المغاربة يستهلكون 410 ملايين متر مكعب من حقينة السدود في شهر يوليوز
يبدو أن الأرقام والإحصائيات التي تنشرها وزارة التجهيز والماء بخصوص الوضعية الراهنة لحقينة السدود تكشف المستوى الحقيقي للمخزون المائي المتراجع بالمغرب، والذي يفرض على المملكة البحث عن بدائل جديدة لتأمين حاجيات السكان من المادة الحيوية التي يزداد الطلب عليها في الصيف.
وتفيد الأرقام التي نشرتها البوابة الرسمية للوزارة بأن حقينة السدود خلال فاتح يوليوز كانت تقدر بـ5167,5 ملايين من الأمتار المكعبة، ونسبة ملء في حدود 32,1 في المائة، في الوقت الذي كانت تقدر بـ4922,4 ملايين من الأمتار المكعبة، ونسبة ملء تبلغ 30,5 في المائة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي آخر تحيين نشرته الوزارة، يهم المعطيات الخاصة بيوم الخميس 27 يوليوز الجاري، بلغ حجم المخزون المائي في مجموع السدود المغربية 4757,4 ملايين من الأمتار المكعبة، ونسبة ملء تعادل 29,5 في المائة، فيما كانت خلال الفترة نفسها من العام الماضي تمثل 4579,6 ملايين من الأمتار المكعبة، وتشغل نسبة ملء تمثل 28,4 في المائة.
وانطلاقا من الأرقام المعلنة هذه السنة، ومقارنتها بالفترة نفسها من السنة الماضية، يتضح أن المغرب استهلك، خلال شهر يوليوز من العام الماضي، 342.8 ملايين من الأمتار المكعبة من الماء، في الوقت الذي تم خلال يوليوز الجاري استهلاك 410.1 مليون متر مكعب من المياه المجمعة في السدود الممتدة بالبلاد.
وتبين الأرقام التي استقرأتها جريدة هسبريس الإلكترونية أن حجم استهلاك المغاربة من مخزون المياه السطحية خلال شهر يوليوز الجاري ارتفع بـ67.3 ملايين من الأمتار المكعبة؛ الأمر الذي يؤشر على أن حجم استهلاك المياه في ارتفاع متزايد، بالرغم من توالي سنوات الجفاف والشح الذي تعاني منه مختلف المناطق.
ويظهر أن مستوى الحرارة المرتفع الذي بلغ أرقاما قياسية في عدد من المناطق ساهم بدوره في الرقم المسجل، إذ إن العديد من الخبراء حذروا من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المياه السطحية من خلال الزيادة في نسبة التبخر، والتي تنعكس سلبا على حقينة السدود المتراجعة أصلا.
وكان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، قد اعتبر، في آخر جلسة أسئلة شفهية بالدورة الربيعية، أن توحُّل حقينات السدود من أبرز إشكاليات استدامة الموارد المائية التي تختزنها.
كما أبرز المسؤول الحكومي ذاته أن الدراسات البارامترية للسدود كشفت عن معدل سنوي للأحجام الضائعة يبلغ 45 مليون متر مكعب عِوَض الـ75 مليون متر مكعب التي قُدّرت سابقا؛ وهو رقم كبير يزيد من تعميق أزمة الماء بالبلاد.