الحرب في أوكرانيا: بوتين “لم يرفض فكرة إجراء محادثات سلام”
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يرفض فكرة إجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا.
وفي حديثه، بعد اجتماع مع قادة وزعماء أفريقيين في سان بطرسبرج، قال إن المبادرتين الأفريقية والصينية يمكن أن تكونا أساسا للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع.
لكنه أشار إلى أنه من الصعب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بينما الهجوم الأوكراني مستمر.
وقالت أوكرانيا وروسيا في وقت سابق إنهما لن تجلسا على طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة معينة.
وتقول كييف إنها لن تتنازل عن أي أرض، لكن موسكو تقول إن على أوكرانيا قبول “الواقع الجديد على الأرض “.
وبدأت روسيا غزوا لجارتها العام الماضي، ولا تزال تحتل بعض أراضيها في جنوبي وشرقي البلاد.
وقال بوتين، في مؤتمر صحفي السبت، إنه لا توجد خطط لتكثيف الإجراءات التي تتخذها موسكو على الجبهة الأوكرانية في الوقت الحالي.
كما دافع عن اعتقال الأصوات الروسية المعارضة للحرب في أوكرانيا، زاعماً أن بعض الأشخاص يضرون روسيا من الداخل.
يأتي ذلك في الوقت الذي تُعد فيه معارضة الحرب في أوكرانيا من المحظورات، وهو السبب وراء وجود أبرز رموز المعارضة خلف قضبان السجون أو في المنفى.
وقال الرئيس الروسي إن موسكو نفذت بعض “الضربات الوقائية” بعد تفجير جسر شبه جزيرة القرم في وقت سابق من هذا الشهر.
“لاشيء سوى النار”
وفي أعقاب حادث الجسر – الذي أسفر عن مقتل شخصين – تعهد بوتين بالرد على ما بوصفه بعمل “إرهابي” اتهم أوكرانيا بارتكابه. ولم تعلن كييف رسمياً مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع على الجسر الذي يربط شبه الجزيرة بروسيا.
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط طائرة مسيرة فوق منطقة أودينتسوفو علاوة و اعتراض مسار طائرتين أخريين لكنهما اصطدمتا ببعض المكاتب الإدارية.
واتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجوم بطائرة مسيرة على موسكو أدى إلى تدمير مبنيين وإغلاق أحد مطارات العاصمة لبعض الوقت، ولم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من كييف يعلن المسؤولية عن الهجوم.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الروسية تاس أن شخصاً أصيب بجروح في الهجوم.
وقال عمدة المدينة سيرغي سوبيانين إن واجهات مبنيين إداريين تضررت بشكل طفيف.
وأظهرت صور من موقع الحادث أن العديد من نوافذ المباني تضررت، كما ظهر حطام متناثر على الأرض تحتها.
وقالت شاهدة عيان لوكالة أنباء رويترز، اسمها الأول ليا، إنها شاهدت ألسنة لهب وأعمدة دخان تتصاعد من الموقع.
وأضافت: “سمعنا دوي انفجار وكان أشبه بموجة، وهو ما أصاب الجميع بالهلع”.
واستمرت: “ثم تصاعد دخان كثيف حجب الرؤية، ولم نتمكن من رؤية أي شيء سوى النار”.
وعُلقت الرحلات الجوية لبعض الوقت في مطار فنوكوفو، جنوب غربي وسط المدينة، وكما أُعيد توجيه الطائرات القادمة إلى مطارات أخرى.
وقالت وزارة الدفاع في بيان صدر في هذا الشأن إن “محاولة الهجوم الإرهابي أحبطت”.
ويُعد الهجوم بالطائرات المسيرة – الذي وقع في الساعات الأولى من الأحد – هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي اتهمت موسكو كييف بتنفيذها. ونادرا ما تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن هجمات داخل روسيا.
وكان أبرز تلك الهجمات في مايو/ أيار الماضي عندما زعمت روسيا أن أوكرانيا استخدمت طائرتين بدون طيار لمهاجمة مقر الكرملين في وسط العاصمة الروسية موسكو. لكن أوكرانيا نفت مهاجمة الكرملين أو استهداف الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي أوكرانيا، قالت وزارة الداخلية إن شخصاً قتل وأصيب خمسة آخرون في هجوم صاروخي في مدينة سومي شمال شرقي البلاد.
وأضافت – عبر تطبيق الرسائل تلغرام – إن صاروخا روسيا أصاب مؤسسة تعليمية مساء السبت، لكن بي بي سي لم يتسن لها التحقق من هذه المعلومات.
كما لقي شخصان مصرعهما وأصيب آخر بعد أن أصاب صاروخ “منطقة مفتوحة” في مدينة زابوريجيا جنوبي أوكرانيا السبت، وفقا لما ذكره مسؤولون في كييف.