انقلاب النيجر: كيف تفاعل المغردون العرب مع ما يجري في النيجر؟
شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسع النطاق مع ما يجري في النيجر وتداعياته على الدول الإفريقية المجاورة والنفوذ الخارجي في القارة وخاصة الفرنسي.
وتصدرت وسوم مثل #النيجر #التدخل_العسكري و #افريقيا_حرة_فرنسا_برا ما تداوله ناشطون في عدد من البلدان العربية، ممن عبروا خلال هذه الوسوم عن آرائهم حول الانقلاب وتوقعاتهم لما سيجري في المستقبل.
تطورات متسارعة
يجتمع الأربعاء رؤساء أركان دول الكتلة الإقليمية لغرب أفريقيا “الإيكواس” في العاصمة النيجيرية أبوجا، لمناقشة كيفية التعامل مع الانقلاب العسكري في النيجر الذي وقع الأسبوع الماضي.
وكان زعماء غرب أفريقيا الذين اجتمعوا في قمة استثنائية الأحد في العاصمة النيجيرية قد دانوا الانقلاب وأمهلوا الانقلابيين أسبوعا لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم، وهددت الكتلة باستخدام القوة.
وبدأت فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي بإجلاء المواطنين الأوروبيين، ووصلت باريس طائرات تقل على متنها أكثر من 250 شخصاً، بعد أن هاجم متظاهرون السفارة الفرنسية يوم الأحد.
احتفاء وانتقاد
لاقت هذه التطورات اهتمام المتابع العربي، لا سيما في دول شمال إفريقيا، بحكم مجاورتها للنيجر وبحكم أنها عانت نفسها من الاحتلال الفرنسي منذ زمن ليس ببعيد.
وتنوعت ردود الفعل بين من وصف الانقلاب بأنه “تحرر من الاستعمار الفرنسي” وبين من انتقد التدخلات الغربية في شؤون البلد الداخلية.
الصحفي جبرين يقول في تغريدته “إنها أيام التحرر من الاستعمار الفرنسي والغربي”.
وتقول منار الدليمي ” أفريقيا تثور على الاستعمار الغربي في القارة السمراء”.
تدخل عسكري؟
وكان قادة الانقلاب في النيجر قد اتهموا، يوم الإثنين، فرنسا بالسعي إلى “التدخل عسكرياً” في بلدهم. لكن على الرغم من نفي باريس لهذا الاتهام، فقد كان لذلك الاحتمال أيضاً أصداء عبر مواقع التواصل.
حمدي جوارا يتساءل عبر وسم #التدخل_العسكري في تغريدته “هل سيتم التدخل العسكري في النيجر؟” ويضيف أن خطة كهذه، على الرغم من أن التهديدات الفرنسية والإيكواسية (في إشارة إلى المهلة التي أعطاها زعماء غرب أفريقيا لإعادة الرئيس المخلوع) قوية فهي تحتاج إلى “أجنحة في الجيش النيجري ضد ما حصل من انقلاب، وهو ما لم يحصل حتى الآن”.
وفي هذا السياق، نشر ناشطون تحذيرات من مسؤولي دول أخرى حول احتمال وصول الأمور إلى التدخل العسكري، كتصريح وزير خارجية إيطاليا الذي قال إنه يجب تفادي أي تدخل عسكري غربي في النيجر لأنه سيعتبر “استعمارا جديدا”.
وبيان الخارجية الروسية بأن “التهديد باستخدام القوة ضد النيجر لن يساهم في تسوية الصراع”.
بينما أعاد آخرون نشر البيان المشترك لحكومتي مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، اللتين سبقتا النيجر بانقلابات خلال السنوات القليلة الماضية استولى فيها العسكريون على السلطة، والذي تقولان فيه إن “أي تدخل عسكري في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب علينا”.
موارد الطاقة
النيجر دولة غنية بموارد الطاقة، إذ تمتلك واحدا من أكبر احتياطيات العالم من اليورانيوم وتعد سابع أكبر منتج له، فضلاً عن كميات كبيرة من احتياطيات الذهب والنفط، كما تم الكشف عن احتياطيات من الفحم عالي الجودة في جنوب وغرب البلاد.
وتعتمد باريس على النيجر في الحصول على 35 في المئة من احتياجاتها من اليورانيوم، لمساعدة محطاتها النووية في توليد 70 في المئة من الكهرباء.
مستخدمو مواقع التواصل كانوا سريعين في الإشارة إلى هذه المعلومات، مثل سام يوسف الذي يقول في تغريدته “بعد أن خسرت فرنسا مالي وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى، انقلاب عسكري… ستخسر فرنسا واحدة من أكبر موارد اليورانيوم الخام في العالم، بالإضافة للذهب والفحم والنفط. هذه نهاية فرنسا كقوة استعمارية في فرنسا وبداية النهاية لها كقوة عظمى.”
بينما أعاد مغردون نشر فيديو قديم من عام 2018 لرئيسة وزراء إيطاليا آنذاك جيورجيا ميلوني، تصف فيه “فرنسا بالدولة المقرفة التي تسرق خيرات إفريقيا بينما 90% من شعب النيجر فقراء بلا كهرباء”.