“ريمالد” تهتم بالطائفة اليهودية في المغرب
خصصت المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية “ريمالد” العدد 326 من سلسلتها نصوص ووثائق لتنظيم الطائفة اليهودية بالمغرب، الذي قدمه الدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، باللغتين العربية والفرنسية.
ويأتي هذا العدد تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، المتعلقة بتنظيم الطائفة اليهودية المغربية، والتي تستمد روحها من الأمانة العظمى التي يتولاها الملك، أمير المؤمنين، الضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية لكل المغاربة على اختلاف عقائدهم الدينية، وتكريسا للرافد العبري كمكون، دستوريا، للثقافة المغربية.
كما يأتي تجسيدا للعناية السامية التي ما فتئ يخصها الجالس على عرش المملكة للطائفة اليهودية المغربية، وبعد مشاورات موسعة مع ممثلي هذه الطائفة صدر ظهير شريف يحمل رقم 64-22-1 بتاريخ 27 ربيع الآخر 1444 (24 أكتوبر 2022) بشأن تنظيم هذه الطائفة.
ويهدف هذا الظهير الشريف التاريخي إلى هيكلة وعصرنة تنظيم الطائفة اليهودية المغربية، والمحافظة على تراثها الغني والمتنوع، والنهوض بثقافتها العريقة، مع الحرص على توطيد علاقات اليهود المغاربة القاطنين بالخارج مع وطنهم الأصلي.
ونص الظهير الشريف، الذي نسخ وعوض نصوصا متجاوزة تعود إلى سنة 1945، على إحداث المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية. كما نص على إحداث لجنة اليهود المغاربة، علاوة على مؤسسة الديانة اليهودية المغربية. وقد تم تحديد أجل سنة، ابتداء من 3 نوفمبر 2022، تاريخ نشر الظهير الشريف المشار إليه أعلاه بالجريدة الرسمية، من أجل تنصيب الهيئات المذكورة.
وتهدف هذه التدابير إلى إبراز الرافد العبري المنصوص عليه في دستور المملكة باعتباره مكونا حقيقيا وتاريخيا للهوية المغربية الغنية بتعدد روافدها، وإبراز مدى تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والوسطية والتسامح والأمن والوفاق والتعايش والحوار من أجل الفهم المتبادل بين جميع ثقافات وحضارات العالم.
وقد أشادت الطائفة اليهودية المغربية، بالمغرب والخارج، بوجاهة وصواب التدابير المتخذة من أجل إقرار التنظيم الجديد لهذه الطائفة، والتي تهدف إلى ضمان تدبير أكثر ديموقراطية لها على المستوى الوطني، مع توفير عناصر وشروط الفعالية والانسجام.
ومعلوم أن حماية المكون العبري المغربي تجد أساسها في الرؤية المتبصرة لملوك المغرب، خاصة المغفور له الملك محمد الخامس، الذي يشهد له التاريخ بأنه قدم خدمات جليلة للطائفة اليهودية المغربية بعد محاولة نظام فيشي بفرنسا تسليم أفراد هذه الطائفة للنازيين.
من جهته، لم يفتأ الملك محمد السادس يحيط المغاربة اليهود بسابغ عنايته وعطفه، مع حرصه على حماية التراث المادي وغير المادي العبري المغربي باعتباره جزءا لا يتجزأ من التراث الوطني.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى البرنامج الكبير الذي أطلقه الملك محمد السادس في مجال تأهيل العديد من المواقع والفضاءات الدينية اليهودية، رادا بذلك الاعتبار والكرامة لمجموعة من الكنائس والمعابد. كما أحدث متاحف ثقافية عبرية تبرز التعايش الأصيل بين اليهود والمسلمين في جميع أرجاء المملكة. ويمكن، في هذا الصدد، الإشارة إلى متحف “بيت الذاكرة” بالصويرة، الذي يعتبر نموذجا متميزا للمحافظة على الذاكرة اليهودية- المغربية وتثمينها.
كما يجب، في السياق نفسه، التنويه بالمبادرة الوجيهة لإحداث “مركز الدراسات والأبحاث في القانون العبري المغربي”، وكذلك إحداث “كرسي القانون العبري” بجامعة محمد الخامس بالرباط.