تغير المناخ: إجلاء فرق معسكر دولي للكشافة في كوريا الجنوبية بسبب عاصفة استوائية
- Author, جين ماكينزي وجيمس جورجي
- Role, بي بي سي
أجلت السلطات الآلاف من أعضاء الفرق المشاركة في معسكر دولي للكشافة في كوريا الجنوبية من موقعهم تحسبا لعاصفة استوائية قادمة.
وغادرت فرق تمثل عدة دول بالفعل من بينها المملكة المتحدة، واتُخذت الخطوة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتردي الأحوال الصحية في المعسكر.
وقال مات هايد، الرئيس التنفيذي لشركة الكشافة البريطانية، إنه شعر بخيبة أمل من جانب الجهة المنظمة، وأن أنشطة المملكة المتحدة تراجعت لسنوات.
وأضاف لبي بي سي أن الموقع أصبح يشكل خطرا على الصحة.
وكان ما يزيد على 40 ألف شاب قد شاركوا في المعسكر الدولي للكشافة، وعانوا من مشكلات منذ بداية التنظيم.
وأصيب المئات بأمراض في ظل تسجيل درجات الحرارة 35 درجة مئوية، وكان طاقم الكشافة من المملكة المتحدة من بين المتضررين من الإنهاك الحراري.
ووصلت المجموعة البريطانية المكونة من 4500 شخص، وهي الأكبر من حيث الحضور المشارك، إلى موقع المعسكر في مدينة سايمانغيوم، القريبة من مدينة بوان الأسبوع الماضي، بيد أنه جرى نقلهم إلى فنادق في العاصمة سيول يوم السبت.
وقال هايد إن النقل سيكلف جمعية الكشافة البريطانية أكثر من مليون جنيه إسترليني من احتياطاتها.
وأضاف: “كانت لدينا التزامات تجاه تلك الاحتياطات، ويعني الوضع الآن أنه لا يمكننا عمل أشياء خططنا لعملها خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة”.
كما سحبت الولايات المتحدة وسنغافورة بالفعل فرقهما من المعسكر.
وقال منظمو المعسكر الدولي للكشافة يوم الإثنين إن حكومة كوريا الجنوبية أبلغتهم أنه لم يعد من السلامة تنظيم الحدث.
وقالت الحكومة إنها استمعت إلى مخاوف المنظمة العالمية للحركات الكشفية والوفود الوطنية التي كانت تطالبها بإغلاق الموقع منذ أيام.
وقال كيم سونغ هو، نائب وزير إدارة الكوارث والسلامة في كوريا الجنوبية، إن نحو 36 ألف شخص في سايمانغيوم سينُقلون بالحافلات إلى مناطق ليست في طريق العاصفة.
وأضاف أن الحدث “لا يزال مستمرا” بيد أن “الموقع تغير فقط بسبب الكارثة الطبيعية”.
ويبحث المسؤولون عن أماكن إقامة بديلة في سيول والمناطق المحيطة.
وستبدأ عملية الإجلاء يوم الثلاثاء الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي، أي الواحدة صباحا بتوقيت غرينتش.
ومن المتوقع أن تصل العاصفة الاستوائية الشديدة، “خانون”، التي أجبرت بالفعل على عمليات إجلاء وقطع الكهرباء عن الآلاف في اليابان، إلى مقاطعة جيولا الواقعة في جنوبي كوريا الجنوبية يوم الخميس.
يأتي ذلك في وقت أصبحت فيه موجات الحر أكثر تكرارا وشدة لفترة أطول بسبب تغير المناخ الناتج عن أنشطة الإنسان.
ويعد تأثير تغير المناخ على تكرار هبوب العواصف غير واضح، بيد أن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يعني أنه من المرجح أن تكون العواصف أشد مع هطول أمطار غزيرة.
وبدأ مدربو شباب الفريق البريطاني العودة إلى سيول، التي تبعد نحو 197 كيلومترا من موقع المعسكر، يوم السبت، حيث سيقضون الأسبوع المقبل في فنادق.
وقال هايد إن فريق الكشافة البريطاني يركز على تفعيل “برنامج مشاركة” من العاصمة حتى “يظل لدى شبابنا ذكريات جيدة”.
وأضاف أن الكشافة البريطانية أثارت مخاوف متكررة بشأن ظروف الموقع، وعلى الرغم من إجراء بعض الإصلاحات، فقد “فات الأوان قليلا”.
وقال إن الظروف تجاوزت أربعة خطوط حمراء، من بينها نقص الغذاء لمن يحتاجون إلى نظام غذائي، فضلا عن تردي حالة الصرف الصحي والخدمات الطبية غير الكافية.
وأضاف: “نشعر بخيبة أمل من الجهة المنظمة لأننا تحدثنا مرارا عن بعض تلك المخاوف، قبل أن نغادر وأثناء وجودنا، ووعدونا بأن الأمور سيجري معالجتها ولم يحدث ذلك”.
وقال: “لك أن تتخيل (دورات المياه) التي يستخدمها الآلاف من الأشخاص دون تطهيرها بانتظام، ماذا تتوقع، لك أن تتخيل نوع الأشياء التي كان يراها الناس”.
وأضاف أن كل كشاف بريطاني أنفق نحو 3500 جنيه إسترليني على الرحلة، واعتمد كثيرون على جمع تبرعات.
وقال هايد إن التخطيط لهذا المعسكر ربما يكون قد تأثر بوباء كوفيد، مضيفا أنه من “الأهمية الشديدة” إجراء مراجعة مستقلة.
وعلمت بي بي سي أن بعض الكشافة، خمسة على سبيل المثال يتشاركون في غرفة واحدة، بينما قضي نحو 250 شخص ليلة واحدة في قاعة احتفالات في أحد فنادق سيول بسبب نقص أماكن الإقامة المتاحة. جميعهم لديهم غرف الآن في الفنادق.
ويُوصف المعسكر بأنه أكبر معسكر للشباب في العالم، ويجمع فرق الكشافة من شتى أرجاء العالم كل أربع سنوات، وتنظمه كل مرة دولة مختلفة.
وتتراوح أعمار معظم المشاركين بين 14 و18 عاما، من 155 دولة ممثلة في كوريا الجنوبية.
ويعد هذا أول تنظيم للمعسكر الدولي للكشافة منذ وباء كورونا، وكان من المقرر أن يستمر حتى 12 أغسطس/آب الجاري.