وفرة الشهب والمفرقعات في المتاجر المغربية تثير جدل نجاعة المراقبة الجمركية
مآسي تخلف ضحايا تتكرر كل سنة مع اقتراب مناسبة “عاشوراء” تتسبب فيها المفرقعات التي تدخل البلاد رغم المنع، آخرها وفاة طفل جراء الإصابة بشهاب اصطناعي قبل أيام بمدينة المحمدية.
يؤكد المختصون أنه رغم وجود قوانين تمنع إدخال وترويج المفرقعات والشهب النارية، إلا أننا نجدها متوفرة في الأسواق كل “عاشوراء”، دون الحديث عن كونها دائما ما تكون حاضرة في مباريات كرة القدم بالملاعب الرياضية.
في هذا الإطار، أفاد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بأن “المنع مستثنى بالحصول على ترخيص من قبل عامل الإقليم”، مشددا على أن “تداول هذه المفرقعات يظل خطيرا ولا يجب التساهل مع من يمتلكونها”.
وقال الخراطي ضمن تصريح لهسبريس: “رغم حجز هذه المفرقعات من قبل السلطات المحلية ببعض المحلات التجارية ووسائل النقل، إلا أنها تظل متوفرة وهو ما يدل على وجود خلل المراقبة في نقط العبور”.
ودعا رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك إلى “القيام باللازم من قبل الجمارك لمصادرة هذا المنتوج الذي يعد من وسائل الإرهاب”، و”التوعية والتربية الذاتية وتضافر الجهود بين العائلات والمدرسة والسلطات المحلية للقضاء على الظاهرة”.
من جانبه، قال محمد النحيلي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للجماعات المحلية، إن “الحكومة المغربية مسؤولة على توفير السلامة والحماية لأطفالها، وهو ما لا يتوفر في هذه الحالة”.
وتابع النحيلي، ضمن تصريح لهسبريس، بأن “هناك مسؤولية تقصير للحكومة في هذا الجانب؛ فالمصالح المعنية بمراقبة السلع المستوردة من الخارج ومدى سلامتها وأمنها، لا تقوم بدورها الكامل”.
وشدد على أن “السلطات المحلية يجب أن تقوم بدورها ومصادرة هذه السلع التي تشكل خطرا، خاصة أنها تتنامى بشكل فظيع”، معلقا: “كأننا نعيش حروب الشوارع في هذه الفترة من السنة، وهو نوع من العنف يمارسه الأطفال على بعضهم البعض وعلى المارة، له مسبباته أكيد”.
وأردف: “رغم التنديد، يتكرر الحدث كل عام ويتنامى، وهو ما يدل على غياب إرادة حقيقية للقضاء على سوق سوداء مفتوحة لتجار المآسي، رغم وقوع مجموعة من الحالات الخطيرة بسبب هذه المفرقعات، سواء بتر الأطراف أو فقدان العين أو حتى الموت”.
من جانبه، قال عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، إنه “في الوقت الذي تمثل فيه مناسبة عاشوراء فرصة احتفالية للبعض، يجدها البعض الآخر مرحلة فزع بسبب المفرقعات التي تؤذي الأطفال وتفقد آخرين حياتهم”.
ودعا الرامي، في حديث لهسبريس، إلى “الحماية من المصدر، وعدم السماح بدخول هذه المفرقعات إلى البلاد، مع الضرب بيد من حديد على من يدخلونها ومحاربة تداولها في المحلات التجارية”.