العطش يتربص بوجدة في فصل الصيف
يبدو أن صيف 2023 سيكون الأطول والأقسى على سكان مدينة وجدة وأحيائها الممتدة شرق البلاد، إذ إن أزمة العطش والانقطاعات المتكررة للماء باتت مشكلة كبيرة تؤرق بال الوجديين منذ عيد الأضحى المبارك إلى اليوم.
ووفق معطيات حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن أزمة الماء ستسمر خلال الأيام المقبلة بمجموعة من أحياء عاصمة الشرق، بسبب المشاكل التي تواجهها الشركة المكلفة بتدبير المادة الحيوية على مستوى تأمينها بكميات كافية وتوزيعها على كافة الأحياء.
وقال الحسين بولحية، الفاعل الجمعوي بمدينة وجدة، إن سكان عاصمة الشرق يعانون، منذ أيام، من الانقطاعات المتكررة للماء؛ وهو الأمر الذي ينغص عليهم الحياة مع الحرارة المفرطة التي تعيشها المدينة.
وأضاف بولحية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “سكان مجموعة من المناطق بوجدة يواجهون تحديات كبيرة في تأمين حاجياتهم من الماء بسبب الانقطاعات المتكررة”.
واعتبر الفاعل الجمعوي أن هناك نوعا من التضارب في تدبير المادة الحيوية وطرقة توزيعها على السكان، لافتا إلى أن حديث الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بمدينة وجدة عن وجود مشكلة في المخزون “يقتضي أن تكون المشكلة عامة بالنسبة لمختلف أحياء المدينة”.
ودعا المتحدث ذاته إلى تحقيق العدالة في توزيع الماء على المواطنين وساكنة وجدة؛ لأن الجميع يؤدي نفس الالتزامات التي تفرضها الوكالة عليهم، مطالبا الوكالة بضرورة التواصل الجيد وقول الحقيقة للمواطنين.
وجددت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بمدينة وجدة الإعلان عن اضطراب في التزويد بالماء الشروب في عدد من أحياء مدينة وجدة، في مؤشر على استمرار الأزمة التي تواجهها المدينة منذ بداية فصل الصيف الجاري.
وسجلت الوكالة أن الأعطاب التي لحقت “قناة الجر من سد مشرع حمادي المزودة للمدينة وعمليات الإصلاح التي تمت كان لها أثر على انقطاع المياه المجلوبة واستنزاف المخزون المائي المتوفر لدى الوكالة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب”.
وأكدت الوكالة أنها باشرت تزويد الساكنة “تدريجيا بهذه المادة الحيوية إلى غاية بلوغ الأيام الماضية تزويدا دون انقطاع. وقد تم مؤخرا تسجيل استهلاك قوي للماء تزامنا مع ظروف الفترة الصيفية الحالية المشهودة بارتفاع درجات الحرارة؛ مما أدى ثانية إلى نقص حاد في المخزون المائي الحالي”.
ومن أجل الرفع من هذا المخزون الضروري لتأمين مدينة وجدة بالماء الصالح للشرب، أعلنت الوكالة أن توزيع الماء سيشهد انخفاضا في الضغط يصل إلى حد الانقطاع في مجموعة من الأحياء، بشكل يومي ابتداء من الساعة السادسة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا، لأيام معدودة”؛ وهي العبارة التي بثت الخوف في صفوف الوجديين الذين استغربوا عدم تحديد الوكالة عدد الأيام التي ستعرف هذه المشاكل، الأمر الذي يؤكد أن الأزمة يمكن أن تعمر طويلا بسبب التحديات التي تواجهها عاصمة جهة الشرق على مستوى تراجع الموارد المائية وانخفاض الفرشة المائية.