جانيت يلين: هل تحسنت العلاقات الأمريكية الصينية بعد زيارة يلين لبكين؟
- Author, روبرت وينجفيلد هايز
- Role, مراسل بي بي سي في آسيا
أنهت وزير الخزانة الأمريكي، جانيت يلين، رحلتها إلى الصين التي استغرقت أربعة أيام، بهدف إعادة بناء الجسور بين البلدين.
ولكن هل كانت الرحلة إلى بكين ناجحة؟ وفقاً لمقياس بسيط جداً، نعم.
إذ أن الولايات المتحدة والصين تتحدثان مجدداً، بشكل مباشر، وبلهجة يغلب عليها الأدب والاحترام، وقد توصف بالدافئة.
إن هذا الاتصال متناقض بشكل صارخ مع شكل الاتصال عبر المحيط الهادئ، خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إذ أنه كان صراخا في الأغلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
والآن باتت اللهجة والمحتوى من الجانبين متوازنة وإيجابية أكثر.
وصرحت السيدة يلين بأن رحلتها ستساهم في بناء “قناة اتصال قوية ومثمرة مع الفريق الاقتصادي الجديد في الصين”، وهو تصريح لا يجب إغفاله.
في مارس/ آذار من هذا العام، تم استبدال الكثير من قيادات الحكومة في الصين بأشخاص يتمتعون بأهم مؤهل وهو الولاء للزعيم شي جين بينغ، ومن بينهم رئيس الجهاز الاقتصادي الجديد للبلاد، هي ليفنغ.
يوم السبت، أمضت جانيت يلين، معظم اليوم مع السيد هي، وصرحت بأن محادثاتهما كانت “مباشرة وجوهرية ومثمرة”، مع الاعتراف بأن الجانبين يختلفان بشكل كبير.
طوال زيارتها، سعت السيدة يلين لإقناع مضيفيها الصينيين بأن الولايات المتحدة، تحت رئاسة جو بايدن، ليست معادية بشكل جوهري للصين.
وقالت: “نحن لا ننظر إلى علاقتنا في إطار صراع القوى الكبرى ونحن لا نسعى لفصل اقتصاداتنا عن بعضها البعض”.
يبدو أن إدارة بايدن تحاول أن تظهر أن سياستها تجاه الصين ليست مجرد استمرار للعداء الواضح والمفتوح الذي كان تقوم به إدارة ترامب تجاه بكين.
ولكن هل نجحت في ذلك؟ نحن ما نزال ننتظر الاستجابة من الجانب الصيني.
ولكن كما يقال، الأفعال أبلغ من الأقوال. فمن وجهة نظر بكين، بعض الإجراءات الأخيرة لإدارة بايدن ليست وديّة.
من بينها فرض قيود التصدير على بعض الرقائق الإلكترونية الأمريكية التي تستخدم في تطوير الذكاء الاصطناعي.
بعيداً عن نية الولايات المتحدة تخفيف القيود، تتجه واشنطن الآن لتوسيع تلك القيود لتشمل صادرات تقنية فائقة إلى الصين، وتضغط بقوة على حلفائها، من اليابان إلى ألمانيا وهولندا، لعدم تزويد الصين بوسائل صنع الرقائق الإلكترونية الأكثر دقة وتطوراً.
دافع أمريكا بسيط، إذ إنها لا ترغب في أن يتوفر لدى الصين سهولة الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية التي يمكن أن تمنحها ميزة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الدفاع التي يمكن أن تستخدم ضدها في المستقبل في حالة نشوب صراع حول تايوان، على سبيل المثال.
كل هذا يعني أنه في حين أن الحوار قد انتعش بينهما من جديد، ويبدو أنه من المقرر أن تتسارع وتيرته في الأشهر المقبلة، فإن العملية حساسة.
التقدم الذي تم إحرازه في الأيام القليلة الماضية يمكن أن يتراجع بسهولة إذا وقعت حادثة أخرى مثل “بالون التجسس”، أو حادثة اقتراب بين سفن بحرية أو طائرات أمريكية وصينية.
حتى أكثر الخبراء تفاؤلاً يعتقدون أن هذه علاقة صعبة للغاية حالياً، وتتطلب إدارة دقيقة وطويلة الأجل من كلا الجانبين من أجل الحفاظ على استقرارها.