خطورة قصوى لاندلاع حرائق بالمغرب.. الجهود تتواصل لإخماد نيران عين لحصن
مع موجات حر متتالية تشهدها المملكة، على غرار بلدان المتوسط، آخرها سجلتها المديرية العامة للأرصاد الجوية بدرجات حرارة تتراوح بين 38 و49 درجة أمس الاثنين واليوم الثلاثاء بعدد من أقاليم المغرب، تزداد مخاطر اندلاع حرائق غابوية، وهو ما حدث بالفعل بمناطق بأقاليم تطوان وتاونات مؤخرا.
أحدث بيانات الرصد والتنبؤ الصادرة عن الوكالة الوطنية للمياه والغابات نبهت إلى خطورة “مرتفعة” إلى “قصوى” لاندلاع حرائق الغابات بعدد من أقاليم المملكة، طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء (8 و9 غشت الجاري)، وفق ما عاينته هسبريس في خريطة مخاطر اندلاع الحرائق.
وأبان تحليل البيانات المتعلقة خصوصا بنوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، وكذا المحددات المناخية والطبوغرافية للمناطق، عن رصد الوكالة خطورة قصوى (مستوى أحمر) في كل من أقاليم طنجة–أصيلة، شفشاون، تازة، صفرو، إفران، خنيفرة، وجدة-أنكاد، وتارودانت.
وفي نشرتها اليومية التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، حذرت الوكالة من خطورة مرتفعة (مستوى برتقالي) في أقاليم الفحص–أنجرة، تطوان، العرائش، تاونات، الحسيمة، بني ملال، أزيلال، تيزنيت، الحوز، وأكادير إداوتنان، فيما تبرز خطورة متوسطة (مستوى أصفر) في أقاليم وزان، وبركان والصويرة.
ميدانياً، أكد سعيد بنجيرة، المدير الجهوي للمياه والغابات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أن “جهود فرق التدخل المختلفة (300 عنصر) من الوقاية المدنية ونظيرتها التابعة للمياه والغابات فضلا عن القوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي بحضور السلطات المحلية والولائية، متواصلة لتحويط حريق مهول بغابة “واد راس”، الواقعة قرب جماعة “عين لحصن” التابعة ترابيا لإقليم تطوان.
وأفاد بنجيرة بأن “الشرارة الأولى للحريق اندلعت حوالي الساعة الواحدة والنصف من صباح أمس الإثنين، قبل أن تنتقل إلى الأماكن المجاورة بفعل سرعة الرياح التي تشهدها المنطقة وتتجاوز 50 كلم في الساعة”، مؤكدا أن “الحصيلة الأولية المسجلة أكدت تضرر مساحة غابوية تقارب 20 هكتارا”.
وأشار المدير الجهوي للمياه والغابات، في تصريحه، إلى أن “الغابة المذكورة تتوفر على غطاء غابوي يتكون من أشجار الصنوبر والبلوط الفليني وأعشاب ونباتات ثانوية”، لافتا إلى أن “مستوى الخطورة واليقظة مازال عالياً خلال الأيام الثلاثة المقبلة”.
وبالإضافة إلى فرق التدخل البري التي واجهت “ظروفا مناخية صعبة”، تمت، بحسب إفادات المسؤول ذاته لهسبريس، الاستعانة بطلعات جوية لطائرتيْ “كنادير” يوم أمس، لإسناد جهود السيطرة على الحريق والحيلولة دون اتساع رقعة النيران المستمرة حتى حدود صباح اليوم الثلاثاء.
وجددت وكالة الغابات دعوتها إلى الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية والعاملين بها، وكذلك المصطافين والزوار والمسافرين، لتوخي الحيطة والحذر وتفادي أي نشاط قد يسبب اندلاع الحريق، موصية إياهم بإبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه.
يشار إلى أنه من أجل استباق ظاهرة حرائق الغابات على الصعيد الوطني، تصدر الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بشكل يومي، بناء على معطيات علمية، خرائط تحدد بدقة المناطق المعرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية.