أخبار العالم

زعيم الحزب الشعبي الإسباني يعد بتعزيز “العلاقات المحترمة والمفتوحة” مع المغرب



صرح ألبرتو نونيز فيجوو، زعيم الحزب الشعبي الإسباني، بأن “تعزيز العلاقات مع المملكة المغربية سيكون من أولوياتنا المستقبلية، إذ سنعمل معها على استمرار العلاقات المحترمة والمفتوحة”.

تصريح زعيم الحزب الشعبي اليميني هذا جاء قبل أيام من انطلاق الانتخابات التشريعية بالجارة الشمالية، وهو تأكيد واضح على سعيه لإرساء علاقات جيدة مع الجار الجنوبي، متجاوزا تصريحاته المنتقدة خلال بداية الحملة الانتخابية.

فيجوو الذي انتقل من “التشكيك” في العلاقات التي أرستها حكومة سانشيز مع المملكة إلى “التشديد” على استكمال هاته المرحلة المتميزة في العلاقات، مستخدما مصطلح “الاحترام”، يسعى، بحسب مراقبين، إلى “تهيئة الناخب اليميني الإسباني لتراجعه عن وعده خلال بداية الحملة الانتخابية بمناقشة دعم مدريد لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وهو القرار السيادي الذي يبدو صعب المراجعة”.

في هذا الصدد، قال سعيد إدى حسن، محلل سياسي باحث بجامعة كومبولونتسي بمدريد، إن “تصريحات زعيم الحزب الشعبي السابقة لم تكن معادية للمغرب، بقدر ما كانت معادية للطريقة الارتجالية التي كان يدير بها زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز العلاقات الخارجية الأكثر حساسية بالنسبة لإسبانيا، أي علاقات الجوار مع المغرب والجزائر”.

وأضاف إدى حسن، في تصريح لهسبريس، أن “الحزب الشعبي لا تربطه أية علاقة مع جبهة البوليساريو الانفصالية، ولا مع أية حركة سياسية ثورية أو انفصالية، كما هو الشأن بالنسبة للأحزاب اليسارية والقومية الإسبانية، ولهذا فمن السهل عليه تغيير موقفه من نزاع الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي، أكثر مما هو عليه الحال بالنسبة للحزب الاشتراكي، وهذا التغيير في موقف الحزب الشعبي يتوقف فقط على حنكة الدبلوماسية المغربية”.

وبحسب المتحدث، “وفق آخر استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات العامة ليوم 23 يوليوز الجاري، فيجوو أصبح كل يوم أقرب للوصول إلى قصر مونكلوا وإزاحة سانشيز من رئاسة الحكومة، ولهذا أصبح يتصرف وكأنه رئيس للحكومة، خاصة في ظل الخطاب الانهزامي الذي بدأ ينتشر في أوساط اليسار الإسباني”.

وأشار المحلل السياسي الباحث بجامعة كومبولونتسي بمدريد إلى أن “قضية العلاقات الثنائية مع المغرب ستكون على رأس أولويات السياسة الخارجية لفيجوو، وحتى السياسة الداخلية فيما يخص ملفات الأمن، والهجرة، والحدود، وثغري سبتة ومليلية”.

وخلص سعيد إدى حسن إلى أن “فيجوو لا يتجاهل الجزائر بقدر ما يتحاشى الدخول في مزايدات وإثارة قضايا لا تحظى بالأولوية بالنسبة للناخب الإسباني، إذ إن العلاقات مع الجزائر مسألة جد ثانوية بالنسبة للمواطن الإسباني العادي، ولا تهم سوى الطبقة السياسية وجزء من النسيج الاقتصادي، على عكس العلاقات مع المغرب”.

من جانبه، اعتبر عبد المغيث بنمسعود تريدانو، باحث في العلاقات الإسبانية المغربية، أن “خطاب فيجوو عام، وكريم ولا يثير استياء أحد”.

وأورد بنمسعود تريدانو، في حديث لهسبريس، أن “على الجميع إدراك عدم وجود تغيير من أي حكومة مستقبلية في إسبانيا بخصوص سياسة مدريد تجاه المغرب، ولن تكون العلاقات مع الرباط موضوع مواقف غير واضحة أو مسيئة”.

وبحسب الباحث في العلاقات الإسبانية المغربية، فإن “هذا التصريح موجه إلى الجميع في إسبانيا، بحيث إن احتمال الإقدام على خطوة إلى الوراء مع الرباط لم يعد أمرا ممكنا”.

وأكد المتحدث عينه أن “فيجوو يدرك أن المصالح الإسبانية الخارجية والداخلية محفوظة ولا تمس، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح المملكة المغربية، أساسا مسألة الصحراء المغربية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى