أخبار العالم

الحضور المغربي الوازن في القمة الروسية الإفريقية يجسد نجاعة “تنويع الشركاء”



تستمر المملكة المغربية في تجسيد استراتيجيتها لتنويع الشركاء، عبر حضورها كـ”فاعل أساسي” في القمة الروسية الإفريقية؛ من خلال تأكيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، على مضامين الخطاب الملكي حول “أحقية القارة الإفريقية في تحديد طبيعة شراكتها مع مختلف دول العالم”.

وظهرت العوائد الدبلوماسية والاقتصادية للاستراتيجية المغربية المتنوعة مع القوى العالمية بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية، والتي حرصت من خلالها المملكة على إبقاء جسور العلاقات المتينة مع كل من كييف وموسكو؛ وهو الموقف الذي حصلت من خلاله على مواقف إيجابية من كلا الطرفين في قضية الصحراء المغربية.

أما على المستوى الاقتصادي، فقد ساهمت سياسة تنويع الشركاء في الابتعاد بقدر مريح عن المتغيرات الاقتصادية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة فيما يتعلق بـ”النفور الغربي” من الاقتصاد الروسي؛ فقد دخلت روسيا على خط تمويل أنبوب الغاز النيجيري المغربي، كما تحرص على زيادة التبادل التجاري مع المملكة، وفي الوقت نفسه تحرص الشركات البريطانية هي الأخرى على الدخول في المشروع الثوري الذي يربط أبوجا بالرباط.

حفيظ الزهري، محلل سياسي، قال إن “المملكة سعت، منذ الزيارة الملكية سنة 2016 إلى موسكو، إلى الاعتماد على سياسة تنويع الشركاء الدوليين، عبر الانفتاح على مجموعة من الأسواق الدولية”.

وأضاف الزهري، في تصريح لهسبريس، أن “القمة الروسية الإفريقية أبانت بشدة عن متانة وقوة العلاقات بين موسكو والرباط، خصوصا بعد التصريحات الروسية الأخيرة التي أكدت أن المغرب هو ثالث شريك لموسكو في القارة الإفريقية؛ ما يعني أن المملكة نجحت إلى قدر كبير في الحفاظ على علاقات متوازنة مع التكتلات العالمية”.

وأشار المحلل السياسي ذاته إلى أن “متانة العلاقات أظهرت التزام موسكو بشكل كبير بحيادها الإيجابي في قضية الصحراء المغربية، إذ واصلت موسكو تجنب استدعاء تنظيم البوليساريو المسلح إلى القمة”.

وأورد المتحدث عينه أن “سياسة تنويع الشركاء المغربية ساهمت في إعطاء الرباط موقعا قويا في الحرب الروسية الأوكرانية، إذ ساهم حياده القوي والصارم في كسب موقفين إيجابيين من قضية الصحراء المغربية”.

وحول العوائد السياسية المرتقبة من القمة مع روسيا، أكد الزهري أن “هاته العوائد ظهرت في الأساس بعد استبعاد حضور جبهة البوليساريو، وكذا تبيان موسكو لنيتها في التعويل على المملكة كفاعل أساسي في القارة الإفريقية”.

من جانبه، اعتبر عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “المغرب اعتمد، منذ زمن طويل، سياسة تنويع الشركاء على المستويين الاقتصادي والسياسي، انطلاقا من المواقف التاريخية للمملكة التي تلتزم باحترام المواثيق الدولية وسيادة الدول وتجنب التدخل في شؤونها الداخلية”.

وأضاف قراقي، في حديث لهسبريس، أن “تعدد الشركاء أثبت نجاعته على مستويات متعددة، خاصة في فترة الحرب الباردة، حيث كان المغرب معروفا بعلاقاته الطيبة مع المعسكرين الغربي والشرقي”.

ولفت المتحدث عينه إلى أن “المغرب فاعل أساسي في القارة الإفريقية، وله منزلة ودور كبيران داخلها، وبدورها روسيا فاعل أساسي على المستوى العالمي؛ ما يعني أن القمة الروسية الإفريقية لا يمكن أن تتم دون حضور وازن للرباط فيها”.

وخلص أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط إلى أن “هاته الاستراتيجية الفريدة مكنت المملكة في الحصول على علاقات جيدة واستراتيجية مع مختلف دول العالم؛ الأمر الذي انعكس إيجابا على المستويين السياسي والاقتصادي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى