تراكم الانتصارات الدبلوماسية للمغرب في قضية الصحراء يفضح رعاة طرح الانفصال
لم يستطع “انفصاليو تندوف” الصمود أكثر من 24 ساعة في وجه الارتدادات التي خلفها القرار الإسرائيلي الأخير بالاعتراف بمغربية الصحراء، الذي انضاف إلى سلسلة الاعترافات المتوالية بسيادة الرباط على أقاليمها الجنوبية، لتخرج الجبهة الانفصالية ببيان اعتبرت فيه أن هذا الاعتراف “لا قيمة قانونية ولا سياسية له”.
البيان عينه حذر المجتمع الدولي، على الطريقة الجزائرية، مما وصفها بـ”التداعيات الخطيرة المترتبة عن التحالف الإسرائيلي-المغربي والسعي إلى استغلال الحرب في الصحراء لتطبيق أجندات تخريبية مشتركة، أمنية وعسكرية، تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار منطقة شمال إفريقيا والساحل عموما”.
المتأمل في لغة البيان الصادر عن الجبهة الانفصالية، الذي تبنى خطابا “عاطفيا” في محاولة للتأثير على الرأي العام الدولي واللعب على وتر “القضية الفلسطينية” التي طالما عبر المغرب عن موقفه الواضح منها إضافة ربط الاعتراف الإسرائيلي بمسألة انتهاء بروتوكول الصيد البحري بين الرباط وبروكسل، لا يمكن أن يفوته أن يسجل “حجم الانهزام النفسي والسياسي” الذي باتت تواجهه “البوليساريو” جراء نجاح المغرب في قلب معادلة النزاع لصالحه.
طارق أتلاتي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، قال إن “هذا البيان يؤكد حقيقة مُرّة بالنسبة للانفصاليين، وهي أن “البوليساريو” فُرض عليها إيقاع من لدن الدبلوماسية الملكية التي خلقت ديناميكية وإيقاعا سريعا حققت من خلاله المملكة انتصارات كبرى فيما يتعلق بوحدتها الترابية”.
وأضاف المتحدث عينه أن “البيان هو إعلان رسمي عن التخبط الذي أصبحت تعيشه الجمهورية الوهمية في تندوف”، مشددا على أن “الأطروحة الانفصالية أضحت وهمًا تتشبث به فقط بعد الدول القليلة التي لا وزن لها على الساحتين الإقليمية والدولية، والتي تتبع أهواء البترودولار الجزائري؛ ذلك أنها لا تدعم هذه الأطروحة إلا بمقابل”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “جبهة البوليساريو تعيش، اليوم، في عزلة كبيرة جراء فقدان أطروحتها لزخمها؛ وهو ما يمكن معه القول إنها أصبحت على مشارف نهايتها بصورة دقيقة”.
من جهته، أورد سعيد بركنان، باحث في العلوم السياسية، أن “بيان “البوليساريو” يزيد من تأكيد الوجود الوهمي لهذه الحركة الانفصالية، بمحاولته بشكل غريب نزع القيمة القانونية والسياسية للاعتراف الإسرائيلي، مع أن الكل يعلم أن هذا الأخير وقبله اعتراف أزيد من 100 دولة هو كذلك اعتراف بوجاهة وواقعية مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب كحل لهذا النزاع المفتعل”.
وواصل الباحث في العلوم السياسية أن “هذا البيان لا يختلف عن البيانات السابقة العسكرية التي تخرج بها الجبهة في كل مرة وتدعي فيها أنها حققت انتصارات على القوات المسلحة الملكية”، موضحا أن “الاختراقات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في الثلاث سنوات الأخيرة ونجاحها في إقناع مجموعة من الدول العظمى بالخروج من المنطقة الرمادية وإبداء مواقف واضحة وصريحة حول سيادة المغرب على الصحراء، على غرار الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا، كلها خطوات ضيقت الخناق على البوليساريو وصنيعتها الجزائر سياسيا ودبلوماسيا”.
وخلص المتحدث لهسبريس إلى أن “النظام الجزائري ومعه الانفصاليين عليهم أن يعوا بأن المرحلة التي كانوا يعتمدون فيها على المواقف المتذبذبة لبعض الدول قد انتهت”، مشددا على أن “الأمم المتحدة ستسير في اتجاه إصدار قرارات مستقبلية داعمة للحل السياسي الذي تقدم به المغرب ألا وهو مقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بدعم الكثير من الدول، وبالتالي نهاية الطرح الانفصالي”.