لماذا أثار مشروع قانون الجرائم الالكترونية الجديد جدلا بين الأردنيين؟
انقسم الشارع الأردني بين مؤيد ومعارض لمشروع قانون الجرائم الإلكترونية الذي تمت إحالته من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب.
وبينما قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، إنّ الغرامات المالية والعقوبات في مشروع قانون الجرائم الإلكترونية الذي يناقش حاليا في مجلس النواب “يتناسب مع الضرر الواقع جراء الجرائم الإلكترونية”، تقول وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، فإن “مشروع القانون يتضمن 41 مادة، وتستخدم المواد 14 و15 و16 و17 و19 من المسودة مصطلحات غير دقيقة وغامضة وغير محددة، مثل الأخبار الكاذبة، والتسهيل أو الترويج أو المساعدة أو الحض على الفجور، واغتيال الشخصية، وإثارة الفتنة، والنيل من الوحدة الوطنية، وازدراء الأديان”.
مطالبات بسحب مشروع القانون
نشرت هيومن رايتس ووتش بيانا قالت فيه إنها وأكسس ناو، وأرتيكل 19، و11 منظمة، تطالب الحكومة الأردنية بسحب قانون الجرائم الإلكترونية المقترح والمعروض حاليا على مجلس النواب الأردني.
وبحسب هيومن رايتس ووتش، “من شأن مشروع القانون أن يقوّض بشدة حرية التعبير على الإنترنت، ويهدد حق مستخدمي الإنترنت في إخفاء هويتهم، وإدخال هيئة جديدة للسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي من شأنها تمهيد الطريق لطفرة مقلقة في الرقابة على الإنترنت”.
وأضافت هيومن رايتس ووتش “إن مشروع القانون سيهدد الحقوق الرقمية، بما فيها حرية التعبير والحق في المعلومات، ولن يحقق في النهاية أهداف الحكومة الأردنية المعلنة المتمثلة في التصدي للأخبار الكاذبة، والكراهية، والقدح والذم على الإنترنت”.
وتابعت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان “بموجب المادة 24 من مشروع القانون، يواجه أي شخص ينشر أسماء أو صور مسؤولي إنفاذ القانون على الإنترنت، أو أي معلومات أو أخبار عنهم قد تكون مسيئة أو مؤذية بدون إذن مسبق، عقوبة السَّجن ثلاثة أشهر على الأقل وغرامة بين 5 آلاف دينار أردني (7,049 دولار أمريكي) و25 ألف دينار أردني (35,246 دولار أمريكي).”.
“ضرورة العقوبات والغرامات”
أكد رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي أن المجلس داعم للحريات العامة، ولن يكون إلا في جانب تعزيزها، لافتاً إلى أهمية التفريق بين الحرية المسؤولة، وبين الإساءة والتشهير وتبني الإشاعة الهدامة، معتبرا أن “مسألة العقوبة والغرامات باتت ضرورية بحق المسيئين والممارسين للابتزاز واستهداف المجتمع وسلامته”.
وأضاف الصفدي أن المجلس مع حرية الرأي والتعبير وحرية الاعلام والصحافة، وأن المجلس حريص على الاستماع لكافة الآراء حيال هذا القانون.
اعتصام أمام مبنى نقابة الصحافيين
قالت وسائل إعلام أردنية إن عشرات الصحفيين نفذوا اعتصاما، الاثنين، أمام مبنى نقابة الصحفيين الأردنيين، وذلك احتجاجا على مشروع قانون الجرائم الالكترونية وللمطالبة بسحب المشروع من مجلس النواب.
وقالت الأمينة العامة لحزب العمّال الأردني، رلى الحروب” “إنّ القانون الجديد سيكون سيفاً مسلّطاً على الحريات ووسائل الإعلام، مشيرةً إلى المصطلحات الفضفاضة الواردة في مشروع القانون، التي تتيح حبس أي مواطن أو صحافي حتى بسبب خطأ بسيط غير مقصود”.
“حرب الهاشتاغات” بين مؤيدين ومعارضين
اشتعلت حرب إلكترونية بين مدافعين عن مشروع قانون الجرائم الالكترونية ورافضين له.
وتحت وسم #قانون_الجرائم_حماية_مجتمعية دافع أردنيون عن القانون إذ اعتبروه حماية للمجتمع.
وقال زيد البلوي: “لا يخشى قانون مكافحة الجريمة إلا مجرم أو جاهل مغرر به”
ومن جهته قال عبدالله المجالي: “لا يستطيع أحد من مرتادين مواقع التواصل الاجتماعي شتمك أو تحقيرك أو حتى الاستخفاف بك على أرض الواقع، بينما يطلقون العنان عبر الفضاء الإلكتروني بدون حسيب ولا رقيب حان الوقت لردع الممارسات السلبية في مواقع تواصل المجتمع الأردني انا مع #قانون_الجرائم_حمايه_مجتمعيه”
ورأى آخرون “أن الجرائم الإلكترونية أصبحت من أخطر الجرائم في الأردن وتهدد الأطفال والشباب ويجب أن يكون لها رادع”، على حد قولهم.
وعلى جانب آخر، أطلق سياسيون ونشطاء حقوقيون وشخصيات عامة حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “اسحبوا قانون الجرائم الإلكترونية”، مشددين على أن القانون الجديد، “يساهم في التقليل من هوامش التعبير عن الرأي والحريات”.
وأطلق مغردون عددا من الوسوم الرافضة لمشروع القانون والتي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، مثل #اسحبوا_قانون_الجرائم_الالكترونية و #قانون_الجرائم_الالكترونية_جريمة و #قانون_الجرائم_الالكترونية_نعي_للحريات وغيرها.
ومن جهتها قالت هالة عابد: “الخطير في مشروع الجرائم الالكترونية ليس الغرامات المبالغ بها، والحل بالتالي ليس تخفيضها او الغاءها، ينبغي رفض مشروع القانون، ومراجعة القانون النافذ وقانوني العقوبات و منع الارهاب لازالة المواد التي تجرم التعبير”.
واعتبر ناشطون أن مشروع قانون الجرائم المعلوماتية هو تكميم للأفواه.
فقال عامر الشوبكي: “قانون الجرائم الالكترونية الجديد في بعضه محبط وخطير، يكمم الأفواه ويقيد الحريات وضد الإصلاح، الأمة التي تشغل نفسها بعقاب المنتقدين وتتهاون مع الفاسدين مصيرها التخلف”.