روسيا وأوكرانيا: اتهام كييف باستهداف بيلغورود الروسية بالقنابل العنقودية

صدر الصورة، Reuters
لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن هجمات داخل الأراضي الروسية، كما نفت تورطها في غارات عبر الحدود
قال حاكم مدينة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف جلادكوف، إن أوكرانيا قصفت بالقنابل العنقودية قرية تقع على مقربة من الحدود الأوكرانية يوم الجمعة، دون حدوث إصابات أو خسائر.
وأضاف: “في منطقة بيلغورود، أُطلقت 21 قذيفة مدفعية وثلاث ذخائر عنقودية من نظام صاروخي متعدد الإطلاق على قرية جورافليوفكا”.
وكانت أوكرانيا قد حصلت على قنابل عنقودية من الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري، وتعهدت باستخدامها فقط في حالة “طرد تجمعات لجنود العدو”.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش الروسي مقتل مراسل حربي روسي يعمل لدى وكالة نوفوستي الروسية للأنباء، وإصابة صحفيين آخرين في غارة أوكرانية في منطقة زابوريجيا جنوبي البلاد، حسبما نقلت وكالة فرانس برس للأنباء.
وقال الجيش الروسي في بيان: “نتيجة قصف للجيش الأوكراني باستخدام ذخائر عنقودية، أصيب أربعة صحفيين بدرجات متفاوتة الخطورة”.
ويذكر أن الذخائر العنقودية تحتوي على عشرات القنابل الصغيرة التي تنتشر شظاياها على مساحات واسعة، بيد أن استخدامها محظور في دول عديدة بسبب الخطر المرتفع الذي تشكله على المدنيين.
وقالت أوكرانيا مرارا إن استخدامها سيقتصر على ساحة المعركة فقط.
وجرى مرارا استهداف منطقة بيلغورود، المتاخمة لأوكرانيا، وهو ما تصفه روسيا بالقصف العشوائي من جانب القوات الأوكرانية.
وشهدت المنطقة، خلالي شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، معارك بعد أن عبر مسلحون ينتمون لجماعة مسلحة موالية لأوكرانيا الحدود وبدأوا قتالا مع قوات الأمن الروسية.
ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن هجمات داخل الأراضي الروسية، كما نفت تورطها في غارات عبر الحدود.
“تفجير مستودع ذخيرة في القرم”
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه سيرغي أكسيونوف، حاكم شبه جزيرة القرم الذي عينته موسكو، أن هجوما بطائرة مسيّرة على شبه الجزيرة تسبب في “تفجير” مستودع ذخيرة يوم السبت، وأصدر أوامره بإجلاء الأشخاص الذين يعيشون في نطاق خمسة كيلومترات من منطقة الهجوم ووقف حركة السكك الحديدية.
جاء الهجوم بعد خمسة أيام من استهداف الجسر الوحيد الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، مما أسفر عن مقتل شخصين.
وتتعرض شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، لاستهداف خلال الحرب الروسية الأوكرانية، بيد أنها تعرضت لهجمات متزايدة خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال أكسيونوف على تليغرام: “بسبب هجوم بطائرة مسيّرة معادية في منطقة كراسنوغفارديسكي، حدث انفجار في مستودع ذخيرة”.
ولم يحدد المسؤول الموقع الذي أصيب، واكتفى بالقول إنه كان في منطقة كراسنوغفارديسكي، التي تقع في وسط شبه الجزيرة.
وأضاف: “لتقليل المخاطر، تقرر أيضا وقف حركة السكك الحديدية في القرم”.
وأعلنت السلطات في وقت لاحق أنه تم إيقاف قطارين متجهين من موسكو إلى مدينة سيمفيروبول الرئيسية في شبه جزيرة القرم والآخر في الاتجاه المعاكس.
واشتدت الهجمات على شبه الجزيرة خلال الأسابيع الماضية، حيث شنت كييف هجوما مضادا لاستعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو، وقالت إن هجماتها تهدف أيضا إلى استعادة شبه جزيرة القرم.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمة بالفيديو خلال منتدى آسبن الأمني يوم الجمعة، إنه يجب “تحييد” جسر القرم الروسي.
وأضاف أن الجسر، الذي افتتحه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عام 2018: “يزود شبه جزيرة القرم بالذخيرة”.
وتعتبر كييف الجسر “كيانا معاديا” جرى بناؤه في خطوة تنتهك القانون الدولي.
وردا على سؤال بشأن إذا كانت كييف تهدف إلى استعادة شبه جزيرة القرم في هجومها المضاد، قال زيلينسكي: “الهدف هو إعادة شبه جزيرة القرم، لأن دولتنا ذات سيادة، وأراضينا السيادية جزء لا يتجزأ من دولتنا”.
“دور صيني محتمل”
وعلى الصعيد السياسي أعلن المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن الصين تسلم روسيا مواد يمكن استخدامها كمعدات عسكرية، والتي يمكن استخدامها أيضا في حربها ضد أوكرانيا.
وقال إيمانويل بون، خلال كلمة عامة أمام منتدى آسبن الأمني في كولورادو: “توجد مؤشرات على أنهم يقومون بأشياء نفضل ألا يفعلوها”.
وأضاف: “على حد علمنا، فهم لا يقدمون قدرات عسكرية ضخمة لروسيا”.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس للأنباء إن المستشار أشار إلى “عمليات تسليم محتملة لتكنولوجيا يمكن استخدامها بطريقة مزدوجة، مدنية وعسكرية”.
وكانت دول الغرب قد حثت بكين على عدم تسليم أسلحة لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وعلى الرغم من كونهم أعلنوا مرارا بأنه لا يوجد دليل على ذلك، إلا أنهم يعربون عن قلقهم من إمكانية تقديم شركات صينية تكنولوجيا يمكن أن يستخدمها الروس في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وكانت الصين قد دعت، بحجة الحياد في الصراع، إلى احترام الدول ذات السيادة، بما في ذلك أوكرانيا، بيد أنها لم تدن إطلاقا العملية العسكرية التي أطلقها بوتين في أوكرانيا.
وقال بون: “في المرحلة التي نحن فيها الآن، عندما يبدأ الهجوم المضاد في ساحة المعركة، ويكون كل شيء معقدا … فإن أكثر ما نحتاجه هو امتناع الصين عن التدخل”.
وأضاف: “أود أن تثبت الصين أنها شريك محل ثقة” في الصراع الأوكراني، مؤكدا أنه “ليس لدي دليل (على ذلك) حتى الآن”.
وقال: “على الصعيد الدبلوماسي لا أعتقد مرة أخرى أن الصين ستقدم حلا للحرب في أوكرانيا”.
وأضاف بون: “لكي تتوقف الحرب، نحتاج فقط إلى انسحاب بوتين، وأن تهزم أوكرانيا الروس بشكل أساسي على الأرض”.
وقال إنه سيكون من الضروري بعد ذلك إجراء “نوع قوي للغاية من المفاوضات”، التي تشمل مجموعة واسعة من الشركاء، مثل الصين والهند، باعتبارها دول “يمكنها التأثير وضمان تحقيق سلام قوي”.