روسيا وأوكرانيا: مجموعة السبع تعتزم الإعلان عن حزمة أمنية طويلة الأجل لكييف خلال قمة الناتو
- Author, جيمس لاندال وأوليفر سلو
- Role, بي بي سي
تعتزم الدول الأعضاء في مجموعة السبع التصديق خلال قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” اليوم الأربعاء على حزمة أمنية طويلة الأجل لأوكرانيا .
بيد أن دول الحلف لم تحدد إطارا زمنيا لانضمام كييف إلى الناتو، الأمر الذي أثار غضب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وتشمل الحزمة الأمنية تقديم معدات دفاعية وتدريب وتبادل معلومات استخباراتية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن الاتفاق يبعث “إشارة قوية” إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
يأتي ذلك بعد أن انتقد زيلينسكي إحجام الناتو عن تحديد إطار زمني لانضمام بلاده إلى الحلف.
وقال سوناك، قبل لقاء زيلينسكي يوم الأربعاء، إن حلفاء كييف يعززون “ترتيباتهم الرسمية من أجل حماية أوكرانيا على المدى الطويل”.
وأضاف: “لا يمكننا على الإطلاق أن نشهد تكرارا لما حدث في أوكرانيا، وهذا الإعلان يؤكد من جديد التزامنا بضمان عدم تركها (أوكرانيا) عرضة لنوع الوحشية الذي مارسته روسيا عليها مرة أخرى”.
وقال سوناك إن دعم “مساعي كييف لعضوية الناتو”، وكذلك “الترتيبات الرسمية متعددة الأطراف والثنائية” من جانب الدول الأعضاء في الحلف يبعث رسالة واضحة إلى الرئيس الروسي و”يعيد السلام إلى أوروبا”.
وأضاف أن المملكة المتحدة نهضت بدور بارز في الاتفاق الذي يضم شركاء في مجموعة الدول السبع، كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة. ومن المتوقع إعلان المزيد من التفاصيل اليوم الأربعاء.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد اقترح، في وقت سابق، نموذجا لأوكرانيا يشبه اتفاق بلاده مع إسرائيل. وتلتزم واشنطن، بموجب هذا الاتفاق، بتقديم 3.8 مليار دولار مساعدات عسكرية سنويا على مدى عشر سنوات.
بيد أن المقترح، على عكس عضوية الناتو، لا يشمل بندا بشأن مساعدة الدولة المستهدفة في وقت الهجوم.
يأتي إعلان مجموعة الدول السبع بعد أن قال حلف الناتو إن أوكرانيا يمكن أن تنضم إلى التحالف العسكري “عندما يتفق الحلفاء وتُستوفى الشروط”، وهو تأجيل وصفه زيلينسكي بأنه “سخيف”.
وتتقبل كييف فكرة عدم تمكنها عن الانضمام إلى الناتو لكونها في حالة حرب مع روسيا، بيد أنها ترغب في الانضمام في أسرع وقت بعد انتهاء المعارك.
وقال زيلينسكي في العاصمة الليتوانية يوم الثلاثاء: “الناتو سيمنح أوكرانيا الأمن، وأوكرانيا ستجعل الحلف أقوى”.
وكان زيلينسكي قد نشر تغريدة في وقت سابق قال فيها إن “عدم الوضوح هو ضعف”، وأضاف أن عدم تحديد إطار زمني متفق عليه يعني أن عضوية بلاده يمكن أن تصبح ورقة مساومة في النهاية.
وإن كان الناتو لم يحدد على الأرجح متى وكيف يمكن لأوكرانيا الانضمام إليه، فإن دبلوماسيين أكدوا أنهم حددوا مسارا واضحا للعضوية، فضلا عن اختصار عملية التقديم المرهقة بشكل كبير.
وقالوا إنهم أدركوا أن الجيش الأوكراني أصبح “قابلا للعمل المتبادل” بشكل كبير وأكثر “تكاملا من الناحية السياسية” مع قوات الناتو، وتعهدوا بمواصلة دعم الإصلاحات في قطاعي الديمقراطية والأمن في أوكرانيا.
كما سلط دبلوماسيون الضوء على إنشاء مجلس جديد لحلف الناتو وأوكرانيا، يجتمع اليوم الأربعاء للمرة الأولى، يمنح كييف الحق في دعوة الحلف بكامل أعضائه إلى الاجتماع.
بيد أن قرار عدم تحديد إطار زمني لانضمام أوكرانيا للناتو لا يزال يُنظر إليه على أنه انتكاسة لكييف.
وتخشى بعض الدول الأعضاء من أن تدفع العضوية شبه التلقائية لأوكرانيا في الحلف روسيا نحو تصعيد الحرب وإطالة مدتها.
وينصب تركيز الدول حاليا على تقديم ضمانات أمنية طويلة الأجل يتعهد بها أعضاء الناتو لأوكرانيا كبديل عن العضوية المبكرة.
وكانت التعهدات الأمنية الغربية قد أخفقت في الماضي في ردع غزوين روسيين. ويأمل حلفاء الناتو أن تكون الجولة الثالثة من التعهدات قوية وواضحة بما يكفي لإقناع الكرملين بأن المزيد من العدوان سيكون مكلفا للغاية.
وبدأت قمة الحلف في فيلنيوس، في ليتوانيا، بعد يوم من موافقة تركيا على دعم طلب السويد للانضمام إلى التحالف العسكري.
وكانت تركيا قد عارضت الخطوة على مدار شهور، متهمة السويد بإيواء مسلحين أكراد.
وسوف تكون السويد العضو الثاني والثلاثين في التحالف بعد فنلندا، المجاورة لروسيا، والتي انضمت للحلف في أبريل/نيسان الماضي.
وأعلنت الدولتان عزمهما على الانضمام إلى الناتو بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
كما شهدت قمة الناتو يوم الثلاثاء الإعلان عن سلسلة من الحزم العسكرية لأوكرانيا.
وقال مسؤولون إن تحالفا يضم 11 دولة سيبدأ تدريب طيارين أوكرانيين على قيادة طائرات إف-16 المقاتلة الأمريكية الصنع في مركز سيجري إنشاؤه في رومانيا في أغسطس/آب.
وكانت الولايات المتحدة قد سمحت لحلفائها من دول الغرب، في مايو/أيار، بتزويد أوكرانيا بطائرات متطورة، بما في ذلك طائرات إف-16 التي طال انتظارها، وهي نسخة مطورة مهمة من الطائرات الأوكرانية الحالية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
ولطالما ضغطت أوكرانيا على حلفائها الغربيين من أجل حصولها على طائرات تساعدها في شن هجومها المضاد الذي بدأ مؤخرا بهدف استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا.
بيد أن خبراء يقولون إن تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرات الغربية سيستغرق بعض الوقت.
وعلاوة على الاتفاق الأمني الذي أعلنته مجموعة الدول السبع، أعلنت المملكة المتحدة عن خطط تقضي بتزويد أوكرانيا بما يزيد على 70 مركبة قتالية ولوجستية، بغية تعزيز هجومها المضاد.
يأتي ذلك في وقت شنت فيه روسيا موجة من الهجمات بطائرات مسيّرة طراز كاميكازي على كييف والمناطق المحيطة بها لليوم الثاني على التوالي مساء الثلاثاء، حسبما قال الجيش الأوكراني.
ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو دمار كبير، بحسب المعلومات الأولية.