أخبار العالم

الباحثة نعيمة بنعبد العالي تسائل الحيلة


صورة: هسبريس

هسبريس – وائل بورشاشنالأربعاء 9 غشت 2023 – 08:26

“ما الشيء الذي يجمع بين جحا وميكي ماوس، بين أبي حنيفة وأرسين لوبان، بين ابن آوى وحْدِيْدَان الحرامي، بين ‘سكابان’ والصعلوك؟”، سؤال يطرح في مؤلف جديد بعنوان “في البدء كانت الحيلة”، صدر للباحثة نعيمة بنعبد العالي عن “منشورات المتوسط”.

عمل الأستاذة الجامعية التي لها دراسات تبحث في الأنثروبولوجيا الاقتصادية في العالم العربي الإسلامي، والقاصة باللغة الفرنسية، يقول إن “الحيلة طريقة أخرى لقراءة الواقع، وتأويله، طريقة أخرى لتقديمه بقلبه وبلبلته، عالم الحيلة عالم معكوس، في كثير من الحِيَل تُستعمل المرآة أو سطح الماء كوسيلة للخدعة”، ويتابع: “في البدء كانت الحيلة، هذا على الأقل ما سجّلته أساطير الشعوب الأولى التي تحكي عن صانع الكون الشاطر”، وفق منشورات المتوسط.

ومثل الحكمة؛ “تبعثرت الحيلة شتاتات صغيرة في أنحاء المعمورة جميعها، عندما ارتطمت العدن التي كانت محفوظة فيه مع جذع شجرة بسبب تهاون حاملتها، السلحفاة، كما تحكي أسطورة إفريقية. فمنّا مَن جمع الكثير، ومنا من كان نصيبه الغبن والغفلة”. لكن “لم تحظ الحيلة بمثل الاهتمام في البحث والتحليل الذي حظيت به مثلا الحكاية العجائبية، مع ما لها من بُعد أنتروبولوجي عميق ورغم شيوعها وذيوعها، والتصاقها بالأساطير والخرافات، ورغم أنها تكوِّن القسط الأوفر في الترتيب العالمي الذي قام به آرن وطومسون”، وفق المصدر ذاته.

هذه الحيلة “تخترق مجالات عديدة، شاسعة، وإن فصَلتها مسافات سحيقة: الأساطير، الحكايات الشعبية، الألغاز، الأحاجي، الكوميديا بجل أنواعها، القصص والأفلام البوليسية…”؛ فالحيلة “ليست ظاهرة هامشية، عابرة وبسيطة، بل هي ظاهرة بشرية بعيدة الغور، تطرّقت لها الآداب العالمية كلها، وبلورتها في أنواع السرد المختلفة”، يورد المؤلف.

الأدب العربي “كذلك غني في هذا المجال”؛ “كثرة النوادر تثير الانتباه، وإن كان قسط كبير لم يصل إلينا، فُقد إلى الأبد أو مازال صامدا بين المخطوطات؛ اهتم بها كبار المؤلِّفين والمصنَّفين في اللغة العربية مثل الجاحظ، والبيهقي، والميداني، والتنوخي، والجوبري، وكُتب الفقه والمناقب، والليالي، والأغاني، كُتب التاريخ، والموسوعات، وشِعر الصعاليك…”، تستطرد الكاتبة.

وترى نعيمة بنعبد العالي أن العجائبي إذا كان يخلق عالماً خيالياً؛ “عالم المسخ وبنات البحر، عالماً يمحو ضغط الزمان والمكان”، فإن الحيلة “تعود بنا إلى الحياة العادية لتُبرقِشَها ولتتلاعبَ بها ولتُظهرها من عدَّة وجوه حسب الإنارة وحسب زاوية التقاط الصورة، حسب لعبة البريق واللمعان، لعبة الوضوح والغموض، الظهور والخفاء”، وزادت: “في عالم الحيلة الذكي الفَطِن هو ذلك الشخص الذي يفسِّر لكَ أموراً لم تنتبه إليها، يريك مناطق مستورة؛ يسلِّط الضوء على أمكنة مختفية، هو الذي يرفع الالتباس”.

كتاب جديد نعيمة بنعبد العالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى