“مرحلة خطرة في علاقة إيران بالكحول” – الفاينانشال تايمز
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة العديد من القضايا، من بينها حالات تسمم ووفاة وفقدان بصر في إيران بسبب الكحوليات المغشوشة نظرا لمنع النظام تداول الكحوليات، ومساعي السعودية شراء كبار لاعبي كرة القدم، وأزمة بي بي سي بشأن مزاعم دفع مذيع بارز مبالغ مالية للحصول على صور جنسية من شخص قاصر لم تحدد هويته/هويتها.
نبدأ من صحيفة الفاينانشال تايمز وتقرير لنجمة بوزرقمر تقول فيه إنه توفي مؤخرا خسرو حسن زاده، وهو فنان إيراني بارز عُرضت أعماله في جميع أنحاء العالم، وجاءت وفاته بمثابة صدمة كبيرة، حيث توفي نتيجة التسمم الكحولي من شرب العرق، الشراب الكحولي الإيراني الشهير.
وتقول إن العديد من الإيرانيين يشعرون بالغضب من حظر الكحول بدوافع أيديولوجية، والذي ما زال مستمرا منذ عام 1979 ويضمن استمرار تدفق إمدادات السوق السوداء من المشروبات الكحولية التي يكون الكثير منها مغشوشا.
وتقول الكاتبة إن الطلب العام القوي على الكحوليات في إيران يخدم الاتجار غير القانوني الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات في استيراد المشروبات الكحولية وتسهيل إنتاجها داخل إيران، لكن الافتقار إلى التنظيم يترك مجالًا واسعًا للغش والتلاعب.
وتضيف أنه توجد تكهنات واسعة النطاق بأن الموالين للنظام ربما يقومون بتخريب زجاجات المشروبات الكحولية لتثبيط استهلاك الكحول.
وتقول إن وسائل إعلام محلية نقلت أنباء عن ارتفاع مفاجئ في الوفيات وفقدان البصر نتيجة التسمم الكحولي في الأسابيع الأخيرة.
وتقول الكاتبة إن حسن زاده، الذي كان يبلغ من العمر 60 عامًا، فقد بصره ودخل في غيبوبة قبل وفاته بعد 10 أيام. وتضيف أن شراب العرق كان جزءًا أساسيًا من أسلوب حياته كفنان.
وتضيف أن المتحدثين في جنازة حسن زاده أبرزوا مساهمته في المشهد الفني الإيراني واحتفلوا بحياته، لكن أحد الحاضرين عبر عن مأساة موته قائلا : “نظرت إلى كأسي وأنا أتساءل: خسرو! هل حقا مت من شرب هذا؟ أين بحق الجحيم نعيش؟ “
وتقول الكاتبة إنه على عكس طالبان في أفغانستان، لا تستطيع السلطات الإيرانية فرض قانون مكافحة الكحول بشكل صارم للغاية، لأن القيام بذلك سيعني معاقبة ملايين الأشخاص كل يوم. لكن الحكومة في الوقت ذاته لا تملك الثقة بالنفس للشروع في إصلاحات من شأنها أن تعكس القوانين في تركيا، حيث يُسمح بشرب الخمر. وتخشى المؤسسة السياسية الإيرانية أن تهدد مثل هذه الخطوة هويتها الأيديولوجية وتثير غضب الموالين لها.
وتقول الكاتبة إن هذا الموقف لا ينطبق فقط على سياسة الكحول. وتضيف أن الحجاب الإلزامي لا يطبق في شوارع إيران في الوقت الحاضر، بعد احتجاجات حاشدة العام الماضي ومقتل مئات المحتجين. لكن هذا الوضع محفوف بالمخاطر، فالنساء اللاتي لا يرتدين الحجاب لا يعرفن أبدًا ما إذا كان سيتم السماح لهن بالدخول إلى أماكن عامة معينة، مثل محطات المترو.
أموال السعودية وكرة القدم
ننتقل إلى صفحة الرأي في صحيفة الغارديان ومقال لإدريان تشايلز بعنوان “هل هناك من يقتنع بالغسيل الرياضي السعودي؟”
ويقول الكاتب إنه في عطلته على شاطئ البحر وفي أحد المتاجر التي تبيع التذكارات الرخيصة رأى شيئًا جعله يضحك ساخرا، وهو شيء يجسد الكثير من الجنون والسوء في عصرنا. ورأى الكاتب في ذلك المتجر أقمصة مقلدة تحمل أسماء لاعبي كرة القدم الكبار وأنديتهم.
ويقول أنه وسط هذه القمصان رأى قميصا رماديا لنادٍ لم يتعرف عليه. ثم قرأ أن القميص لنادي النصر السعودي ويحمل اسم كرستيانو رونالدو. ويقول الكاتب إن هذا هو واحد من أربعة أندية في الدوري السعودي، ويسيطر عليه الآن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية. ويقول إن كرستيانو يتقاضى حوالي 180 مليون جنيه إسترليني سنويًا للعب هناك.
ويقول الكاتب إن السعودية تحاول شراء اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ويتساءل هل يعتقدون حقًا أنهم قادرون على تحويل النصر إلى علامة تجارية عالمية، وجعلنا نشعر بالإثارة والحماس لمتابعة الدوري السعودي؟ ويقول “لا بد أنهم يمزحون”.
ويقول الكاتب لسنا “سذجا جميعًا” لنتغافل عن سجل حقوق الإنسان للسعودية.
ليس “أزهى عصور” الإعلام
وننتقل إلى افتتاحية صحيفة الغارديان التي جاءت بعنوان “قصة هيو إدواردز: لسنا في أزهى العصور”. وتقول الصحيفة إنه بعد أشهر قليلة، بحلول نهاية الصيف، ستبدو المطاردة الإعلامية التي تعرض لها مذيع بي بي سي أكثر غرابة مما هي عليه بالفعل. ففي العالم الأوسع، شهدت الأيام القليلة الماضية العديد من الأحداث الهامة مثل أزمة المناخ العالمية، وقمة الحرب المتأزمة بشأن أوكرانيا، والخلاف الدولي حول الذخائر العنقودية، لكن معظم الصحف البريطانية وتقريبًا كل نشرة إخبارية في بي بي سي، ركزت على متابعة قصة الصفحة الأولى التي نشرتها صحيفة ذا صن في 8 يوليو (تموز) والتي تدعي دفع مذيع في بي بي سي لمراهق أو مراهقة لم تحدد هويته أو هويتها مقابل الحصول على صور جنسية.
وتقول الصحيفة إن القليل من الأشخاص أو المؤسسات لن يتضرر من هذه الضجة. وتضيف أن هيو إدواردز الآن في المستشفى يعاني من مشاكل للصحة النفسية، وتعرضت مكانته وسمعته لضربة دائمة. يُقال إن الشخص الذي قدمت عائلته هذه المزاعم يعاني من تعاطي المخدرات وقد يتم تسميته قريبًا ويصبح في دائرة الضوء.
وتضيف الصحيفة إن كلتا العائلتين تعرضتا لأزمة جارفة، وبالنسبة لهم، فإن هذه القصة لم تنته بعد، وانقلبت حياتهم رأسا على عقب.