أخبار العالم

أوديسا والقرم.. لماذا ارتكزت نيران الحرب الأوكرانية بالجنوب؟



القصف الروسي العنيف وصفه الجانب الأوكراني بالذريعة من أجل تدمير البنية التحتية ومخزون كييف من الحبوب، بينما يرى الجانب الروسي أن الاستهداف جاء ردا على الهجمات الأخيرة ضد شبة جزيرة القرم.

أوديسا والقرم
ارتكز تصعيد نيران الحرب خلال الأسبوع الماضي وحتى الآن في شبة جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 وفي مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا. فعلى الجانب الروسي يقول فوروجتسوف ستاريكوف الباحث في مؤسسة “فولسك” العسكرية الروسية، إن مقاطعة أوديسا هي أهم المنافذ البحرية لأوكرانيا على البحر الأسود، وخروج هذا المنفذ البحري من العمل سيؤدي إلى خنق أوكرانيا تقريباً؛ فهي لن تتمكن بعد ذلك من استقبال أو إرسال أي بضائع عبره، فالنقل عبر الطرق البرية سيكون أكثر صعوبة وأعلى كلفة.

 ويُفند فوروجتسوف ستاريكوف، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، الأهداف الروسية الأخيرة في تلك المقاطعة الساحلية:

  • يوجد في مقاطعة أوديسا 3 مرافئ بحرية على البحر الأسود، وهي: يوجني، أوديسا، تشيرنومورسك، إضافة إلى مقاطعة أوديسا يوجد في مقاطعة نيكولاييف مرفأين نهريين على نهر بوك الجنوبي، الذي يصب في البحر الأسود، وهما: نيكولاييف، أولفيا.
  • في هاتين المقاطعتين تكثر الأنهار والروافد المرتبطة بها، لذلك تكثر الجسور التي تربط المناطق المختلفة من المقاطعتين. لذلك نلاحظ أن القصف الروسي الانتقامي تركز على هذه البنى التحتية الهامة.
  • فعلى سبيل المثال يصل جسرا زاتوكا وماياكي، الواقعان على خليج دنيستروفسكي ليمان، الأجزاء الجنوبية المحاذية لملدافيا مع باقي أجزاء المقاطعة؛ ولقد دمرت روسيا هذين الجسرين الحيويين.

 على الجانب الأوكراني، قامت كييف بتنفيذ هجوميين خلال أسبوع على شبة جزيرة القرم وجسر كيرتش الحيوي، وهنا يقول فاديم أريستوفيتش الأكاديمي في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن الهجوم على القرم جزء من استراتيجية الهجوم المضاد الأخير، ومحاولة أيضًا لتقليل الضغط الروسي على باقي جبهات القتال.

ويُضيف فاديم أريستوفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن جميع الهجمات الروسية على مدار ما يقرب من أسبوع ارتكزت جميعها في أجزاء من الجبهة الجنوبية وبالأخص الساحلية، ما يؤكد أن موسكو تريد بأي ثمن إيقاف هجمات كييف على القرم.

عزل أوكرانيا

يُشير فاديم أريستوفيتش، إلى أن أوديسا ونيكولاييف والمياه الإقليمية الأوكرانية المحيطة بهما تحولت إلى ساحة حرب (حمراء)، وقد تقوم روسيا بتطوير هجومها نحو هاتين المقاطعتين وصولاً إلى ضمهما، ولقد تنبأنا دائماً بهذه الخطوة لأنها ستمكن روسيا من عزل أوكرانيا عن البحر الأسود كلياً من جهة، وسيمكنها من إعادة ضم جمهوريتي ترانسنيستريا وغاغاوزيا الملدافيتين.، على حد قوله.

أما الخبير الأوكراني في العلاقات الدولية قسطنطين جريدين، توقع خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية” استمرار استهداف روسيا لمدينة أوديسا وتدمير الموانئ هناك ومخازن الحبوب لكي تغط على الغرب لرفع العقوبات عن الأسمدة الروسية.

 مصانع المسيرات
الأكاديمي الروسي فوروجتسوف ستاريكوف، أكد أن أوكرانيا تحت غطاء اتفاق الحبوب أخفت الكثير من الصناعات العسكرية المرتبطة بالمسيرات البحرية والهوائية، كما أنه يوجد خبراء أجانب فيها يعملون على توجيه هذه المسيرات.

وتابع “في أوديسا ونيكولاييف يوجد أيضاً العديد من المنشآت العسكرية المرتبطة بالحرب الإلكترونية وغرف العمليات ومستودعات الذخيرة والسلاح ومراكز التدريب والصيانة. تؤكد بعض المصادر أن القيادة الأوكرانية سارعت إلى إخراج المعدات العسكرية من مستودعات مقاطعة أوديسا، فهذه المنشآت لم تقصفها روسيا سابقاً التزاماً باتفاق الحبوب؛ أما الآن فلقد تحولت إلى هدف مشروع لها”.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى