غضب مغربي بعد تصريحات مسؤول فلسطيني… فما القصة
تصدر اسم وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفلسطينية وأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بعد تصريحاته الأخيرة.
وكان الرجوب قد حل ضيفا على إحدى القنوات الجزائرية، على هامش مشاركة المنتخب الفلسطيني في النسخة الخامسة عشر من دورة الألعاب العربية الجارية وقائعها في الجزائر حتى 15 يوليو/ تموز.
فقال وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفلسطينية إن “هناك سمفونية لحنها الأمريكيون والإسرائيليون لدمج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتجاوز القضية الفلسطينية فحصل تطبيع في الخليج وفي شمال إفريقيا، في إشارة إلى المغرب”.
وأضاف أن “الاتكاء على إسرائيل أو حتى على الولايات المتحدة لتصير الصحراء مغربية أو جزائرية، أعتقد أن اللجوء إلى الإسرائيليين أو أن إسرائيل يمكن أن تكون مصدر قوة لأحد أو إضعاف أحد غير صحيح ولن يكون”.
واعتبر أن “الموقف الجزائري بالاحتكام إلى الاستفتاء والحوار مع الأشقاء وإقصاء وإبعاد أعداء الجزائر والمغرب هو الخيار أو النهج الصحيح”.
الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين
ومن جهتها عبرت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين عن استنكارها لتصريحات جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، في حق المغرب، على هامش حضوره في الألعاب الرياضية العربية المنظمة بالجزائر.
وقالت الرابطة في بيانها: “تعبر الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين عن شجبها القوي واستنكارها الشديد لكل ما صدر عن المدعو جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، في حق المملكة المغربية الشريفة، ووحدتها الترابية”.
وأضاف البيان: “إن ما صدر عن المدعو جبريل الرجوب، المعروف سلفا مدى حقده الدفين على المغرب وكل ما هو مغربي، من تصريحات منافية للأعراف الديبلوماسية والأخلاقية، فضلا عن تجاوزه للمواثيق الأولمبية التي تفرض عليه الحياد، وإبعاد كل ما هو سياسي عما هو رياضي، ليدعو أولا إلى الأسف، قبل أن يدعو إلى الإدانة الشديدة والكبيرة”.
ودعت الرابطة في بيانها: “اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن تنظيم الألعاب الرياضية العربية، وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية إلى ضرورة التدخل لاتخاذ ما يلزم إزاء المدعو جبريل الرجوب، لوقفه عند حده، لاسيما وأنه استغل موقعه، باعتباره رئيسا للجنة الوطنية الأولمبية الفلسطينية، وحضوره في حدث رياضي عربي، يرمز إلى معاني الوحدة والتضامن، ليبث سمومه المخبوءة في نفسه إزاء المملكة المغربية الشريفة ووحدتها الترابية”.
وختم البيان بالقول: “وإننا، في الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، سننتظر من السلطات الفلسطينية (رئيسا، وحكومة، وبرلمانا، وجهات مسؤولة)، ومن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، أن يعبروا عن موقفهم الصريح إزاء هذا الخروج المؤسف والمخزي والماكر عن النص والأعراف والمواثيق الدولية، راجين أن يحتكم من يعنيهم الأمر إلى منطق الأخوة، والتاريخ، والوشائج المتينة التي ظلت تجمع البلدين والشعبين، درءا لهذه المفسدة التي صدرت عن مسؤول فلسطيني، هو في واقع الأمر غير مسؤول بالمرة”.
السفير الفلسطيني في المغرب
أثارت تصريحات الرجوب حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، ما اضطر السفير الفلسطيني في المغرب إلى التأكيد أن “التصريح فهم بشكل خاطئ”.
قال جمال عبد اللطيف صالح الشوبكي، سفير فلسطين المعتمد بالرباط، إن تصريح جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية فُهم بشكل خاطئ، مؤكدا أن موقف بلاده من قضية الصحراء “لم يتغير”.
وأوضح الشوبكي في تصريحات صحفية: “نحن، في فلسطين، من حيث المبدأ، لا نتدخل في أي خلاف عربي – عربي. ونحن مع قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة. موقفنا كسلطة واضح بخصوص هذا الموضوع”.
وأكد السفير الفلسطيني، أن الرجوب يحضر في الجزائر كمسؤول رياضي، وموقف الحكومة الفلسطينية لن يتغير، ونحن تربطنا علاقات جيدة مع المغرب، ومع الجزائر أيضا. ولا يمكن أن نكون طرفا في أي نزاع.
واعتبر المسؤول الدبلوماسي، أن من مصلحة بلاده أن يحل الخلاف بين الجارين، المغرب والجزائر، “لأننا سنكون أول المستفيدين منه.. نحن مع وحدة العرب، ونريد دعم الجميع في مواجهة الاحتلال” بحسب تعبيره.
مواقع التواصل الاجتماعي
أثارت تصريحات وزير الشباب والرياضة الفلسطيني، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب.
فقال الإعلامي المغربي محمد واموسي: “قالك الاستفتاء هو ما سيؤكد إن كانت الصحراء مغربية أم جزائرية، حرامية و لصوص (الكضية) في رام الله سمعوا أن الجزائر ستمنحهم 30 مليون دولار لإعمار جنين فأرسلوا لها واحدا منهم (جبريل الرجوب) ليتجول في “إعلام شوشع” و يسمع النظام العسكري الجزائري ما يريده”.
وأضاف: “صفته الرسمية أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” و رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية و رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، لكن وظيفته الحقيقية لسان محمود عباس في مهاجمة من يريد”.
وختم واموسي قائلا: ” أتذكر حين حضرت مؤتمر الفيفا في زيوريخ في سويسرا عام 2015 طالب بنفسه المؤتمر بسحب طلب طرد اسرائيل من عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم، فالرجل الذي يهاجم تطبيع المغرب مع اسرائيل حساباته المصرفية في البنوك الاسرائيلية ضخمة وهو من المضاربين في بورصة تل أبيب للأوراق المالية، وحين يمرض يتعالج في مستشفى “إيخيلوف” في تل أبيب، يعني القضية و ما فيها “بدنا مصاري يا زلمه..فش مصاري فش دعم فش كرامه يا زلمه”.
واعتبر مغردون أن وزير الشباب والرياضة الفلسطيني “طعن المغرب في صحرائه واستفز المغاربة بتصريحاته التي تنحاز إلى الجزائر التي تعمل على تجزئة المغرب”، على حد قولهم.
وطالبوا الشعب الفلسطيني بالرد بتصريح واضح وصريح على وزيرهم في الحكومة.
وانتقد مغاربة الرافضين للتطبيع مع إسرائيل بعد تصريحات الوزير الفلسطيني.
فقال مصطفى: “أصحاب التطبيع خيانة، ورفع العلم الفلسطيني في المباريات، مبروك عليكم هذا الانحياز الرسمي من الوزير الفلسطيني جبريل الرجوب للعدو الجزائري”.
وردا على تصريحات السفير الفلسطيني لدى المغرب، فقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية عبدالحق الصنايبي: “المغاربة هم من فهموكم بشكل خاطئ ولعقود من الزمن، القيادات الفلسطينية تاجرت ولا تزال تتاجر بقضية الفلسطينيين حتى حولوا فلسطين إلى ثلاث مناطق منطقة محتلة من إسرائيل، ومنطقة تابعة للإخوان المسلمين ومنطقة تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، من يعادي قضية الصحراء المغربية لا قضية له عندنا.. انتهى الكلام”.