أخبار العالم

انقلاب النيجر يخيم على حركة شاحنات النقل الدولي المغربية في غرب إفريقيا



مع تسارع الأحداث في جمهورية النيجر، تتصاعد “المخاوف الدولية” من تعرقل حركة النقل الدولية بهذا البلد نتيجة “تفاقم” التوتر الأمني للانقلابين المتخوفين من احتمال وجود “غزو أجنبي” مرتقب.

وأعاد الانقلاب الحاصل بنيامي مخاوف المهنيين المغاربة من تكرار أحداث محاصرة شاحنات نقل مغربية في بوركينافاسو العام المنصرم، فاق عددها الـ30 شاحنة.

وتنشط حركة الشاحنات المغربية في الغرب الإفريقي بشكل كبير، غير أن هذا النشاط ترافقه تهديدات أمنية متواصلة، تتمثل في الهجومات الإرهابية وعمليات السطو المسلح؛ إذ في سنة 2021 تعرضت شاحنتا نقل مغربيتان لهجوم مسلح في مالي أودى بحياة سائقيهما المغربيين.

وفي غياب أي معطيات عن عدد الشاحنات المغربية التي تتوجه إلى جمهورية النيجر، فإن التحذيرات الدولية من الأوضاع الأمنية بهذا البلد تطرح تساؤلات حول أوضاع هاته “الفئة الحيوية” بالنسبة للاقتصاد المغربي.

مصطفى شعون، رئيس الاتحاد الافريقي للنقل واللوجستيك، قال إن “التهديدات الأمنية التي تواجهها حركة النقل الدولي، خاصة المغربية، ليست مرتبطة فقط بأحداث الانقلاب الأخير بالنيجر، بل تعد هاجسا مقلقا منذ بداية هذا النشاط الاقتصادي”.

وأضاف شعون، في تصريح لهسبريس، أن “السائقين المغاربة اعتادوا غياب السلامة الأمنية في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل”، مشيرا إلى أن “وجود تهديد أمني في النيجر بالنسبة للسائقين المغاربة ضئيل في ظل وجود حركة اقتصادية محتشمة للمغرب تجاه هذا البلد”.

وتابع رئيس الاتحاد الإفريقي للنقل واللوجستيك قائلا: “بالإضافة إلى قلة الشاحنات المغربية المتوجهة إلى النيجر، فإن هاته الفترة بالذات تعرف تناقصا كبيرا لحركة النقل الدولي البري بالغرب والساحل الإفريقي بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.

وزاد أن “التأثير الحقيقي الذي يمكن أن يمس الشاحنات المغربية، يوجد في الحدود المالية النيجرية ومنطقة النيجر، لأن هاته المنطقة بالذات تعرف مرورا للصادرات البرية المغربية، غير أنها منطقة لا تعرف تهديدا حقيقيا إلى حدود اللحظة”.

واستطرد شارحا بأن “التهديدات الدولية لا تعني الشاحنات المغربية بالأساس، بل قد تعني دولا أخرى تنشط بالنيجر، أو المواطنين المدنيين الذين يتنقلون عبر الحدود البرية”.

وشدد شعون على أن “الشاحنات المغربية تمر من النيجر فقط كبلد عبور، وتتخذ من حدود هذا البلد مع مالي ممرا أساسيا إلى دول أخرى بالمنطقة، خاصة بوركينافاسو ونيجيريا”.

وبحسب المتحدث، فإن “الديبلوماسية المغربية عملت بشكل كبير على تخفيف المخاطر الأمنية التي تهدد الشاحنات المغربية بالغرب الإفريقي”، مؤكدا أن “تحقيق سلامة هاته الشاحنات يرتبط بالأوضاع السياسية والأمنية لكل دولة بهاته المنطقة وبسيادتها الكاملة التي لا يمكن لأي دولة أن تتدخل فيها”.

وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “الجهود الديبلوماسية وحدها غير كافية لوقف التهديدات الأمنية المتراكمة بمنطقة الغرب الإفريقي”، مطالبا في الوقت عينه بـ”تحقيق تأمين صحي للسائقين المهنيين المغاربة، عبر إنشاء مستوصف بالكركرات، وتوفير الادوية بشكل مجاني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى