الكلاب الضالة تغزو الشوارع في القنيطرة
لا تكاد تمر من شارع رئيسي أو حي شعبي أو راقٍ في مدينة القنيطرة دون أن تلمح كلابا ضالة تصول وتجول بشكل لافت بات يؤرق بال السكان ويثير الذعر والخوف في صفوف آخرين، من الخطر الذي يمكن أن تشكله على صحة وسلامة الأطفال.
ففي شارع محمد الخامس الرئيسي بعاصمة الغرب، وأمام محلات تجارية ومطاعم رئيسية، عاينت هسبريس وجود مجموعة من الكلاب الضالة على امتداد الشارع في مشهد مثير للاستغراب.
وبدا لافتا أن هذا المشهد يتكرر في أكثر من شارع وحي؛ وهو ما يجعل المدينة، التي ينشد سكانها التقدم ومحاولة اللحاق بالعاصمة الرباط، في تراجع مستمر يقربها إلى البداوة أكثر من التمدن والتحضر.
ياسين، الذي يقطن وسط المدينة، عبّر لهسبريس عن انزعاجه من الظاهرة، معتبرا أن “الكلاب تعربد ليلا في الشارع وتقلق الساكنة وتمنعهم من النوم في الكثير من المناسبات”.
وأضاف المواطن القنيطري، الذي بدا غاضبا وهو يتحدث للجريدة عن الموضوع: “ميمكنش أخويا راه حنا فحال إلى عايشين في البادية ولينا”، مطالبا السلطات والمسؤولين بالتدخل من أجل إيجاد حل نهائي للظاهرة المسيئة للمدينة.
خالد إزوار، رئيس اتحاد تنسيقيات وجمعيات المجتمع المدني بمدينة القنيطرة، أكد، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن ظاهرة الكلاب الضالة باتت “تؤرق بال ساكنة مدينة القنيطرة”.
وأضاف إزوار: “حرام أن نعيش هذه الظاهرة في مدينة عرفت تطورا مهما، وأصبحت ثاني قطب صناعي بالبلاد بعد مدينة الدار البيضاء”، مبرزا أن الكلاب “أينما وليت وجهك تجدها”.
وتابع الفاعل المدني ذاته موضحا أن الظاهرة أصبحت “تسيئ إلى جمالية المدينة وتعرقل السير وتهدد حياة أبناء الساكنة”، مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير وبرامج شمولية لمواجهتها والحد منها حفاظا على راحة السكان وسلامة أبنائهم وجمالية المدينة.
ولفت إزوار إلى أن المدينة عرفت، في إطار برنامج أوراش، “مبادرة من قبل المجلس الإقليمي وتكلفت جمعيتان بمعالجة الظاهرة؛ إلا أن التجربة بينت أن القائمين عليها يفتقدون إلى المهنية اللازمة وعادت الظاهرة بقوة بعد انتهاء مدة الورش المحددة في ستة أشهر”.
وشدد الفاعل الجمعوي ذاته على أن الظاهرة تحتاج إلى “عقلنة في التعامل وليس جمع الكلاب في مكان معين لفترة محددة، وحتى خلال هذه المدة استفحلت الظاهرة ولا يمكن استئصالها من جذورها بهذه المبادرات المحدودة”.
ودعا المتحدث عينه إلى تفكير جماعي وانخراط كافة المتدخلين لـ”إيجاد حل لهذا المشكل، وهناك جمعيات تطالب بحماية الحيوانات ولا يمكن الإجهاز عليها، هذا جيد؛ ولكن كيف يمكن أن نتخلص من الظاهرة التي أصبحت معقدة في المدينة”، معتبرا أن الحلول المتبعة تبقى “ترقيعية لا أقل ولا أكثر”.