الحرب في السودان: جلد وضرب مسعفين تابعين لمنظمة أطباء بلا حدود
- Author, موثوني موشيري
- Role, بي بي سي نيوز
قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إن مسعفين في العاصمة السودانية الخرطوم تعرضوا للضرب والجلد على أيدي مسلحين هاجموا قافلتهم.
وكان فريق طبي ينقل إمدادات إلى المستشفى التركي في جنوب الخرطوم عندما تعرض للهجوم الخميس الماضي وسرقت إحدى سياراتهم.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان منتصف إبريل/ نيسان الماضي، لا يعمل في العاصمة السودانية سوى مستشفييْن فقط منهما المستشفى التركي.
وتدعم منظمة أطباء بلا حدود كلا المستشفيين، لكنها تحذر من أن المساعدات التي ترسلها إليهما أصبحت في خطر في الوقت الراهن.
وأدى الصراع الشرس على السلطة، الذي يستمر منذ ثلاثة أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، إلى تدمير المرافق الطبية في المدينة.
“تهديدات بالقتل”
في حين فر أكثر من ثلاثة ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد من منازلهم منذ أبريل/ نيسان الماضي، لا يزال ملايين آخرون عالقين في الخرطوم يواجهون صعوبات بالغة من أجل الحصول على الأدوية والمساعدة الطبية.
ومنظمة أطباء بلا حدود هي واحدة من منظمات الإغاثة الدولية القليلة التي لا تزال تدعم المستشفيات في الخرطوم وأم درمان، ثاني أكبر مدينة في السودان، مما يساعد على الحفاظ على ما تبقى من النظام الصحي الذي يقبع تحت ضغوط هائلة منذ عقود.
وذكرت المنظمة أنها عالجت حو 1600 مريض في هذين المستشفيين منذ بداية الصراع على السلطة. لكن المؤسسة الطبية الخيرية حذرت من إمكانية توقفها عن العمل في السودان نظرا للتدهور المأساوي في الأوضاع الأمنية الثابت في عدة وقائع تضمنت استهداف طواقمها الطبية.
ووقع خلاف بين مسلحين و18 شخصاً ينتمون لقافلة أطباء بلا حدود المكونة من أربع شاحنات التي كانت تحمل إمدادات طبية.
واعتدى المسلحون على أفراد القافلة الطبية، كما هددوا بقتل أحد السائقين قبل إطلاق سراحه والفرار بإحدى مركبات المساعدات الطبية.
وقال كريستوف غارنييه، مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود، في بيان صدر في هذا الشأن: “إذا تكررت واقعة كهذه مرة أخرى، وإذا استمر تقويض قدرتنا على نقل الإمدادات، فمن المؤسف أن وجودنا في المستشفى التركي لن يكون آمناً”.
وكانت تلك المواجهة على مقربة من المستشفى حيث يخضع المئات من المرضى للعلاج من بينهم من أصيبوا جراء غارات جوية في الفترة الأخيرة.
وقالت المنظمة: “يستقبل هذا المستشفى حوالي 15 جريحاً يوميا، ويُجري عمليات جراحية لإنقاذ حياة عدد آخر، كما يسهم في الإبقاء على مصابين بأمراض مزمنة على قيد الحياة”.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، يقع المستشفى التركي في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية.
وأضافت أن القصف الجوي أصبح مكثفاً في الفترة الأخيرة على مناطق سكنية بالخرطوم حيث توجد قواعد للمقاتلين شبه العسكريين.
وتشير الأرقام الرسمية إلى وصول عدد ضحايا الصراع على السلطة في السودان إلى 3000 شخص، لكن من المرجح أن عدد الوفيات بسبب الحرب قد يتجاوز ذلك إلى حدٍ كبيرٍ.
وتشير بعض التقديرات الصادرة من إقليم دارفور الغربية، الأكثر تضررا من العنف في السودان، إلى أن عدد القتلى في مدينة واحدة في المنطقة بلغ 11000 قتيل.