غياب الحكامة والتدبير السليم”، وزاد شارحا أن “المسيرين يفضلون الاشتغال الفردي دون إشراك الكفاءات التي بإمكانها تحقيق الإضافة النوعية”.
واستطرد المصرح ذاته بأن “المغرب يتوفر على معاهد رياضية عليا متخصصة في التدبير المالي والإداري، تخرج منها عشرات الخريجين ذوي التكوين العلمي العالي، لكنهم لا يجدون مواقع لهم في الأندية التي مازالت تتعامل مع كرة القدم بالعشوائية”.
فيما ذكر حسن مومن، مدير فني سابق للمنتخب المغربي لكرة القدم، أن “دفتر التحملات المعتمد لم يتم تنفيذه على أرض الواقع، نتيجة التساهل القائم على مستوى التدبير المالي لشؤون الأندية الكروية المغربية”.
وأوضح مومن، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “أغلب الفرق تواجه نزاعات مالية متعددة مع اللاعبين والمدربين، ما يجعل الجامعة تتكلف بأداء تلك التعويضات”، مبرزا أن “الفرق الوطنية وجدت هذه الثغرة فرصة سانحة لها لتفادي النفقات”.
وأردف المتحدث بأن “الفرق الوطنية تمادت في الانتدابات عوض التدبير المعقلن للميزانية والاستثمار في التكوين”، مؤكداً أن “بوصلة التكوين غائبة بالأندية التي ركزت على الطريق السهل المتمثل في الانتداب على حساب التكوين”.
وأكمل الخبير الرياضي تصريحه بالقول إن “التكوين أصبح على الهامش، علما أنه أصبح اليوم صناعة تتطلب استثمارات مالية ضخمة، وهو ما قامت به أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، حيث فتحت الجامعة الملكية أيضا العديد من الفروع الجهوية لتكوين اللاعبين الصغار، لكن يجب أيضا على الأندية مواكبة هذا الورش”.