روسيا وأوكرانيا: مؤتمر جدة يناقش مقترح كييف لوقف الحرب بين البلدين
تتواصل مباحثات تحضرها العشرات من دول العالم في مدينة جدة السعودية بشأن الأزمة في أوكرانيا، لليوم الثاني على التوالي.
واختُتم يوم أمس السبت بمناقشة صيغة قدّمتها أوكرانيا لكيفية إحلال السلام، مؤلفة من 10 نقاط. كما شهد اليوم الأول للمباحثات مناقشات مغلقة وبيانات أدلى بها ممثلو الوفود المشاركة.
وتشارك في المباحثات 42 دولة بينها دول غربية، بالإضافة إلى كل من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ودول أخرى، كما أعلنت الصين أنها ستشارك في المؤتمر.
وتحدّث مصدر أوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” عن مساحة تفاهم حول النقاط الرئيسية، وخصوصا احترام “وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”، على أن يكون هذا الأمر “في صلب أي اتفاق سلام”.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي للوكالة إن “الجهود تتضافر لتهيئة الظروف لمفاوضات بناءة”، مضيفا “هل اجتماع اليوم يخلق هذه الظروف؟ الواضح أنه لا. إنه جهد طويل الأمد”.
وقالت موسكو التي لا تشارك في اجتماعات جدة إنّ أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان “الحقائق الإقليمية الجديدة”.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن بلاده ستناقش نتائج المشاورات بشأن أوكرانيا مع شركاء مجموعة بريكس.
وأضاف ريابكوف في تصريحات لوكالة أنباء “تاس” الروسية، أنه “بالنسبة لشركاء (بريكس) الذين تمت دعوتهم وذهبوا إلى هناك، نعم، هناك بالتأكيد مثل هذا التفاهم الذي يستند إلى نتائج الفعاليات في جدة، وإلى الحوار ذي الصلة وتبادل الآراء بيننا وبين المشاركين في البريكس الذين كانوا هناك على مختلف المستويات”.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع إن الاجتماعات في جدة ستركّز على صيغة للسلام التي تطالب بالعودة لحدود أوكرانيا السابقة، بما في ذلك أراضي القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014.
وتأتي المحادثات في جدة في أعقاب اجتماعات أجريت في يونيو/جزيران في كوبنهاغن، ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.
وبحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض، فإن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يأتي على رأس وفد واشنطن إلى جدة.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد “مجموعة الأزمات الدولية” جوست هيلترمان إنّه “من خلال استضافتها لهذا الاجتماع (حول أوكرانيا)، تريد السعودية تعزيز محاولتها لتصبح قوة وسيطة عالمية لديها القدرة على التوسط في النزاعات”.
وأضاف أن الرياض “تريد أن تكون في الخندق ذاته مع الهند أو البرازيل، لأن هذه القوى الوسيطة إن عملت كفريق فيمكن أن تأمل في أن يكون لها تأثير على المسرح العالمي كقادة لحركة عدم الانحياز المتجددة”.
من جهته، رأى المحلل السعودي المقرب من الحكومة علي الشهابي أن “هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية المتعددة الأقطاب في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين”.
روسيا تهاجم قواعد جوية
ميدانيا، أعلنت روسيا استهداف قواعد جوية في منطقتي خملنيتسكي وريفني في غرب أوكرانيا ليل السبت، مؤكدة أنها نجحت في إصابة “كل الأهداف” المحددة، وذلك بعد يوم على هجوم أوكراني على ناقلة نفط روسية، بينما تتصاعد التوترات في البحر الأسود.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه “خلال الليل، شنّت القوات المسلحة الروسية ضربات… على قواعد جوية للقوات المسلحة الأوكرانية قرب تجمعات ستاروكوستيانتينيف في منطقة خملنيتسكي ودوبنو في منطقة ريفني”.
وأكدت أوكرانيا أنها تعرّضت لعدة هجمات خلال الليل، فأسقطت 30 من 40 صاروخ كروز، إضافة إلى 27 طائرة مسيّرة.
وأفادت أيضا بأن روسيا أطلقت ثلاثة صواريخ فرط صوتية من طراز “كينجال” التي يعد اعتراضها أصعب، لكنها لم تقدّم معلومات بشأن ما إن تم تدميرها.
وذكرت السلطات في منطقة خملنيتسكي صباح الأحد أن النيران اندلعت في مستودع لنفايات الذرة في ستاروكوستيانتينيف لتمتد على مساحة 1400 كيلومتر مربع قبل إخمادها.
ولطالما تعرّضت المنطقة الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من خطوط المواجهة في شرق أوكرانيا إلى ضربات روسية.
وأفاد الرئيس الأوكراني زيلينسكي يوم السبت أنه “وقع اليوم هجوم صاروخي روسي آخر ضد بلدنا. صواريخ كينجال وكاليبر ضربت موتور سيتش ومنطقة خملنيتسكي”.
وفي الأثناء “تضررت بضعة منازل خاصة” في منطقة ريفني، بحسب ما أفاد مسؤول الإدارة الإقليمية فيتالي كوفال يوم الأحد.
أما على الجانب الروسي، فأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أن الدفاعات الجوية دمّرت طائرة مسيّرة في أجواء العاصمة الأحد.