أخبار العالم

ترجمات تتطلع إلى إغناء “المكتبة الأمازيغية” بأجناس أدبية عالمية شخصية



سلسلة من الترجمات والأعمال الأدبية الطامحة إلى إغناء المكتبة الأمازيغية بكتابات عالمية بارزة وأجناس أدبية جديدة، تعدها منظمة تاماينوت المهتمة بالتراث الثقافي الأمازيغي، أحدثها نقل “أزهار الشر” لشارل بودلير إلى الأمازيغية.

في هذا السياق قال أحمد بوزيد، الكاتب العام لمنظمة “تاماينوت”، إن من بين ما تهتم به الترجمات المقبلة جبران خليل جبران، وأعمال أدبية أخرى، وإصدار لمؤلف يجمع الوثائق المرجعية الدولية في مجال التنوع الثقافي.

وحول مقصد الاهتمام بالأدب العالمي، ذكر المتحدث، في تصريحه لهسبريس، أن الأدب الأمازيغي “إلى حد ما أدب ناشئ، خاصة في ارتباطه بمقتضيات الكتابة”، وتابع: “في تاريخنا الشفهي، نلتقي بنتف بقيت في المخيال الجماعي، باستثناء المُتون السردية والحكايات العجيبة، ولا نجد نصوصا شعرية وشيئا من هذا القبيل. وأقدم شاعر نلتقي به هو سيدي حمو الطالب، الذي عاش في نفس فترة عبد الرحمان المجذوب”.

وأضاف الكاتب العام لمنظمة “تاماينوت”: “هذه الترجمات وراءها شبيبة مثقفة ملتزمة بقضايا معينة تجاه هويتها وذاكرتها والجذور، وهي عودة تتجسد في المشهد الأدبي المغربي ككل لهذا المتخيل الأمازيغي وهذه الجذور الأمازيغية، ومحاولة تطعيمه بعناصر جديدة، وهذا ما نلتقيه في مجال الكتاب السردية، مثل كتابات شعيب حليفي، واشتغال عبد الحميد شوقي في رواية “سدوم” على المتخيل الأمازيغي”.

وذكر بوزيد أن المنظمة موجهة في مجال الكتابة إلى الاشتغال على عناوين بعينها؛ لأن “ما نجده اليوم في المكتبة الأمازيغية الأجناس الكلاسيكية في الأدب المكتوب، مثل القصة القصيرة والرواية وقصيدة النثر…”، لافتا في هذا الصدد إلى أن “الرهان هو محاولة استكشاف أجناس أدبية جديدة، وأساسا تلك المتعلقة بالأدب الشخصي، فهي أعمال أُنتجت في شروط ثقافات أخرى؛ من بينها اليوميات والمذكرات والرسائل والكتابة الرحلية، ونحاول الترجمة منها، لإغناء الموسوعة الثقافية للمبدعين، وتشجيع كتابة نصوص أمازيغية تنتمي إلى هذه المدارات”.

وواصل: “هذا ما تجلى، مثلا، في عمل جماعي صدر سنة 2020 بعنوان “بريد مريريدة .. رسائل إلى شابة مغربية”، وجمع 35 كاتبا مغربيا بالأمازيغية والعربية والفرنسية والإسبانية، من أجيال مختلفة، في تحية رمزية للشاعرة الأمازيغية مريريدة”، علما أن الرسالة في الأمازيغية تستبطن “المسافة التي تؤمّن للآخر حريته”، عكس العربية التي “تعني فيها الوصال”.

وحول التشبث بالحرف اللاتيني في كتابة الترجمة الأمازيغية، ذكر المصرح أن هذا لا يتضمن رؤية “تراتبية ولا تفاضلا بين الحروف؛ فالأمازيغية قبل المطبعة ظلت تكتب لتاريخ طويل بالحرف العربي، لكن هذا الحرف يطرح مشكلات، دون تمييز؛ لأن هاتين اللغتين أفرو-آسيويتان وأرومة لغوية واحدة، ومخيال واحد لمجتمعات زراعية ورعوية، أو حضارة الإيقاعات كما يسميها عبد الكبير الخطيبي”.

لكن، قال أحمد بوزيد: “الحرف اللاتيني هو الحرف الذي تُقرأ به الفرنسية ولغات أخرى في المدرسة المغربية، فيما وضعية تدريس الأمازيغية بحرف تيفيناغ ضئيلة جدا، وهو ما يمكن أن تعكسه مؤشرات غير المؤشرات الرسمية المبنية على معطيات مثل استعمالات الزمن، في حين في واقع الحال لا تدرّس الأمازيغية، إلا ببطء. لهذا، نستفيد من المتاح في الحرف اللاتيني، والرهان في آخر المطاف قراءة الأمازيغية بمبدأ أولية الصوت، والخطوط عملية لاحقة لتجسيدها بشكل مادي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى