السرطان: “القطة الممرضة” ترعى صاحبها بعد تشخيصه بسرطان المايلوما
اشتُهرت قطة إنقاذ تبلغ من العمر 11 عاما، بسبب الحب الذي أظهرته لصاحبها المصاب بسرطان الدم غير القابل للشفاء.
وقال ديفيد كراير إن قطته “بو” منذ تشخيص حالته بسرطان المايلوما في نوفمبر/تشرين الأول 2021، تكاد لا تتركه، وهو ما جعله يطلق عليها لقب “ممرضتي الرقيقة”.
وقال ديفيد، من تالوغ بمقاطعة كارمارثينشاير في بريطانيا، إن “بو” لا تبرح مكانها بالقرب منه قدر الإمكان، وتريحه بصوت خرخرتها عندما كان عليه أن يلزم السرير معظم أيامه.
وعندما يصبح تنفسه ضعيفا أثناء نومه، كانت “بو” تربّت على خده وتتحسس أنفه بقدمها لإيقاظه والتأكد من أنه بخير.
قبل ثلاث سنوات، تبنى ديفيد “بو” من المؤسسة الخيرية لرعاية القطط “كات بروتيكشن”، ويقول إنها منذ ذلك الحين “تتبعني كالكلب، إنها قطة صغيرة ذكية”.
في ذلك الوقت، كانت “بو” تعاني من زيادة الوزن مع مشكلة في قلبها، وظلت لأشهر عدة في انتظار منزل جديد يؤويها.
والآن، وصلت القطة إلى القائمة النهائية لمسابقة “موغي مارفيلز” لمؤسسة حماية القطط في بريطانيا.
شاركت نحو 3000 قطة في المسابقة من خلال أصحابها المحبين، ووصلت “بو” إلى آخر مرحلة تضم 12 قطة.
وسيحصل الفائز على جائزة “القط الوطني” لعام 2023 من المؤسسة الخيرية، في حفل يقام في 17 يوليو/تموز في قاعة ويلتون للموسيقى في لندن، وتقدمه المؤلفة والمذيعة التلفزيونية ومحبة القطط دون أوبورتر.
وقال ديفيد، البالغ من العمر 66 عاما، إنه حين أصيب بألم شديد في كتفه الأيمن، لم يكن قد ذهب إلى طبيبه منذ 40 عاما.
وأضاف: “كان الأمر كما لو أن هناك من يطعنني بسكين طوال الوقت”.
ذهب لزيارة الطبيب وقيل له في البداية إنه مصاب بما يعرف بالتهاب الجنبة، وهو التهاب حول الرئتين يسبب ألما حادا في الصدر.
بعد أسبوعين، انتقل الألم من كتفه إلى أسفل ظهره، فعاد إلى طبيبه وزار طبيبا آخر.
تم فحصه وحجزه في المستشفى لإجراء بعض الفحوصات، وفي غضون أيام تم تشخيصه.
وقال: “قالت الطبيبة إنني مصاب بالمايلوما المتعددة، وهو ما لم أسمع به من قبل”.
أوضحت الطبيبة أنه مرض عُضال لكنه قابل للعلاج، وبدأ ديفيد العلاج على الفور.
اعتاد ديفيد على أن تنام قطته “بو” بجوار ساقيه على السرير، لكن عند عودته إلى المنزل من المستشفى، اندهش من مدى انتباهها.
وقال: “كانت تنام بجواري وتجلس بجواري، لم تغادرني قط”.
وأضاف: “من الواضح أنها كانت تعلم أنني مريض؛ لأنني حين لازمت السرير، صارت تنام على كتفي بجوار رأسي”.
في الكثير من الأحيان في المساء، كان ديفيد يدرك أنه ليس على ما يرام، وكانت “بو” تتدخل.
وقال: “من الواضح أنها شعرت بذلك، لذا كانت تضع أنفها على أنفي وتتنفس، أو كانت شواربها تجعلني أستيقظ”.
وأضاف: “وإذا لم أستجب لذلك، كانت تجلس وتربّت على وجهي بقدمها اليمنى وتوقظني”.
في بعض الأحيان، تسبب العلاج الكيميائي في عدم اتزان ديفيد حين يقف على قدميه، فكانت “بو” تقف بالقرب منه وتراقبه وهو يغتسل.
حين سمع ديفيد بأمر الجائزة، قرر أن يرشحها لها.
وقال بصوت متأثر: “القطط تعتمد عليك في الاعتناء بها، لذا حين تصبح مريضا تكون هذه طريقتها في رد الجميل”.
خضع ديفيد لعملية زرع الخلايا الجذعية في مايو/أيار 2022، وهو الآن في برنامج رعاية يعتمد على الأقراص الدوائية والحقن الشهرية.
في الوقت الحالي، أخبره الأطباء بأن لا أثر للمايلوما في دمه؛ فعادة ما يؤدي العلاج إلى فترات من التعافي، قبل انتكاس حتميّ للمرضى يتطلب مزيدا من العلاج.
ورغم تحسن صحته حاليا، إلا أن “بو” لم تكن أقل اهتماما.
وقال: “إنها تريد أن تكون معي طوال الوقت، إنها تحب الناس وتحب التواصل”.
يشعر ديفيد بالامتنان لوجود “بو” برفقته منذ تشخيصه، قائلا إنها منحته “شيئا للتركيز عليه”.
وقال: “إنها ترد لي الحب والعاطفة. وأعتقد أنها رائعة”.
وأضاف: “إنها قطة نادرا ما تجد مثلها بين مليون قطة”