الشاوي يوقع ديوان “بالنيابة عني أيها القناع”
على رفوف المكتبات، وضع أول ديوان شعري للأديب المغربي والدبلوماسي السابق عبد القادر الشاوي، صدر عن دار نشر الفنك، بعنوان: “بالنيابة عني يا أيها القناع”.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال عبد القادر الشاوي إن هذه الأشعار تعود إلى “فترات مختلفة”؛ منها “محاولات تعود إلى التسعينيات، ولكن كثيرا منها كُتب في السنوات القليلة الماضية”، علما أنه قد تعمد “عدم نشر عدد من القصائد التي كتبت في مراحل سابقة، لاعتبارات خاصة من تقادم العهد وما إلى ذلك”.
وحول اللجوء إلى أفق الشعر للتعبير، ذكر الشاوي أن بدايته في أواخر الستينيات كانت “كجميع المبتدئين بكتابة الشعر”؛ بل إن “أولى المحاولات التي نشرتها كانت شعرا، ثم انتقلت إلى كتابة النقد الأدبي، وطوال هذا المسار ظللت أزاوج بين الشعر والنقد والدراسات الفكرية واهتمامي الخاص بالأدب والسيرة الذاتية بشكل خاص”.
هذه “المزاوجة” التي “يمكن أن تكون، في العمق، مراوحة” نابعة، حسب الأديب، “من ذائقة، واهتمام، وارتباطي عموما بالأدب”، ثم تابع قائلا: “لا أقدم نفسي كشاعر متمرس، أو إنسان ذي سجل خاص، بل فقط كشخص يحاول تنويع الكتابة الأدبية بين الشعر والمقالة والدراسة الفكرية، استجابة لذائقتي واهتمامي بالأدب عموما”.
وبين سؤال الحرية في التعبير بين الشعر والرواية، سجل الشاوي أن “مفهوم الحرية الأكبر ليس نابعا من الجنس الأدبي، بل العقيدة الفكرية والفنية والذائقة الأديبة؛ لأن بالشعر كتبت ملاحم، وسجلت أساطير، وكتبت به في العصور المتأخرة سير ذاتية”.
إذن، الحرية في التعبير “ليست وقفا على الرواية، ولا وقفا على جنس أدبي، بل ترتبط بالفكر وتصور الكاتب والمحاول”.
وحول عوالم ديوانه الجديد، ذكر عبد القادر الشاوي أن “فيه الكثير من الأقنعة التي تعبر عن هواجس، ورغبات، وتصورات، ومواقف، واستيهامات، وأحلام، وعواطف، وغير ذلك. وكل هذه الأشياء ترتبط في نظري بقضيتين: الذات في علاقتها بالذاكرة”.
واشترط الشاوي، في ختام تصريحه لـهسبريس، على قارئ ديوانه دخول عالمه بـ”نوع من التفهم”.
ومن بين ما يُقرأ في “بالنيابة عني يا أيها القناع”:
“ماذا أقول في شكي
إن كانت كل الشكوك بياني
التاريخ الحزين منذ بدء الرفاق،
والخطب الثائرة المستعارة،
نُثار قد هوى
يلوذ بالحطام من العبارة”.
كما يجد القارئ أبياتا تقول:
“إذا سها عني زمني
سوف أقول للأزمان:
هيا نمضي سويا إلى التيه
لأن السبيل هو النسيان”.
ومما تبوح به إحدى قصائد ديوان عبد القادر الشاوي الجديد:
“أرى كما، يا ويحي، لم أر:
– المطر الذي سقى تُربتي
ما جرى في ساقيتي،
– النهر الذي يغيرُ على البحر
لم يُغرق في الطريق إلي
سوى جُثتي
أو سواي يا مولى حيرتي.
هنالك مطر متهالك
يساقط نزرا يُرويني
كأنه لحدي
مني إلى الأبد
حتى أغراني الترابُ الباهتُ اللون فصحتُ أيا قبري!
يا موعدي مع السر
كفاك… يا جلالي، أنا الروح في مقام الجسد”.