روسيا وأوكرانيا: معارك البحر الأسود تؤثر على محادثات السعودية – التايمز
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأحد العديد من القضايا في العالم والشرق الأوسط، من بينها محادثات السلام السعودية بشأن أوكرانيا، التي تستضيفها حاليا مدينة جدة بحضور نحو 40 دولة. كما تناولت الصحف الخطر الذي تشكله إيران للمملكة المتحدة.
ونبدأ جولتنا من صحيفة التايمز وتقرير لبيتر كونرادي محرر الشؤون الأوروبية، بعنوان: المُسيرات البحرية والمحادثات السعودية: لماذا البحر الأسود أمر حيوي؟
ويوضح التقرير أن أوكرانيا حققت نجاحا في بداية غزوها العام الماضي مع إغراق السفينة الحربية الروسية “موسكفا” في البحر الأسود، الذي عاد ليكون موضع اهتمام من جديد مع هجمات تشنها كييف بالمُسيرات في المنطقة، في إطار الهجوم المضاد.
ويرى كونرادي أن هذه المعارك الدائرة في البحر الأسود لها تداعيات ليس فقط على الصراع العسكري، بل على الحرب بمفهومها الأوسع، لاسيما فيما يخص الدول النامية التي يحضر العشرات منها قمة السعودية للتباحث بشأن كيفية إنهاء الحرب.
ويرجح التقرير أن تصعيد كييف للهجمات على أهداف روسية في البحر الأسود، جاء نتيجة انسحاب الكرملين الشهر الماضي من اتفاق يضمن المرور الآمن للسفن التي تصدّر الحبوب من أوكرانيا، كما كثفت موسكو قصفها للموانئ.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن 200 ألف طن من الحبوب المعدة للتصدير قد تم تدميرها في هجمات الطائرات المسيرات والصواريخ الروسية على المدن المطلة على البحر الأسود، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، خاصة بالنسبة للبلدان النامية، التي يعتمد الكثير منها على الصادرات الأوكرانية.
كانت كييف في البداية “لا تحظى بفرصة كبيرة ضد عدوها” وفق التقرير، بسبب الأسطول الروسي في البحر الأسود الروسي المكون من نحو 50 سفينة حربية وسبع غواصات وعدد كبير من سفن الدعم، بالمقارنة بأوكرانيا التي فقدت أكثر من 80 في المئة من سفنها نتيجة ضم موسكو شبه جزيرة القرم في عام 2014.
ومع ذلك، فقد تغير الوضع بعد استخدام أوكرانيا المتزايد للطائرات المسيرة، خاصة في هجوم الشهر الماضي على جسر مضيق كيرتش، ما تسبب في أضرار جسيمة.
ومن المرجح أن يراقب كبار المسؤولين من نحو 40 دولة المعارك التي تدور رحاها في البحر الأسود عن كثب، على أمل أن يؤدي الاجتماع إلى قمة سلام لزعماء العالم هذا الخريف.
الدولة الإيرانية “أكبر تهديد لبريطانيا”
ما زلنا في صحيفة “ذا تايمز” وتقرير لكارولين ويلر، تكشف فيه عن مخاوف وزيرة الداخلية البريطانية التي تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني أكبر تهديد للأمن القومي للبلاد.
وأعربت الوزيرة سويلا برافرمان عن قلقها من تقارير استخباراتية تفيد بأن جواسيس إيرانيين يحاولون تجنيد أعضاء من عصابات الجريمة المنظمة لاستهداف معارضي النظام.
يأتي ذلك بعد أن حذرت وكالة الأمن والاستخبارات البريطانية من أن طهران كانت تقف وراء عمليات قتل واختطاف وصلت في فبراير/شباط إلى 15 حادثة. واضطرت قناة المعارضة “إيران إنترناشونال” إلى وقف بثها التلفزيوني من بريطانيا بعد تحذير من أن الشرطة لا يمكنها حماية الموظفين.
وتكشف صحيفة صنداي تايمز عن تفاصيل العلاقة الوثيقة بين إيران ومنظمة طلابية غرب لندن حولت كنيسة إلى مركز لمناصرة الفلسفة السياسية والدينية لآية الله الخميني، قائد الثورة الإسلامية عام 1979. وتستضيف المنظمة حاليا محادثات مع رجال دين متشددين ومسؤولين حكوميين ، بينما يشرف على انتخاباتها الداخلية ممثلون دينيون لآية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للبلاد.
وهناك ما يشير إلى أن الأسبوع الماضي شهد استضافة المنظمة محادثات عبر الإنترنت بين كبار قادة الحرس الثوري وطلاب مسلمين في الجامعات البريطانية، بهدف التحريض على معادية السامية وعلى الانضمام إلى الحرب القادمة.
ويشير التقرير إلى دعوات لحظر الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، “قوبلت بمقاومة من وزارة الخارجية التي تخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى إلحاق ضرر دائم بالعلاقات الدبلوماسية”.
كما أعلن جيمس كليفرلي وزير الخارجية البريطاني فرض عقوبات على الحرس الثوري في وقت سابق من هذا العام، لكن كان هناك ضغط برلماني متزايد لحظر التنظيم رسميا.
وقد اتُخِذت خطوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة وكندا، وهما شريكان للمملكة المتحدة في تحالف لتبادل المعلومات الاستخباراتية، لكن ثمة مخاوف من أن ذلك سيزيد من صعوبة إحياء المحادثات النووية الإيرانية، وقد يؤدي إلى خسارة السفارة في طهران.
رفاهية النوم في العصر الحديث
ونختتم جولتنا بصحيفة الغارديان بعيدا عن السياسة، وتقرير تتساءل فيه سونيا سودها، عن مدى صعوبة تحقيق هدف النوم الجيد ليلا في العصر الحديث، وما ينتج عن ذلك من اعتلال للصحة.
وترى سودها أن المجتمعات الحديثة التي تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بات من الصعب عليها المواظبة على موعد ثابت للنوم واليقظة، وهو أمر ينظم الساعة البيولوجية للجسم، ويساعد على تنظيم مستويات الهرمونات التي تؤثر على درجة حرارة الجسم والشهية والنعاس.
واستعان التقرير بدراسات أثبتت أنه على المدى القصير، يرتبط عدم كفاية النوم بارتفاع مخاطر الإصابة بالعدوى، والاستجابة الضعيفة للتطعيم، وتدهور وظائف المخ. كما ترتبط قلة النوم بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
وقد توصلت أحدث الدراسات إلى أن القناة الهضمية تتأثر بعادات النوم غير المنتظمة على مدار الأسبوع، وأن تغيير مواعيد النوم خلال الأسبوع ولو لـ 90 دقيقة، يؤثر سلبا على البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، نتيجة للعادات الغذائية السيئة المرتبطة بذلك. بناءً على هذه النتائج ، يوصي الباحثون بأن يسعى الناس إلى أنماط نوم متسقة خلال أسبوع العمل وعطلة نهاية الأسبوع.
وقد صنفت هيئات الصحة الدولية العمل الليلي على أنه “قد يكون مُسرطِنا” بعد أن أظهرت الدراسات ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان لمن يعملون في نوبات ليلية على مدى سنوات عدة.
كما أن هناك جانبا آخر لنظام المناوبة الليلة الذي يجعلك منعزلا اجتماعيا؛ فمن الصعب للغاية الحفاظ على حياة أسرية أو رؤية الأصدقاء عندما تقضي أيام العطلة في محاولة لتعويض نومك.
وتحث سودها في نهاية تقريرها على العمل لأربعة أيام في الأسبوع لساعات أقل، لكنه أمر يصعب تحقيقه لمن لديه مناوبات مسائية لخمسة أيام في الأسبوع مقابل أجر زهيد. وأكدت على أن عدم المساواة في مكان العمل يتعلق بما هو أكثر من الراتب، وأننا لسنا مستعدين دائما لدفع التكلفة الحقيقية للراحة التي نطلبها.