أخبار العالم

لعروسي يقارب الشراكة المغربية الأمريكية



خلصت ورقة تحليلية، منشورة بمجلة “نيوز لوكس” الأمريكية، إلى أن استمرار التعاون العسكري بين واشنطن والرباط يظهر حجم الثقة الأمريكية في المملكة، مؤكدة أن المغرب يعد شريكا استراتيجيا لأمريكا في القارة الإفريقية.

وأوضحت المقالة، التي ألفها الباحث السياسي عصام لعروسي، أن “التعاون العسكري البيني أحرز تقدما ملحوظا في العقدين الماضيين؛ بالنظر إلى أن المغرب أصبح شريكا متميزا للولايات المتحدة الأمريكية في شمال إفريقيا”.

وأبرزت أن “الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء مهد الطريق أمام الشراكة العسكرية القوية والبناءة”، لافتة إلى أن “مناورات الأسد الإفريقي تعتبر إحدى أهم سمات التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والمغرب”.

وفي رصده للتداعيات الجيو-سياسية لمناورات الأسد الإفريقي، أفاد مدير مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية بأن “التمرين ساعد على توطيد التعاون العسكري المشترك، وأسهم في تقوية المبادلات العسكرية”.

وأورد أن “مناورات الأسد الإفريقي لسنة 2023 اختتمت بسلسلة من التداريب الحربية البرية والجوية بطانطان، حيث قامت بمحاكاة العمليات القتالية الميدانية”، مشددا على أن “واشنطن تعتبر المناورات مدخلا أساسيا لإعادة الأمن إلى إفريقيا جنوب الصحراء”.

ومضى المحلل السياسي شارحا بأن “الجيش الأمريكي يريد إحياء أدواره الأمنية بالقارة الإفريقية، خاصة على مستوى محاربة الإرهاب، بما من شأنه ضمان استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في الحفاظ على مصالح أمنها القومي”.

في هذا السياق، استطرد عصام لعروسي بأن “تبني واشنطن لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية دفع العديد من العواصم الأوروبية إلى إصدار الموقف السياسي نفسه؛ وهو ما انعكس بالإيجاب على مواقف إسبانيا وألمانيا بخصوص النزاع”.

واستدرك بأن “الولايات المتحدة الأمريكية، في المقابل، لا تقدم سوى القليل من المساعدات العسكرية للجزائر”، وزاد بأن “واشنطن أنفقت 2.13 مليون دولار بالجزائر في 2018؛ لكن نصفها توجه إلى المساعدات الإنسانية، مع إنفاق 20 ألف دولار فقط على تعزيز قيم الديمقراطية والحكامة الرشيدة”.

انطلاقا من ذلك، رأى الخبير الدولي أن “واشنطن تعطي الأولوية للشراكة العسكرية والسياسية مع المغرب بسبب الفرص التي يتوفر عليها هذا البلد بالقارة الإفريقية؛ لأنه بلد مستقر يلعب أدوارا طلائعية في محاربة الإرهاب، وينخرط في التحالفات الاستراتيجية للقوى الغربية العظمى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى