تقرير إيطالي: جذور ساكنة الصحراء مغربية
الجمعة 21 يوليوز 2023 – 10:28
لا يمكن للمملكة المغربية أن تتخلى تحت أي ظرف عن سيادتها على أقاليمها الجنوبية، خاصة بعد التحولات السياسية في مواقف مجموعة من الدول حول النزاع في المنطقة، وتأييد واشنطن مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط لحله، أضف إلى ذلك أنه “يصعب فصل الجذور الثقافية لسكان الصحراء عن المغرب نظرا لارتباطهم التاريخي به”.
كانت هذه أبرز الخلاصات التي توصلت إليها ورقة سياسية حديثة صادرة عن “معهد تحليل العلاقات الدولية”، مركز تفكير إيطالي، الذي أكد أنه منذ العام 2020، عرفت قضية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية تحولات مفصلية، أبرزها “عودة جبهة البوليساريو لحمل السلاح ضد المغرب على إثر أزمة الكركرات”، كما عرف العام ذاته “اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء على إثر توقيع اتفاقيات أبراهام”.
وانطلق المصدر نفسه في مقاربة الجذور التاريخية لهذا النزاع التي تعود إلى زمن الاحتلال الإسباني للمغرب، وتأسيس ما يسمى بـ”الجمهورية العربية الصحراوية” في سنة 1975، التي خاضت تمردا مسلحا ضد المغرب انتهى بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين برعاية أممية في العام 1991.
وفي مقاربته لأسباب مطالبة الجبهة بـ”الانفصال عن المغرب”، أشار المصدر عينه إلى صعوبة الإقرار بالخصوصية الثقافية والعرقية لسكان الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى وجود “روابط تاريخية وسياسية مشتركة ما بين السكان الصحراويين والدولة المغربية، تجلت أساسا في كون عدد من السلالات المغربية قد حكمت المنطقة في الماضي”.
كما سلط مركز التفكير الإيطالي سالف الذكر الضوء على الموقف الإسباني الأخير الذي أيدت من خلاله مدريد مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب في العام 2007، “مما تسبب في توتر في العلاقات ما بين إسبانيا والجزائر، هذه الأخيرة التي تدعم البوليساريو وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بشكل نهائي في العام 2021″، مشيرا إلى أن “مدريد تحتاج إلى مساعدة المملكة وتعاونها في عديد من القضايا، على غرار مسألة الهجرة ومحاربة التطرف والإرهاب”.
وبالإضافة إلى الدعم الجزائري للبوليساريو، أشار المصدر عينه إلى “الدعم الإيراني للجبهة، الذي كان سببا في إغلاق السفارة الإيرانية بالمغرب وقطع الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، على إثر اتهام هذه الأخيرة بتدريب وتسليح الجبهة عن طريق حزب الله اللبناني”، مشددا على أن هذا الدعم “لم يغير من حقيقية إحكام المغرب سيطرته على أراضي الصحراء، بما فيها المدن الرئيسية والحيوية”، إضافة إلى أن الرباط وقعت اتفاقيات مع عدد من الدول تشمل هذه المناطق، مما سيساهم في الدفع بـ”مسار الاعتراف الدولي الضمني”.
وخلصت الورقة السياسية المعنونة بـ”نزاع عربي آخر لا يزال غير محسوم: سؤال الصحراء الغربية”، إلى أنه مع كل هذا الدعم، سواء من الجزائر أو من إيران، فإن “البوليساريو ليس لديها سوى القليل من القوى الفاعلة خارج مخيمات تندوف جنوبي الجزائر”. وبالتالي، فمن غير المرجح أن “يحدث تصعيد في هذا الصراع، ذلك أن المغرب يملك السيطرة الكافية لتلبية مصالحه الاستراتيجية والدفاع عنها”.