نتائج “انتخابات 23 يوليوز” تُدخل الأحزاب الإسبانية في توجسات وتحالفات
لم يكن أبسط قارئ لنتائج استطلاعات الرأي بالانتخابات الإسبانية يتوقع السيناريو الذي حدث يوم أمس؛ فسانشيز، الذي انتظر العديد من داخل وخارج إسبانيا زوال تجربته، عاد إلى الحياة بعدما حقق فيخوو نجاحا بطعم “الخسارة” وفشل في الحصول على أصوات كافية لتشكيل الأغلبية.
سانشيز، الذي عاد إليه الأمل في تشكيل حكومة ائتلافية، خرج أمام أنصاره لـ”إعلان خسارة اليمين بإسبانيا”. في المقابل، صرح فيخوو، بعد النتائج “المخيبة” للتطلعات، بـ”أحقيته الكاملة في تشكيل الحكومة”.
يعود من جديد السيناريو الإسباني ليبقى “متفردا”، إذ تبرع الجارة الشمالية بشكل كبير في إجراء انتخابات “ديمقراطية” و”شفافة”؛ غير أنها “فاشلة” نوعا ما في تشكيل الحكومات في وقت قصير، إذ ستنتظر مدريد من جديد حربا “ضروسا” للتحالفات والمفاوضات بين الحزبين الكبيرين مع صغار الساحة السياسية، وهو ما قد ينعكس على العلاقات مع المملكة.
سيحتاج سانشيز إلى دعم من الأحزاب الأخرى لتحقيق “حلمه” في إعادة تشكيل حكومة ائتلافية. وهنا الحديث عن كاتالونيا في شخص كارليس بيوجديمون، المطالب من العدالة الإسبانية؛ فيما سيجد فيخوو “صعوبات جمة” في تشكيل الحكومة، فإذا أعلن التحالف مع “فوكس” اليميني المتطرف من المرتقب أن “يعرقل” سانشيز ذلك، وإذا همش الحزب الشعبي “فوكس” وتحالف مع أحزاب صغيرة سيحصل على حكومة أقلية “ضعيفة”.
أمام هذا “التشعب الكبير”، يظهر خيار ” إعادة الانتخابات”؛ وهو النفق الذي لا يرغب في سلكه أي أحد في الجارة الشمالية، خاصة أن الحملات الانتخابية “الشرسة” والانتظار الطويل أتعبا الشارع الإسباني بشكل كامل.
كيف يرى المغرب، إذن، ما أفرزته صناديق الاقتراع بإسبانيا؟، وهل تؤثر المفاوضات التي من المرتقب أن يجريها زعيما الحزبين مع الأحزاب الأخرى على العلاقات المستقبلية مع المملكة؟
سعيد إدى حسن، محلل سياسي وباحث بجامعة “كومبلونتسي” بمدريد، قال إن “مدريد تستعد للمرور من لعبة الشطرنج المتعبة ثم الشد والجذب إلى مرحلة كسر العظام”.
وأضاف إدى حسن، في تصريح لهسبريس، أن “سانشيز لن يكفيه التحالف مع “سومر”؛ بل سيحتاج إلى المفاوضات مع الأحزاب الانفصالية الصغيرة، سواء في منطقة كتالونيا أو الباسك”.
حسب المتحدث عينه، فإن “بيوجديمون، المطالب من العدالة الإسبانية، هو من سيحدد مصير الحكومة الائتلافية المقبلة؛ ما يعني أن البلاد قد تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي، الذي من الممكن أن يؤدي إلى الانتخابات معادة”.
وبخصوص المغرب، شدد المحلل السياسي والباحث بجامعة “كومبلونتسي” بمدريد على أن “المملكة يجب أن تشتغل، منذ الآن، على التعامل مع حكومة يمينية قادمة في إسبانيا؛ لأنه حتى لو أعيدت الانتخابات فإن اليمين سينتصر”.
من جانبه، اعتبر محمد العمراني بوخبزة، محلل سياسي مختص في الشأن الإسباني، أن “النتائج الحالية لا يمكن أن يكون لها أي تأثير مستقبلي على العلاقات مع المملكة، والتي تأخذ بعدا استراتيجيا يتجاوز الحسابات الداخلية”.
وأشار المتحدث عينه لهسبريس إلى أن “الحديث عن ضغوط من قبل أحزاب انفصالية على سانشيز خلال مرحلة المفاوضات حول العلاقات مع المملكة هي تجربة مر بها سانشيز مع بوديموس؛ وبالتالي فهو يعلم جيدا كيف سيتعامل معها”.
أما فيما يهم السيناريوهات المستقبلية التي ستشهدها الساحة السياسية الإسبانية، سجل المحلل السياسي المهتم بالشأن الإسباني “وجود سيناريو إعادة الانتخابات، أو تشكيل حكومة ضعيفة سواء يمينية أو يسارية”.