“روسيا وأوكرانيا: لماذا قد يثير هجوم جسر القرم غضب بوتين؟” – في الإندبندنت
تنوعت الموضوعات التي تناولتها الصحف البريطانية والتي تحظى باهتمام القارئ العربي، فقد شهدت الأيام الأولى للأسبوع الجاري جملة من الاحداث والتغيرات، كان أبرزها قصف جسر جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في مارس/ أذار 2014.
ومنه نبدأ جولتنا، حيث نشرت صحيفة الإندبندنت مقال تحليلي، كتبته بيل ترو، بعنوان “لماذا قد يثير هجوم جسر القرم غضب بوتين؟”
تستهل الكاتبة مقالها بالقول إن الهجوم المميت، الذي وقع قبل فجر اليوم، على جسر كيرتش، هو ثاني هجوم من نوعه خلال تسعة أشهر فقط. بينما تمضي أوكرانيا قدما في هجومها المضاد، فإن ذلك يرقى إلى ضربة شخصية لفلاديمير بوتين، الذي غالبا ما كان يتباهى ببنائه.
وتضيف أن الجسر، الذي يحوي سكة حديدية وطريق يبلغ طوله 12 ميلا – هو الأطول في أوروبا – كان مشروعا مرموقا بقيمة 2.7 مليار جنيه إسترليني وافتتحه بوتين قبل خمس سنوات، ليربط البر الرئيسي الروسي وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني من أوكرانيا في عام 2014. وعند افتتاحه، تفاخر بوتين بأن القياصرة الروس كانوا يحلمون ببناء هذه “المعجزة” لكنهم لم ينجحوا أبدا. وأشادت وسائل الإعلام الروسية الحكومية به ووصفته بأنه “بناء القرن”.
وتمضي الكاتبة في القول إنه ومنذ أن شنت روسيا غزوا واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، تحول هذا الجسر إلى شريان حياة وإمداد عسكري لرجال موسكو في ساحة المعركة. كما أنه يزدحم في الصيف أيضا، بالسياح الروس الراغبين في قضاء عطلة في شبه جزيرة القرم – وهي وجهة شهيرة لقضاء العطلات، على الرغم من اندلاع الحرب على بعد أميال منها فقط.
لكنها توضح أنه في أوكرانيا، أصبح الجسر بؤرة غضب ورمز لجهود روسيا الطويلة الأمد للاستيلاء على الأراضي الأوكرانية و “إضفاء الصبغة الروسية” على الإقليم.
وتشير إلى أن فقدان الجسر قد يؤدي إلى تقويض خطوط الإمداد الروسية وربما عزل عشرات الآلاف من السياح الروس في شبه جزيرة القرم عن البر الرئيسي.
أما من الناحية الرمزية، فتقول الكاتبة إن أي ضرر يلحق بالهيكل – الذي يقع في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا – يعني الكثير. وهذا هو سبب تعرضه للنيران.
وعلى الرغم من نفي كييف في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، تفجيرها الأول للجسر بعد يوم واحد فقط من عيد ميلاد بوتين السبعين. إلا أنها اعترفت بعد ذلك بشكل غير مباشر بأنها كانت تهدف إلى “كسر الخدمات اللوجستية للجيش الروسي”. لكن بوتين أمر بإصلاحه على الفور، وفي ديسمبر/ كانون الأول، قاد شخصياً سيارته المرسيدس عبر الجسر.
في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين ، تعرض الجسر لإطلاق النار مرة أخرى: قالت روسيا إن شخصين قتلا وأصيبت ابنتهما البالغة من العمر 14 عامًا بجروح بالغة في هجوم “إرهابي” نفذته طائرات بدون طيار في البحر الأوكراني. وأظهرت لقطات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية والأوكرانية جزءًا مقطوعًا من الطريق محاطًا بحواجز معدنية ملتوية، مع دعم سيارات الإسعاف والسيارات في حالة الارتباك. توقفت حركة المرور على الطرق والسكك الحديدية لساعات.
أما هجوم الإثنين، الثاني على الجسر، فقد ذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية أن جهاز الأمن الأوكراني كان وراء الحادث، نقلا عن مصادر مجهولة، على الرغم من إشارة الجيش الأوكراني إلى أن الهجوم قد يكون نوعا من الاستفزاز من جانب روسيا نفسها، لأنه وقع في اليوم الذي كان من المقرر أن تقرر فيه موسكو ما إذا كانت ستمدد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
لكن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قال إن روسيا قررت وقف الاتفاق، لكنها زعمت أن القرار لا علاقة له بالهجوم على الجسر. وليس من الواضح ما إذا كانت روسيا ستستأنف الصفقة، التي حاولت التراجع عنها من قبل.
تلاشي آمال هدنة دائمة
وإلى صحيفة الغارديان ومقال كتبته نيمو عمر بعنوان “ثلاثة أشهر من الحرب في السودان: آلاف القتلى وملايين النازحين”.
فقد اكتشفت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي مقبرة جماعية في غرب دارفور دفن فيها 87 شخصا، ما دفع مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان للمطالبة بـ “تحقيق شامل ومستقل” فيما يحدث في المنطقة من أعمال وأنشطة.
وكان هذا الاكتشاف آخر الأخبار المقلقة التي تخرج من السودان، التي دخلت في حالة الصراع على السلطة منذ إبريل/ نيسان، عندما اندلع القتال بين الجيش بقيادة المشير عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي ينزعمها محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”.
وخلفت ثلاثة أشهر من القتال حتى اليوم، بحسب المقال، نزوح 3.1 مليون شخص، ومقتل وجرح الآلاف، وتدمير أحياء بأكملها. كما تلقت وكالات الأمم المتحدة تقارير موثوقة عن 21 حادثة عنف جنسي مرتبط بالنزاع ضد ما لا يقل عن 57 امرأة وفتاة، وأفادت تقارير عن عمليات قتل خارج نطاق القانون، وعنف عرقي. ووصف منسق الأمم المتحدة السابق للشؤون الإنسانية ما يحدث في السودان بأنه “يرقى إلى عمليات الإبادة الجماعية”.
وعُلقت محادثات السلام الشهر الماضي مع استمرار الجانبين في انتهاك وقف إطلاق النار. لكن الأنباء الواردة أفادت بأن ممثلين عن الجيش السوداني عادوا إلى المملكة العربية السعودية لإجراء محادثات سلام، ما يشير إلى أنهم منفتحون على السبل الدبلوماسية لإنهاء الصراع، على الرغم من انخفاض التوقعات.
وبينما تراقب المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية والحكومات الأجنبية بقلق مايحدث في السودان، توضح الصحيفة أنه لا توجد مؤشرات على أن الحرب قاربت على الانتهاء. وبينما يهدد العنف بدخول البلاد في أتون حرب أهلية شاملة تشكل أزمة في المنطقة، تتساءل البلدان المجاورة كيف يمكن استعادة النظام.
وعلى الرغم من إعلان المملكة المتحدة أنها تسير على خطى الولايات المتحدة وستفرض عقوبات على الشركات المرتبطة بكل من الجيش وقوات الدعم السريع، ومن متابعة الأمم المتحدة الموقف عن كثب، إلا أن استمرار احتراق مدن السودان، يجعل من الصعب تصور أن أي خطوات ذات مغزى يتم اتخاذها نحو نوع من الهدنة، بمكن ان تؤتي أُكلها.
الخطة “ب”
ونختم جولتنا في صحيفة الفاينانشال تايمز ومقال رأي أعده كل من مايلز إلينغهام ودارين دود بعنوان “لماذا يحتاج اقتصاد الصين إلى الخطة (ب) البديلة”.
تقول الصحيفة إن الاقتصاد الصيني – ثاني أكبر اقتصاد في العالم – فقد قوته في الربع الثاني من هذا العام، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8 في المئة مقابل توسع بنسبة 2.2 في المئة على أساس ربع سنوي خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار.
وتضيف أن البلاد شهدت ارتفاعا في معدل البطالة لدى الشباب. ففي مايو/ أيار، بلغت نسبة العاطلين عن العمل من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عاما، 20.8 في المائة، وهي أكبر نسبة منذ بدء تسجيل سلسلة البيانات في عام 2018.
كما أن الخريجين الصينيين العاطلين عن العمل، الذين لم يتمكنوا من الحصول على فرص العمل، بحسب المقال، لا يتلقون سوى القليل من التعاطف من رئيس دولتهم، الذي حثهم في السابق على “تشمير سواعدهم” وممارسة الأعمال اليدوية. ومن هنا ينبغ التساؤل القائل: هل تحتاج إدارة شي جين بينغ إلى الخطة الاقتصادية “ب” البديلة؟
وتشير الصحيفة إلى أن مؤشرا العقار والتجارة في البلاد كانا يومضان باللون الأحمر. فقد انخفض الطلب على صادرات الصين هذا العام، وعانت هذه الصادرات، في يونيو/ حزيران، من أكبر انخفاض لها منذ بدء الوباء. ومع ارتفاع أسعار الفائدة في الغرب بثقله على مشتريات المستهلكين من السلع المصنوعة في الصين، تراجعت الصادرات في يونيو/ حزيران، بنسبة 8.3 في المائة مقارنة بالعام السابق، وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء.
وعلاوة على ذلك، يوضح المقال، أن قطاع العقارات يعاني من الانكماش. وبحسب عينة من 25 مدينة، تراجعت أسعار المنازل الحالية بنسبة 1.4 في المائة في شهر يونيو/ حزيران مقارنة بشهر مايو/ أيار، متسارعة الانخفاض في الأشهر السابقة.
وفي المقابل، تقول الصحيفة إن شي وكبار صناع السياسة التابعين له يمارسون شيئا يسمونه دينغلي، وهو يعني، “الحفاظ على التركيز الاستراتيجي”. ويفسر الاقتصاديون هذا على أنه الاستمرار في خفض الديون، لا سيما في قطاع العقارات المفرطة المديونية مع اتباع سياسة الاكتفاء الذاتي التكنولوجي والقيادة العالمية.
وعلى الرغم من أن كبار المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى علاقة بناءة بشكل كبير مع بكين، إلا أن إدارة بايدن قللت من الآمال في تخفيف فوري للرسوم الجمركية ضد الصين.