أطروحة تبرز أثر احتمال الدليل على التقعيد
قارب أشرف سليم، طالب باحث بسلك الدكتوراه بكلية اللغات والآداب والفنون التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، موضوع “احتمال الدليل وأثره في التقعيد النحوي”، جاعلا أبا إسحاق الشاطبي أنموذجا لإجراء دراسة لغوية تأصيلية.
وأبرز أشرف سليم، خلال مناقشة أطروحة الدكتوراه، الخميس بمدرج الندوات بكلية اللغات والآداب والفنون بالقنيطرة، أن “مفهوم الاستدلال أقرب مفهوم إلى ظاهرة الاحتمال النحوي؛ لأن النحوي يستدل عليها في المدونة العربية الفصيحة كي يثبت بقاء الدليل النحوي تجاه القاعدة، أو تطرق الاحتمال إليه، من تم سقوط الاستدلال به التقعيد”.
وأشار الطالب الباحث، في أطروحته، إلى أن “علم أصول النحو قام على أدلة إجمالية أساسية، انبنت عليها دعائمه، وهي السماع والقياس والاستحسان…، رغم اختلاف العلماء في هذه الأدلة، وهو اختلاف نابع أساسا من التأثر الواضح بأصول الفقه.
ومن بين نتائج البحث الجامعي للطالب الباحث أشرف سليم تأكيده على أن “المعاني المصطلحية لعلم أصول النحو العربي مرت من مراحل معنوية متعددة، وهي أشبه برحلة جنينية تتماهى مع تطور مختلف العلوم والفنون الأخرى”.
وأوضح سليم “تأخر ظهور أدلة أصول النحو في شكل مصطلحات دالة عن البداية الباكرة للنحو العربي؛ لكن هذا لم يمنع النحاة من ممارسة هذه الأدلة في شكل تطبيقي عملي”، مضيفا أن “النحاة استخدموا، وهم بصدد تأصيل علم النحو العربي، مجموعة من المفاهيم الفلسفية والمنطقية، وقد كانت بمثابة الآليات العملية التي ابتغوها في عمليتي التقعيد والتأصيل”.
وقال أشرف سليم: “تطرقت أيضا إلى نقض بعض المسلمات العلمية المتداولة في علاقة أصول النحو بأصول الفقه، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك تأثر علم أصول النحو بعلم أصول الفقه، وبينت ذلك في استنساخ ابن الأنباري لاجتهادات شيخه أبي إسحاق الشيرازي صاحب المدرسة النظامية في بغداد”.
وأضاف الطالب الباحث، في السياق ذاته، أنه “من بين المسلمات العلمية التي نقضتها رمي ابن جني ما لم يقله في تقسيم أدلة علم النحو، وهو من ذاك براء، إذ اتبع الباحثون القائلون بذلك قول السيوطي”.
يشار إلى أن أشرف سليم نال شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التنويه، أمام لجنة مكونة من الأساتذة سميرة ذو الوئام وعبد العزيز مناضل ومحمد شباضة وعبد العزيز المطال عن كلية اللغات والآداب والفنون بالقنيطرة، والتهامي الحايني عن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط، والمصطفى حسوني عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية.