الفلاحة تحرك الشرق.. وسد “محمد الخامس” يُؤمّن مليار متر مكعب
أكد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن “جهة الشرق تعد جهة فلاحية بامتياز؛ لأن العالم القروي يمثّل ضمن خريطة اقتصاد الجهة شقّاً كبيرا ويشغل حيّزا جدا مهما”، مشيرا إلى أن الجهة تحظى بقيمة وأولوية في مخططات الوزارة التي يحمل حقيبتها.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية على هامش انعقاد “منتدى المنتخبين الأحرار” بجهة الشرق، نهاية الأسبوع المنقضي بمدينة الناظور، أقرّ وزير الفلاحة بأن “المياه مازالت تشكل إكراهاً قائماً بكل ما يستَتْبِعُه من ضرورة تثمين المنتوج الفلاحي، وهو الإشكال الأساس الذي تتصدى له برامج حكومية ومشاريع مُهيكِلة بالجهة الشرقية”، واصفاً ما تقوم به وزارة الفلاحة في الجهة الشرقية في هذا الشأن بـ”الجهود الكبيرة”.
وأفاد صديقي، في التصريح ذاته، بأن “مخطط المغرب الأخضر كان قد تضمَّن تخصيص وتعبئة غلاف مالي وميزانياتي لجهة الشرق بـ16 مليار درهم، تتوزع على 10 مليارات درهم مساهمة من الدولة، فيما الباقي أتاحه وساهم في توفيره المستثمرون”.
“اليوم، وفي إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020–2030، لدينا مبلغ مخصص للاستثمار الفلاحي بمختلف أقاليم جهة الشرق بما مجموعه 18 مليار درهم، منها 12 مليار درهم من ميزانية الدولة”، يورد الصديقي، لافتا إلى أن “60 في المائة منها تذهب إلى استثمارات في الشق المتعلق بالمياه”.
أولى المشاريع ذات الأولوية، حسب المسؤول الحكومي، هو “كيفية الحدّ من ضياع الموارد المائية، بما يلزم ذلك من تحديث قنوات المياه ونقلها، والعمل بتقنيات مقتصِدة للماء (الري بالتنقيط وغيرها)”، وزاد موضحا لهسبريس أن “المعادلة هي كيفية الإنتاج بأقل كمية من المياه، كيف نُثمّن كل متر مكعب من المياه ونُخرج منه أكبر حصة من المنتوج”.
وتابع بالقول: “في نهاية الأسبوع في الناظور، قُمنا بتدشين العمل بمشروع تبلغ قيمته 300 مليون درهم، يهمّ تفرقة مسارات قناة للسقي الفلاحي عن مسار قناة للماء الصالح للشرب كي يتم إصلاح قناة السقي دون تأثير على قنوات ماء الشرب للمواطنين، وهو مشروع جد مهم نشتغل على شق جديد منه في اتجاه مدينة بركان”.
مشروع مُهيكِل آخر تَقُوده الحكومة، حسب إفادات صديقي، هو “تحلية مياه البحر لفائدة ساكنة جهة الشرق ومُدنها الكبرى”. وقال: “تقرر إنشاء المحطة لهذا الغرض في ساحل إقليم الناظور، لكنها ستزود بالماء الصالح للشرب كل مدن ونواحي أقاليم وجدة، بركان، الناظور… وكذلك سيكون هناك شق من المياه سيذهب إلى الفلاحة والسقي يقدَّر بنصف الحجم الإجمالي من المياه المُنتَجة المقدَّر بـ 250 مليون متر مكعب”.
كما أكد صديقي، في معرض حديثه لهسبريس، أن “سد محمد الخامس، الواقع على بُعد 35 كيلومترا جنوب مدينة زايو على نهر ملوية، من المرتقب البدء قريباً في أشغال تَعْليته والرفع من طاقته الاستيعابية والتخزينية البالغة حالياً 290 مليون متر مكعب لتصبح 1 مليار متر مكعب في السنوات القادمة”.