ترجمة “مزرعة الحيوان” لأورويل للأمازيغية
جهود مستمرة في إغناء الخزانة الأمازيغية بعيون الأدب العالمي والمصادر الإنسانية، ترجمة وكتابة، من أحدث أطوارها نقل “مزرعة الحيوان” لجورج أورويل إلى اللغة، وصدورها عن منشورات “رابطة تيرا”.
وفي تعليق للأديب محمد أكوناض، أحد مؤسسي “رابطة تيرا للكُتّاب بالأمازيغية”، قال إنه في وقت سابق “لاحظنا أنه يُتحدث عن الأمازيغية؛ لكن قلما يفعل شيء لأجلها، والحديث عنها يتطلب الإبداع بها، وحيويتُها بالكتابة”، ولا يصح “أن نطالب بتدريس الأمازيغية في غياب نصوص بها”. وهكذا، بعد 15 سنة، للرابطة الآن 253 كتابا، جلها إبداعية، ومنها النقدي.
وفي تصريح لـ هسبريس، قال أكوناض إن الكتابة والترجمة “تندرجان في إعادة الاعتبار للكتابة باللغة الأمازيغية، والتعبير عنها، والانفتاح على جميع تنويعاتها، لا التقوقع على “تاشلحيت” فقط؛ فالمفقود في تنويعة في الغالب موجود في أخرى”.
وأضاف: “المشكل في الأمازيغية، اليوم، أن مصطلحات كانت عادية مستعملة؛ ولكنها اندثرت وحلت مكانها كلمات دخيلة. لهذا، ننفتح على “التنويعات” لإغناء لغة الكتابة، في الرواية، والشعر على الخصوص، والقصة القصيرة، والمقالات، والمسرح، والترجمة، وأدب الطفل”.
وبعدما كان الظن أن قليلين من يكتبون بالأمازيغية، ذكر المتحدث أن في الميدان “العديد من الشباب، من الجنسين، وهم مبدعون، ونالوا جوائزَ”.
لكن، تبقى الترجمات مثلا محكومة بكونها “مبادرات فردية”، تعكسها رؤية كل مترجم يقرر نقل عمل من الأعمال، ولو أن هناك مبادرات منظمة لترجمة القصص العالمية جماعيا.
ومع استحضار المصرح أهمية “الاعتراف وترسيم الأمازيغية”، و”الحديث عن تعليمها”، واستخراج وصياغة “قواعد اللغة الأمازيغية” من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلا أنه يرى أن المؤسسات لا تصنع اللغات، ولو دعمتها بجهود رسمية؛ بل ما يصنعها هو “مجهودات الأفراد والمبدعين، التي غالبا ما تكون مغمورة”.
وسجل المصرح أن الأمازيغية سائرة في “الطريق السوي”، فعدد من الكتاب يعدون أطاريحهم حولها، ويبدعون بها، ثم استدرك قائلا: “لكنها لغة لم يكتمل جمعها بعد، وهناك إشكال استحداث مصطلحات رغم وجودها، في معاجم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أو في استعمالات أناس قدماء، في مناطق دون أخرى. هناك تقصير في هذا المجال”.
ثم قال: “من خلال الكتابة نتعرف أكثر على التنويعات، وللمجهود الأدبي دور مهم جدا في جمع اللغة الأمازيغية.
هناك تقدم في طريقة الكتابة، والمجال لا يزال مفتوحا، ولا يزال مسار للقراءة بين التنويعات الشلحية والريفية والأطلسية، ولو أن الفروق بينها بسيطة، والإعلام له دور في المجال، وعلى الإعلاميين تعلم الأمازيغية، لأنهم يخاطبون الملايين، مثل المدرسة”.