عبور الجالية وإقبال السياح المغاربة ينعشان الحركة الاقتصادية بجنوب إسبانيا
انتعش الاقتصاد المحلي للمدن الجنوبية لإسبانيا جراء التدفق المتواصل للجالية المغربية المقيمة بالخارج الراغبة في عبور الموانئ المخصصة لـ”عملية مرحبا”، حيث شهدت كل من مالقا والجزيرة الخضراء وطريفة حركية اقتصادية مهمة خلال الأيام الماضية.
وأفادت مجموعة من المنشورات الإيبيرية بأن جل الفنادق المحلية بالجنوب الإسباني امتلأت، مبرزة أن المغاربة يحتلون المرتبة الأولى من حيث الحجوزات، سواء تعلق الأمر بأفراد الجالية المقيمة بالخارج أو السياح المغاربة.
ويسافر الكثير من المغاربة إلى الجنوب الإسباني لقضاء عطلة الصيف بسبب الأسعار المناسبة؛ الأمر الذي يجعل شريحة واسعة من الأسر تفضل السفر إلى إسبانيا على البقاء في المغرب، اعتبارا لجودة الخدمات السياحية وانخفاض الأسعار.
في هذا الصدد، قال رضوان جخا، خبير في السياسات العمومية والاجتماعية، إن “مغاربة العالم يشكلون بعدا مهما جدا على مستوى التحويلات المالية التي تحطم كل سنة أرقاما قياسية؛ ففي سنة 2021، وصلت 96 مليار ونصف المليار درهم تقريبا، بينما بلغت السنة الماضية 109 مليارات درهم، ويتوقع هذه السنة أن تحقق ما بين 112 مليار درهم و115 مليار درهم”.
وأضاف الخبير في السياسات العمومية والاجتماعية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عملية مرحبا” “تعد أكبر تجمع بشري في العالم، حيث تشمل أزيد من مليون و200 ألف مهاجر سواء بحريّا أو بريّا”، مبرزا أن “هذه العملية شهدت ارتفاعا ملحوظا في أعداد الوافدين عبر مختلف نقاط العبور المينائي الذي ناهز 28 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية”.
وأردف الخبير عينه أن “دور مغاربة العالم يتجلّى أيضا في تشجيع السياحة الشاطئية، خصوصا بالمدن الساحلية؛ ففي السنة الماضية، بلغ رقم مغاربة العالم أزيد من 620 ألف سائح. كما أن “عملية مرحبا” تساهم كذلك في إنعاش الاقتصاد الإسباني، وخير مثال على ذلك الخسائر الكبيرة التي تكبّدتها إسبانيا عندما لم تشملها هذه العملية الموسمية”.
ولفت جخا إلى أن “حجم تلك الخسائر قدر بحوالي 1.15 مليار يورو، لكن هذه السنة عرفت عملية العبور سيولة استثنائية مع تحسن العلاقات الاستراتيجية، كما ذكر ذلك المدير العام للحماية المدنية بإسبانيا، سواء عبر موانئ ومعابر تاراخال والجزيرة الخضراء وطريفة وقادش وألميريا”.
وأكد المتحدث ذاته أن “الاقتصاد البحري الإسباني انتعش كثيرا بفضل الرواج الاقتصادي لمغاربة العالم”، خاتما بأنه “بهذه الدينامية المتميزة، سيتم بلوغ هدف 6.5 ملايين سائح بنهاية يونيو 2026؛ الأمر الذي يحقق للمغرب إيرادات مالية قياسية على مستوى العملة الصعبة”.