الحرب في السودان: اتهامات لقوات الدعم السريع بقتل عشرات الأشخاص في دارفور
قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 87 شخصا، بعضهم من قبيلة المساليت، دفنوا في مقبرة جماعية في منطقة دارفور غربي السودان.
وأضاف، في بيان يوم الخميس، أنه لديه معلومات موثوقة بأن قوات الدعم السريع مسؤولة عن مقتلهم.
واضطر السكان المحليون للتخلص من الجثث، بمن في ذلك نساء وأطفال، في منطقة مفتوحة بالقرب من بلدة الجنينة وذلك خلال يومي 20 و21 من يونيو/ حزيران الماضي، حسب البيان.
وأضاف أن بعض الأشخاص توفوا متأثرين بجروح لم يتم علاجها، خلال موجة عنف شنتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، بعد أيام من مقتل والى ولاية غرب دارفور خميس أبكر.
وقال مفوض حقوق الانسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، في نفس البيان: “إنني أدين بأشد العبارات قتل المدنيين والأفراد العاجزين عن القتال، وأشعر بالفزع أكثر من الطريقة القاسية وغير المحترمة التي تم التعامل بها مع القتلى، جنبا إلى جنب مع عائلاتهم ومجتمعاتهم”.
ودعا المسؤول الدولي إلى إجراء تحقيق سريع وشامل.
ولم يتضح على الفور كم من القتلى ينتمي إلى قبيلة المساليت. لكن منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية قالت إن 28 شخصا على الأقل من القتلى ينتمون إلى قبيلة المساليت، متهمة قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن القتل، وأشارت في تقرير لها إلى أنها وثقت أعمال قتل جماعية بحق المدنيين وتدمير كامل لبلدة “مستراي” بالقرب من الجنينة.
“اتهام غير صحيح”
وقد نفى مسؤول في قوات الدعم السريع – في تصريحات لبي بي سي – تلك الاتهامات.
وقال مصطفى محمد إبراهيم، المستشار في مكتب قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي”: “قوات الدعم السريع لم تكن أصلا موجودة في قرية (مستراي) التي تقع في ولاية غرب دارفور”.
وأضاف: “ما دار في بلدة (مستراى) هو حرب أهلية بين القبائل الموجودة هناك وقبيلة الماساليت، ونفس هذه المعارك دارت من قبل في مدينة الجنينة، ولم تكن قوات الدعم السريع طرفا في معارك هذه الحرب الأهلية، التي أؤكد لكم أنها قديمة ومتجددة”.
هذا ودعت منظمة هيومان رايتس ووتش الأطراف المتحاربة في السودان الى وقف مهاجمة المدنيين، والسماح بوصول آمن للمساعدات وإجراء تحقيق دولي في تلك الهجمات.
وانتقد إبراهيم طريقة عمل منظمة “هيومان رايتس ووتش” في جمع الشهادات وإصدار هذا التقرير.
وقال: “منظمة هيومان رايتس ووتش لم تكن أبدا في موقع الاحداث. هي فقط تستمع لمن يتسابق على الشكوى، ولذلك أؤكد أن قوات الدعم السريع لم تكن موجودة في هذه المنطقة، ولا يوجد جندي واحد تابع لنا يمارس أي عمليات عسكرية خارج مدينة الجنينة على حدود ولاية غرب دارفور”.
وأضاف: “وحتى الحادث الذى أدى الى مقتل والى ولاية غرب دارفور – الذي ينتمي لهذه القبيلة – لم يكن لقوات الدعم السريع أي صلة به، بل الذى قام به هم مجموعة من الأفراد بسبب الصراع الأهلي في هذه المنطقة”، مؤكدا أن اتهام منظمة هيومان رايتس ووتش لقواته “غير صحيح”.
وكان الجيش السوداني ومنظمات حقوقية قد اتهموا قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن مقتل والي ولاية غرب دارفور، خميس عبد الله أبكر، بعد أن اتهم قوات الدعم السريع وجماعات مسلحة متحالفة معها، في وقت سابق، بارتكاب أعمال عنف وصفها بأنها “إبادة جماعية”.
وتصاعدت أعمال العنف ذات الدوافع العرقية في دارفور في الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع الحرب بين الفصائل العسكرية المتناحرة التي اندلعت في أبريل/ نيسان الماضي.