التغير المناخي: كيف تجتاح موجات الحر أرجاء العالم؟
من المتوقع أن تشتد الموجة الحارة التي تجتاح أوروبا وأجزاء أخرى من العالم خلال اليومين المقبلين، مع بلوغ درجات الحرارة ذروتها يوم الأربعاء.
وتحذر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية – وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، من أن موجة الحر التي تؤثر على البحر الأبيض المتوسط ستشتد بحلول منتصف هذا الأسبوع (الأربعاء 19 يوليو/ تموز). ومن المرجح أن تستمر حتى الشهر المقبل في بعض أجزاء أوروبا.
كما تشهد بلاد شمال إفريقيا درجات حرارة عالية، وسجلت الصين “مؤقتا” أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق يوم الأحد وهي 52.2 درجة مئوية في شينجيانغ، وفقا لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني.
وفي الوقت نفسه، يشهد عشرات الملايين من الناس في جنوب غرب الولايات المتحدة أيضا حرارة شديدة، حيث لاحظ الخبراء طول موجة الحر وكذلك شدتها.
كما تم تسجيل درجات حرارة عالية في مناطق شمال الكرة الأرضية، حيث حذر مسؤولون من مخاطر البقاء في الظروف الحارة.
وشهد جنوب إسبانيا أعلى درجة حرارة في أوروبا يوم الإثنين، حيث وصلت في أندوخار إلى 44.8 درجة مئوية.
أما صقلية فلم تبتعد عنه بكثير مع وصول الحرارة فيها إلى 43.5 درجة مئوية.
كما تجاوزت درجة الحرارة في دول مثل إيطاليا واليونان وتركيا الـ40 درجة مئوية.
وفي اليونان، تم إجلاء 1200 طفل من مخيمات العطلات بسبب اندلاع حرائق الغابات، بينما أصدرت السلطات الإيطالية تحذيرات حمراء لـ 16 مدينة.
وأطلق الصليب الأحمر التشيكي حملة جديدة للسلامة العامة بهدف مواجهة عدد كبير من حالات الغرق، حيث يبحث الأشخاص في التشيك عن الترويح عن أنفسهم من حرارة الصيف المرتفعة.
وغرق خمسة أشخاص خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، والتي كانت أشد عطلة نهاية أسبوع حرارة خلال العام.
وصلت درجات الحرارة إلى 38.6 درجة مئوية شمال براغ وفي مدينة بلزن الغربية يوم السبت، بينما تم تسجيل درجات حرارة قياسية في نحو 100 محطة من إجمالي 160 محطة رصد جوي في البلاد في ذلك اليوم.
والرقم القياسي لأعلى درجة حرارة سجلت في البلاد هو 40.4 درجة مئوية، وقد تم تسجيله في 20 أغسطس/آب 2012.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، بدأت خدمة الإنقاذ المائي التابعة للصليب الأحمر في تركيب عدد من اللافتات الجديدة على البحيرات وأماكن السباحة الأكثر شهرة في البلاد، تحذر الأشخاص من السباحة بمفردهم، وضرورة ارتداء سترات النجاة دائما عند ركوب القوارب المائية، واتباع التعليمات.
وفي كندا، قالت السلطات إنه عام “غير مسبوق” من نواح كثيرة.
وتجاوزت مساحة الأراضي التي احترقت حتى الآن هذا العام في كندا 24 مليون فدان، متجاوزة بذلك الرقم القياسي السابق في البلاد.
وتوجب إجلاء أكثر من 155 ألف شخص نتيجة للحرائق، وهو أكبر عدد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في العقود الأخيرة.
كما نُشر 3200 رجل إطفاء دولي في كندا للمساعدة في إخماد الحرائق.
وبحسب الصاحفة الأمريكية، فقد شهدت مدينة فينيكس في ولاية أريزونا أسبوعا حارا تاريخيا.
وسجلت المدينة رقما قياسيا الإثنين حيث بلغ عدد الأيام المتتالية من الحرارة المرتفعة، 18 يوما، والتي بلغا الحرارة فيها أكثر من 43 درجة مئوية.
مبعوث المناخ الأمريكي في بكين لإجراء محادثات المناخ
زار مبعوث المناخ الأمريكي ووزير الخارجية السابق جون كيري بكين لتجديد المناقشات الرسمية، على الرغم من إجراء محادثات غير رسمية في قمة المناخ الأخيرة في مصر.
وفي تغريدة على تويتر بعد لقائه نظيره الصيني، قال كيري إن العالم بأسره “يعيش واقع الحرارة اليومية التي تحطم الأرقام القياسية”.
وتقول بكين إن “تغير المناخ تحد مشترك تواجهه البشرية جمعاء”.
والولايات المتحدة والصين هما أكبر دولتين مصدرتين لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، لكن بكين أوقفت المحادثات بشأن كيفية خفض الانبعاثات العام الماضي بعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان.
كيف يمكننا التكيف مع “القاتل الصامت”؟
غالبا ما يُعبّر عن موجات الحر مثل التي يشهدها الكوكب حالياً “بالقاتل الصامت” لأنها تؤدي إلى وفاة الآلاف من الناس.
ولا يزال العالم غير مستعد بشكل كاف، على الرغم من أن العلماء يقولون إن تغير المناخ يجلب المزيد من موجات الحر الشديدة، كما توضح جولي أريغي، المديرة المؤقتة لمركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وتقول: “إذا لم نكن مستعدين لحرارة اليوم، فنحن لسنا مستعدين لحرارة الغد”.
وتقول إن بعض الأماكن أحرزت تقدما، ففي إسبانيا وأستراليا، أنشأ الصليب الأحمر أنظمة خط هاتفي ساخن للتحقق من أحوال كبار السن المعرضين لخطر أكبر بسبب الحرارة الشديدة.
وستضم المدينة المثالية التي ينبغي أن تتكيف مع موجات الحر القوية، مباني مصممة خصيصا للبقاء باردة، مع أنظمة للتظليل أو التبريد.
وسيكون لديها أيضا الكثير من الأشجار للمساعدة في خفض درجات الحرارة، وأماكن يمكن للناس اللجوء إليها من موجات الحر. وتوضح أريغي أن المستشفيات والخدمات الصحية ستحتاج إلى أن تكون قادرة على التعامل مع المزيد من حالات الطوارئ التي ستحدث حتما، كما تقول المديرة المؤقتة لمركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر.