موجة الحر: إخلاء جزيرة كورفو اليونانية بسبب استمرار حرائق الغابات
- Author, جورج رايت
- Role, بي بي سي نيوز
أصبحت جزيرة كورفو أحدث جزيرة يونانية يصدر أمر بإخلائها، مع استمرار مكافحة البلاد لحرائق الغابات.
وتظهر الصور التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب تجتاح كورفو. وقد اندلع حريق في الجزء الشمالي من الجزيرة، الذي يشتهر بوجود السائحين البريطانيين فيه.
ويأتي ذلك بعد إجلاء حوالي 19 ألف شخص من جزيرة رودس التي تعرضت للحرائق أيضا.
وأُجبر العديد على الفرار من فنادقهم مع استمرار انتشار النيران من وسط الجزيرة اليونانية.
وتصارع اليونان الحرارة الشديدة، التي تجاوزت درجاتها 40 درجة مئوية في جميع أنحاء البلاد، واشتعلت الحرائق منذ ما يقارب أسبوع في بعض المناطق.
وقالت الرئاسة اليونانية إن العطلة الوطنية التي كانت مقررة يوم الاثنين ألغيت “في ضوء الظروف الاستثنائية السائدة في البلاد بسبب الحرائق”.
وفي وقت متأخر من مساء الأحد، نشرت خدمة اتصالات الطوارئ اليونانية أوامر بإخلاء عدد من مناطق كورفو.
وطُلب من الناس الإخلاء في مناطق سانتا وميغولا وبورتا وباليا وبريثيا وسينيز في الجزيرة.
وقال مسؤول حكومي إن قوارب أرسلت إلى المنطقة لإجلاء السكان عن طريق البحر.
وتعرف كورفو – الواقعة في البحر الأيوني قبالة شمال غرب اليونان – بأنها وجهة مشهورة للسياح، إذ يزورها مئات الآلاف من البريطانيين كل عام.
أما رودس – التي تبعد حوالي 1027 كيلومترا – فتكافح حرائق الغابات التي أججتها الرياح القوية منذ الثلاثاء، بعد أن بدأ الدخان يغلف المناطق السياحية.
وقد أجلي حوالي 16000 شخص عن طريق البر، و 3000 عن طريق البحر في الجزيرة، بحسب ما قاله مسؤولون محليون. وقالت وزارة التغير المناخي والحماية المدنية اليونانية إن ذلك كان “أكبر عملية إخلاء من حريق هائل في البلاد”.
واضطر الآلاف من المصطافين إلى البقاء في خيام في مطار رودس يوم الأحد في انتظار الطائرة التي سيغادرون فيها.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن كونستانتيا ديموغليدو، المتحدثة باسم الشرطة اليونانية، قولها إن أكثر من 30 ألف شخص أجلوا في جميع أنحاء البلاد حتى الآن.
وقال بعض السياح إنهم ساروا مسافة أميال في درجات حرارة شديدة للوصول إلى بر الأمان. وشوهدت حيوانات ميتة على الطريق بالقرب من سيارات محترقة.
وألغت شركة العطلات “جيت2” حتى الآن خمس رحلات إلى رودس، بينما ألغت شركة “توي” جميع الرحلات هناك حتى الأربعاء.
ومن المقرر أن تصل أولى رحلات العودة إلى رودس لإعادة البريطانيين إلى بلادهم. وستقوم شركة “إيزي جيت” برحلتي إنقاذ بإجمالي 421 مقعدا يوم الإثنين، ورحلة ثالثة الثلاثاء، بالإضافة إلى رحلاتها التسع المنتظمة إلى الجزيرة.
وتقول وزارة الخارجية البريطانية، في الوقت نفسه، إن خمسة فرق نشر سريعة موجودة في رودس، جنبا إلى جنب مع أربعة فرق من الصليب الأحمر، لمساعدة المواطنين البريطانيين ودعم شركات الطيران لإعادة الأشخاص إلى الوطن.
ودمرت الحرائق ثلاثة فنادق على الأقل في منطقة الغابات الكثيفة في كيوتاري شرق رودس.
وقال نائب رئيس بلدية رودس، أثاناسيوس فيرينيس، إن بعض الناس أمضوا ليلتهم في صناديق من الورق المقوى طوال الليل، وحذر من عدم وجود ما يكفي من الضروريات.
ونبهت خدمة الإطفاء اليونانية إلى أن الوضع قد يتدهور لأن المزيد من القرى يتطلب الإخلاء وأن معركة احتواء النيران قد تستغرق عدة أيام.
وكان 260 من أفراد الإطفاء يكافحون النيران تدعمهم 18 طائرة النيران الأحد.
ونُقل ستة أشخاص لفترة وجيزة إلى المستشفى لأنهم كانوا يعانون من مشاكل في التنفس ثم غادروا في وقت لاحق.
وتتعامل خدمات الطوارئ أيضا مع الحرائق في جزيرة إيفيا، شرق أثينا وإيغيو، جنوب غرب أثينا. وفقدت منازل بالفعل بسبب حرائق الغابات في رودس ومناطق أخرى.
ويزيد تغير المناخ من مخاطر الطقس الحار والجاف الذي يحتمل أن يؤجج حرائق الغابات.
وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع إن لم تتخذ الحكومات في جميع أنحاء العالم إجراءات لتخفيض انبعاثات الكربون.
ومن بين دول البحر المتوسط الأخرى التي شهدت حرارة شديدة هذا الأسبوع أسبانيا وإيطاليا، وتشهد أجزاء من الولايات المتحدة أيضا تحطيم عدد من الأرقام