أخبار العالم

“أعداء الشعب” .. روسيا تقر قانونا مناهضا لمغايري الهوية الجنسية



أقر النواب الروس، الجمعة، قانونا مناهضا للمغايرين جنسيا، يمنع التحول الجنسي ويحرمهم خصوصا من حق تبني الأطفال، ما يجعل البلاد تسلك منعطفا محافظا جدا على الصعيد الاجتماعي.

وجاء في بيان على موقع مجلس الدوما الإلكتروني: “حظر مجلس الدوما التحول الجنسي في روسيا. وأقرت التعديلات ذات الصلة التي بادر إليها رئيس المجلس، فياتشيسلاف فولودين، ونواب من كل الأطياف، بالإجماع في الصيغة النهائية” للنص.

وقال فولودين في بيان منفصل عبر “تلغرام”: “هذا القرار يحمي مواطنينا وأطفالنا”.

وأشار إلى ما وصفه بأنه ميل متنام للتحول الجنسي في الولايات المتحدة، معتبرا أن ذلك يؤدي إلى “انحطاط” في البلاد.

وأضاف: “هذا أمر غير مقبول بالنسبة إلينا”.

يحظر التشريع الجديد جراحات التحول مع استثناء الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية، ويمنع الأفراد من تغيير جنسهم في الوثائق الرسمية.

وينبغي أن يقر النص الآن في مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي، وأن يصادق عليه الرئيس فلاديمير بوتين، قبل أن يدخل حيز التنفيذ. لكن ذلك في حكم المضمون، إذ إن المشرعين موالون للكرملين.

وأضاف بيان مجلس الدوما أن التشريع الجديد ستكون له انعكاسات جذرية على المغايرين جنسيا في روسيا، مع “منع المواطنين الذين سبق أن غيروا جنسهم من تبني أطفال، فيما ستلغى عقود زواجهم”.

“أعداء للشعب”

قال عالم النفس مدير منظمة “سنتر تي” غير الحكومية لمساعدة المغايرين جنسيا، يان دفوركين، البالغ 32 عاما، لوكالة فرانس برس قبل إقرار القانون، الجمعة، إنه قلق من احتمال ارتفاع حالات الانتحار نتيجة هذا التشريع الجديد.

وأشار إلى أن حظر هرمونات علاج تغيير الجنس الذي سيصبح غير قانوني بموجب القانون الجديد، قد يؤدي إلى “نشوء سوق سوداء للهرمونات”.

وأضاف أنّ ا”لدولة الروسية تصنّف المتحوّلين جنسياً الآن كأعداء للشعب، وتحرمهم الحقوق والمساعدات وتجعلهم خارجين عن القانون”.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على أسئلة بشأن هذه المخاوف، إنّها “ربما كانت مفرطة”.

وقالت منظمة “سفير” الروسية غير الحكومية التي كانت تدافع عن مجتمع المغايرين جنسياً وقامت السلطات بحلها العام الماضي، لوكالة فرانس برس، إنّ القانون جاء في إطار “استمرار هجمات الدولة” على هذه المجتمعات.

منذ بدء الهجوم في أوكرانيا، أقرت روسيا سلسلة من التدابير المحافظة، لا سيما ضد مجتمع الميم، لقمع سلوك تعتبره السلطات منحرفا ومتأثرا بالغرب.

واضطرت أبرز مجموعات الدفاع عن مجتمع الميم في البلاد إلى وقف نشاطها أو صنفت على أنها “عميل خارجي”، مع ما يرافق ذلك من ضغوط إدارية على هذه الجمعيات.

وأعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي، في وقت سابق هذا الأسبوع، توقيف ناشط في الدفاع عن حقوق المغايرين جنسيا بتهمة “الخيانة العظمى” لدعمه الجيش الأوكراني.

وفي نونبر الماضي، أقر البرلمانيون الروس قانونا يمنع كل أشكال “الدعاية” المتعلقة بمجتمع الميم مع تداعيات كبيرة تشمل أيضا نشر الكتب وتوزيع الأفلام.

وتخلى مسرح بولشوي الشهير نهائيا عن عرض باليه يتناول حياة أسطورة الرقص رودولف نورييف بسبب هذا القانون. وقال ناشرون إن التشريع قد يفضي إلى حظر بعض كلاسيكيات الأدب الروسي مثل “لوليتا” للكاتب فلاديمير نابوكوف.

وعمق بوتين، الذي يحكم روسيا منذ أكثر من عقدين، الروابط بين الكرملين والكنيسة الأرثوذكسية التي تروج لقيم اجتماعية متشددة وتحذر من تأثير المجتمعات الغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى