علماء يرجحون فرضية استقبال المغرب أول نيزك أرضي على مر التاريخ
شكّل سقوط النيزك ” NWA 13188″ بالصحراء المغربية سنة 2018 منطلقا لدراسة فرنسية مرتقبة شارك فيها باحثون دوليون، أعلن عن تفاصيلها خلال “مؤتمر غولدشميت” (The Goldschmidt Conference) للجمعية الجيوكيميائية، الذي أقيم في ليون بفرنسا خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 14 يوليوز 2023.
الاعتقاد، الذي بدأ يترسخ لدى العلماء حول هذا النيزك، هو أنه “وعلى عكس النيازك الأخرى التي تأتي من خارج كوكب الأرض، فإن “NWA 13188 ، الذي اكتشف بالمغرب، هو أول نيزك في التاريخ يكون مصدره الأرض نفسها”.
هذه الترجيحات البحثية خلقت حالة من “الذهول” لدى الباحثين والعلماء الذين حضروا المؤتمر وأطلقت سيلا من التساؤلات والافتراضات، خاصة أن العلماء أصحاب هاته الترجيحات بينوا أن “هذا النيزك انطلق من الأرض قبل أن يرتد في الفضاء ليعود من جديد ويكتشف بالصحراء المغربية”.
بيّنت الأبحاث الدقيقة التي أجريت على النيزك أن “له التركيبات الكيميائية نفسها لدى الصخور البركانية الموجودة على الأرض، كما أنه قد تعرض للأشعة الكونية في الفضاء لمدة تصل إلى عشرة آلاف سنة”.
واعتقد المصدر عينه أن “NWA 13188 قضى فترة متوسطة في الفضاء بعدما طُرد من الأرض بفعل اصطدام مع إحدى الكويكبات، أو بفعل ثوران بركاني منذ آلاف السنين، وبعد رحلة قصير عبر المدار الشمسي عاد مجددا ليسقط في الأرض تحديدا بالمغرب”.
وبهذا يكون النيزك سالف الذكر الأول على الإطلاق من الأرض، وهو تخمين يبقى بدون صحة كبيرة في ظل عدم تقديم الباحثين لمعطيات دقيقة تهم بالأساس الحسابات الفلكية الخاصة بمدة سفر النيزك.
وتم اكتشاف نيزك NWA 13188 سنة 2018 بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وبعد فحص طويل له ظهرت تفاصيله الكاملة، إذ يعد “صخرة نارية حويصلية ذات تركيبة بازلتية شاملة، وملمس دون صوفي، يهيمن عليه “البلاجيوكلاز”، و”البيروكسين”.
ويبلغ وزن النيزك 650 كيلوغراما، ومن المرتقب أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، في حالة نجاح الافتراضات السابقة، باعتباره أول “نيزك أرضي” على الإطلاق.
وفي مقابل هاته الترجيحات، قال علماء إن “إمكانية تكوين صخور كتلك الموجودة في الأرض في كواكب أخرى أمر ممكن جدا في نظامنا الشمسي الحالي”.
ويعد المغرب مكانا مشهورا بسقوط النيازك النادرة؛ أهمها النيزك المريخي “تيسينت”، الذي اكتشف سنة 2011 والذي سبق أن أظهر وجود تنوع غير مسبوق في المركبات العضوية؛ الأمر الذي فتح التكهنات حول وجود حياة سابقة بكوكب المريخ.