“الهندية” لم تعد فاكهة الفقراء في المغرب .. ثمن الحبة الواحدة يصل إلى 4 دراهم
ارتفعت أسعار التين الشوكي (أو الهندية) بشكل قياسي في فصل الصيف الجاري، حيث أصبح سعر الواحدة منها يتراوح بين 3 و4 دراهم، الأمر الذي تسبب في استياء المستهلكين الذين دأبوا على شرائها بكميات وافرة خلال هذه الفترة من كل عام.
وأفاد عدد من البائعين بأن هذه الفاكهة لم تعد متاحة للفئات الهشة التي تضررت قدرتها الشرائية من غلاء الأسعار، بعدما كانت الفاكهة المفضلة لجميع الأسر المغربية كيفما كان مستواها الاجتماعي والاقتصادي.
وأرجع بائعو التين الشوكي دوافع الغلاء إلى الأضرار التي خلفتها الحشرة القرمزية التي دمرت محاصيل هذه الفاكهة في السنوات الماضية، فضلا عن استعمالها بكثرة في المنتوجات التجميلية التي تجد إقبالاً مكثفا لدى النساء.
وشنّت السلطات الفلاحية حملة وطنية للقضاء على انتشار الحشرة القرمزية بالمحاصيل الزراعية المعنية، من خلال معالجة حقول الصبار المتضررة عن طريق الرش باستعمال آليات يدوية، إضافة إلى استعمال الطائرات.
ومع ذلك، سجلت الفعاليات المهنية ضعف نتيجة تلك الحملات الميدانية، مستدلة على ذلك بارتفاع أسعار الفاكهة بشكل مضاعف في الوقت الراهن، مؤكدة أن فاكهة الصبار (الهندية) صارت نادرة بعدما كانت موجودة بجميع المناطق.
في هذا السياق، قال عمر أوزياد، فاعل فلاحي ببني ملال خنيفرة، إن “أسعار الهندية غير مقبولة بتاتاً لأنها بلغت مستويات قياسية لم يعرفها المغرب أبداً”، مبرزاً أن “الفرد يكتفي بشراء حبتين إلى ثلاث حبات فقط”.
وأضاف أوزياد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التين الشوكي كان متاحا في أغلب مناطق المملكة بثمن رمزي، لكنه بات عملة نادرة في الوقت الراهن”، مشيرا إلى أنه “يباع بثمن باهظ بالشواطئ في الصيف”.
وذكر يوسف موجان، فلاح بدرعة تافيلالت، أن “التين الشوكي يستعمل لأغراض تجميلية وعلاجية في الآونة الأخيرة، ما دفع عدداً من منتجيه إلى تسويقه بالخارج، حيث تكون عائداته أحسن من تسويقه بالداخل”.
وأكد موجان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المساحة المزروعة من التين الشوكي تراجعت بدورها في السنوات الماضية، نتيجة انتشار الحشرة القرمزية، وكذا ضعف الإيرادات المالية لهذه الفاكهة في ظل ارتفاع المصاريف”.
ولفت المتحدث الانتباه إلى أن “هذه الفاكهة لها فوائد صحية جمة على مستهلكيها، لكنها أصبحت مكلفة”، ليخلص إلى أن “موجة غلاء الأسعار انعكست على جميع المنتوجات، خاصة الزراعية، بسبب تداعيات الجفاف”.