أخبار العالم

جمعيات بيئية مغربية تحث على اعتماد الطاقة الشمسية في الحمامات الشعبية



بسبب استهلاكها للمياه والخشب وتسببها في تلوث الهواء، طالب فاعلون بيئيون بإعادة التفكير في الصيغة الحالية لعمل الحمامات الشعبية المغربية والاتجاه نحو اعتماد هذه الحمامات على ألواح الطاقة الشمسية عوض تسخين الماء بالخشب؛ وذلك لضمان حمامات شعبية مستدامة وصديقة للبيئة وغير مُستهلكة للمياه بشراهة.

وأمام التغيرات المناخية الحادة التي يعرفها المغرب، صار هذا المطلبُ أكثر جدية، رغم أنه لا يحصر كل مشاكل البيئة والمناخ في هذه الحمامات التي تعد فضاء حميميا للمغاربة ويتقاسمون فيه الحكايات والأخبار، خصوصا النساء؛ لكن مُشكلة المناخ مركبة صارت تستدعي التعامل مع كل ما هو ملوث للبيئة على نحو مستعجل.

وتقوم الطرق التقليدية في تسخين مياه الحمامات وتدفئة حيطانها وغرفها، التي تتمتع عادة بتراتبية في السخونة من الأقل سخونة إلى الأسخن، على فضاء يسمى في المغرب “الفرناتشي”، حيث يوضع الخشب ليحرق ويصبح عنصرا للتدفئة؛ بيد أن هذه التقنية، المعمول بها في المغرب منذ زمن طويل، تتسبب في هدر لافت للطاقة. ومن ثم، برزت الدعوات إلى التفكير في تسخين الحمامات الشعبية من خلال الألواح الشمسية.

مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، اعتبر أن “اتجاه الحمامات الشعبية نحو اعتماد الطاقة الشمسية صار بالفعل مطلبا عاجلا في ظل ما نعيشه من تغيرات في المناخ”، لافتا إلى أن “فرنانشيات الحمامات تشكل أولا خطرا على صحة الإنسان، وتكون لها آثار سلبية على الهواء حين يتطاير الدخان وتتطاير حبيبات سوداء ملوثة للجو قد تساهم في الانبعاثات”.

وأضاف بنرامل: “التفكير بجدية في هذا المطلب ليس ترفا نافلا، بل هو حتمية تقتضيها الشروط التي نعيشُ ضمنها أمام ارتفاع نسبة استنزاف الغطاء الغابوي لاعتماده في هذه الحمامات، وكذلك بسبب أنها تنتج مئات الآلاف من الأطنان من ثُنائي أكسيد الكربون وتتسبب في هدر كبير للطاقة؛ في حين أن الطاقة الشمسية تقوم بالدور ذاته وبالفعالية ذاتها، وتبقى تكلفتها المادية أقل وضررها البيئي كذلك”.

ولفت المتحدث إلى أن “أرباب هذه الحمامات صاروا يستأصلون الغابات بشكل عشوائي وغير قانوني، ونحن نسجل قلة الأخشاب في الغابات، حيث صارت غابة المعمورة على سبيل المثال نصب أعين العديد ممن يريدون استغلال شجرها حطبا في الحمامات الشعبية وغيرها”، مسجلا أن “هذه الممارسات لا تزال مستمرة، على الرغم من محاكمة العديد من الحالات التي ضبطت”.

من جانبه، قال الناشط البيئي عبد الرحيم الكسيري إن “نقاش الطاقات الشمسية في الحمامات يعد راهنيا أمام ما يعيشه الغطاء الغابوي، الذي صار يتراجع بـ17 ألف هكتار سنويا، والعديد من الغابات أصبحت تفقد كثافة جد مهمة، وهذا يهدد باختفاء الغابة. ومن ثمّ، يجب أن تكون هناك بدائل نظيفة مُحافظة على الغابة وعلى الماء وعلى الطاقة”، مفسرا أن “ما تخلفه الحمامات بيئيا لافت ويستدعي التفكير والتدخل؛ لكن يجب عدم حصره في تلويث الهواء، لأن الضرر الأكبر يقع على الغابة”.

وأفاد الكسيري، ضمن تصريحه لهسبريس، بأن المطالبة بتحديث الحمامات الشعبية هو رهان للحفاظ على التنوع الإيكولوجي الذي تخلقه الغابات، باعتبار أن للغابة أدوارا كبيرة وآثارا واضحة على الماء والهواء والتصحر، إلخ”، خالصا إلى أن “الحمامات الشعبية إذا استمرت بشكلها الحالي، فهي تهدد كل هذه المكونات المترابطة فيما بينها؛ بما فيها كميات المياه المتوفرة في ظل ارتفاع الاستهلاك المحلي”، منبها إلى أن “الطاقات البديلة هي فرصة يجب أن نفكر فيها في مجالات عديدة للحفاظ على البيئة، في ظل ما نعيشه من استنزاف للثروات وجفاف ومزيد من المخاطر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى