حادث قطار باكستان: ناجون يروون لحظات مؤلمة بعد خروج القطار عن مساره

- Author, بي بي سي أردو
- Role, باكستان
“رأيت العديد من النساء والأطفال ملقون على الأرض، كانوا يصرخون، لم أعرف ماذا أفعل”، بهذه الكلمات وصف ناصر أحمد كيف سقط من نافذة عربة قطار خط “هزارة” السريع، الذي خرج عن مساره وتحطم في مقاطعة السند جنوبي باكستان، مما أسفر عن مصرع نحو 30 شخصاً.
ويقول: “سقطت من النافذة عندما خرجت العربة عن مسارها، كان ذلك سبب نجاتي من الحادث، لكنني أصبت نتيجة تخبطي لمسافة طويلة”.
ويصف ناصر مشهداً مروعاً وكيف بذل قصارى جهوده لمساعدة الجرحى.
ويقول: “كانت هناك قناة قريبة لكن المياه فيها كانت قذرة، ملأت يدي بالمياه من القناة وكنت أسكبها على وجوه أناس فقدوا الوعي، على أمل أن يساعدهم ذلك في استعادة وعيهم”.
ويضيف: “رأيت امرأة جالسة إلى جانب ابنها تصرخ وتقول له (انهض، قم)، لكن الطفل ربما توفي، ولم ينهض”.
حراس ومتطوعون من القوات شبه العسكرية يتفقدون العربات في موقع الحادث بعد خروج القطار عن مساره.
“نسيت كل جراحي”
يتذكر راشد علي لحظة استعادته الوعي وسط حطام القطار، ويقول: “فكرت في زوجتي وأولادي ونسيت كل جراحي”.
كان راشد مسافرا مع أسرته، وراكبا في عربة تقع في منتصف القطار عندما خرج عن القضبان.
ويتذكر أفراد أسرته وهم مستريحون إلى جانبه عندما اصطدمت العربة وخرجت عن مسارها وانقلبت، ويقول إنه فقد وعيه للحظات.
ويضيف راشد: “بعد استعادتي الوعي، لم أجد زوجتي وأولادي أمامي، بدأت أبحث عنهم، ولحسن الحظ، كانوا محاصرين تحت مجموعة من العربات المهشمة القريبة من مكاني”.
ويضيف: “كانت زوجتي مع طفلي الاثنين، كانوا يصرخون، طمأنتهم وأخرجتهم من تحت العربات، بعد ذلك كانت مشكلتي كيف أنقلهم إلى المستشفى … فجاء راكب على دراجة نارية وساعدنا في الوصول إلى المستشفى”.
تحطمت أجزاء من القطار بعد خروجه عن القضبان
“ابني سقط فوقي”
يصف أصلام، وهو من سكان يعقوب آباد كان على متن القطار مع ابنه، لحظة الاصطدام: “كنا نائمين، عندما انقلبت العربة فجأة وحدث دمار”.
ويضيف: “أصبت ببعض الإصابات في الحادث، ونجا ابني لأنه سقط فوقي”.
مسؤولو الشرطة يتفقدون العربات في موقع الحادث بعد خروج القطار عن مساره
“رأيت عربات خرجت عن مسارها وانقلبت “
عندما وصل رجال الإنقاذ إلى موقع الحادث، كان من الواضح لهم أنهم أمام كارثة كبيرة.
ويقول رفيق لاشاري، منسق خدمة الطوارئ في مؤسسة إدهي: “رأيت ثلاث عربات من القطار خرجت عن مسارها، وانقلبت اثنتان تماما”، ويضيف أنه خشي على الفور من وقوع إصابات على نطاق واسع.
كما أعرب فريق الإنقاذ عن قلقه من محاصرة العديد من ركاب القطار تحت العربات المقلوبة.
وقع الحادث على مقربة من جسر صغير، أمام محطة سكة حديد سارهاري، بالقرب من نواب شاه في منطقة سنغار.
كان بعض الناجين من الحادث يبحثون عن أفراد عائلاتهم، بينما ركز آخرون على إصاباتهم.
ويقول رفيق لاشاري إن فريق الإنقاذ انتشل عشرين جثة من عربات تعرضت لأضرار بالغة، من بينها جثث أطفال صغار.
وكان الناجون المصابون يطلبون الماء في ظل ارتفاع درجات الحرارة الشديدة.
“التحقيق في عمل تخريبي”
قال سعد رفيق، الوزير الاتحادي للسكك الحديدية، إن القطار كان يقل نحو ألف راكب، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الحادث نتج عن عطل ميكانيكي أو تخريب، ويجري التحقيق في ذلك على نطاق واسع.
أشاد عمال الإغاثة والناجون بالسكان المحليين الذين بذلوا جهودا في عملية الإنقاذ ومساعدة الركاب في الوصول إلى المستشفى
“السكان أنقذوا حياة الركاب”
يصف سارانج سيندهو، متطوع في مؤسسة إدهي، كيف هرع سكان سارهاري إلى مكان الحادث، ويعتقد أنه لولا مساعدتهم ربما كان عدد الضحايا أكبر.
ويضيف: “نقل هؤلاء الأشخاص العديد من المصابين إلى المستشفيات في سياراتهم ودراجاتهم النارية الخاصة، وأحضروا المياه والطعام من منازلهم واستضافوا مصابين في مساكنهم”.
ويقول نصيب زرداري، أحد السكان المحليين المشاركين في عملية الإنقاذ، إن الرجال والنساء في المنطقة لم يكتفوا بتقديم المساعدة للضحايا، بل ساعدوهم في الذهاب إلى المستشفى في الوقت المناسب لتلقي العلاج.
وزار رئيس وزراء إقليم السند، سيد مراد علي شاه، المصابين في مستشفى نواب شاه، وصرح قائلا: “إذا لزم الأمر، سننقل المصابين إلى كراتشي أو حيدر أباد على متن مروحية عسكرية”.
وأشاد مصابون يتلقون العلاج بجهود السكان المحليين.
ويصف عمر أحمد، من يعقوب آباد، يخضع للعلاج في مستشفى نواب شاه، كيف شعر بعجز في أعقاب وقوع الحادث: “لم أستطع الوقوف بسبب إصابة ساقي، كما أصيبت رأسي”.
ويضيف: “زوجتي أصيبت بجروح خطيرة معي، كانت تناديني طلبا للمساعدة، حاولت الوقوف، لكني عجزت عن إخراجها، كان جسدي ضعيفا، وكانت زوجتي تنزف، كنت أشعر بأسف على عجزي”.
ووسط كل هذا اليأس حصل عمر على المساعدة التي يحتاجها.
ويقول: “فجأة وضع أحدهم يده على كتفي وقال: (لا عليك سنتولى الأمر) … أخذ ثلاثة من الشباب زوجتي وأعطونا الماء. ووضعوها في سيارة ونقلونا إلى المستشفى”.