ما قصة الساعة التي تدق على وسائل التواصل فقط؟
- بيتر شاتلوورث & كريغ دوغان
- بي بي سي نيوز
إنها البلدة التي تشير الساعة فيها دائما إلى التاسعة ودقيقة واحدة، ذلك لأنها ساعة قديمة لم تعد تتحرك عقاربها.
ولأن ساعة بلدة ماتشينليث في مقاطعة ويلز تعطلت منذ 3 سنوات، فلا يسمع لها صوت إلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وربما كان تيك توك المنصة الأكثر ملاءمة، ولكن دقات ساعة عاصمة ويلز القديمة تسمعها على تويتر كل ساعة.
ويقول عنها أحد المارة مازحا: “لأن الساعة تعطلت، فإنه الناس هنا لا يكبرون”.
“هنا يتوقف الوقت ويبقى الجميع شبابا”.
وبينما استفادت ساعة بيغ بن من ترميم تكلف 80 مليون جنيه استرليني، فإن ساعة بلدة ماتشينليث، التي تعود إلى العهد الفكتوري، ويبلغ طولها 23.7 مترا، وتنتصب في موقع أول برلمان في ويلز لم يسمع لها صوت منذ أكتوبر تشرين الأول 2020.
وقد أنشأ أحد المواطنين حسابا لساعة بلدة ماتشينليث على تويتر يدق كل ساعة.
ويقول عمدة البلدة، جيريمي بيج: “بما أن شخصا أنفق وقتا وجهدا لإنشاء حساب على تويتر يدق كل ساعة كل هذه السنوات، فهذا يشير إلى رغبة الناس وحرصهم على تصليح الساعة المحبوبة”.
“لا أحد يعرف من يدير الحساب، ولكن أيا كان فإنه يفعل ذلك بشغف على أمل أن يسمع دقات الساعة الحقيقية. إنها فكرة رائعة، وقد أحببتها”.
ويقول بيج إن تصليح الساعة وسماع صوتها من جديد “هو القضية الكبيرة الوحيدة على لسان الناس عندما يتحدثون معي وأنا أتجول في البلدة، وهذا بشكل يومي”.
ويريد السكان تصليح ساعتهم التاريخية لتشير إلى الوقت الصحيح أكثر من مرتين في اليوم، ويفضلون لو يحدث ذلك تزامنا مع مناسبة الاحتفال بـمرور 150 عاما على إقامتها في يوليو/تموز 2024.
واشترى سكان البلدة الساعة في القرن التاسع عشر احتفالا بعيد الميلاد 21 للابن البكر للمركيزة الخامسة في لندن بيري، الذي يسكن قريبا.
وفاز المهندس المعماري هنري كينيدي بمسابقة لتصميم قاعدة الساعة وإنجز البناء إدواردز إدواردز، مستعملا الصخور من منطقة شمال غربي ويلز.
وتعطلت أول مرة في 1881، بعدما كسرت عاصفة زجاج الساعة من الجهتين، ودفع السكان أيضا ثمن تصليحها.
وجمع الناس على الانترنت 200 ألف جنيه استرليني لتصليح الساعة مرة أخرى في 2012، ولكن الوقت متوقف حاليا في ماتشينليث مرة أخرى. وأصبحت الساعة المعطلة حديث البلدة منذ ما يقرب من 3 سنوات.
ويقول أحد السكان المحللين لبي بي سي: “إن الساعة تقع بجوار محطة الحافلات، لذا لا أحد يعرف ما إذا كان هذا هو الوقت الصحيح عندما ينظرون إلى الجدول الزمني للحافلات لأنهم لا يستطيعون إجراء المقارنة”.
ويأسف أحد السكان لحال الساعة ويرى أنها دليل على أن البلدة لا تحصل على استثمارات كافية.
وصدق المجلس البلدي على قانون خصص 55 ألف جنيه استرليني لتصليح الساعة وترميمها، وهذا يعني أن أشغال التصليح قد تبدأ في فترة الصيف.
واقتطع القانونأكثر من 5 في المائة من ميزانية البلدة بينما يأتي نفس المبلغ الآخر من هيئة المباني التاريخية في ويلز.
ويرى بيج أن الساعة هي رمز من رموز البلدة، فإذا لم تكن في حالة جيدة فذلك ينعكس على البلدة.
“الساعة لها قيمة عاطفية ومعنوية في البلدة لأن السكان دفعوا ثمنها بأموالهم، وبنوها بسواعدهم”.
“إن لها رمزية بالنسبة لنا، والبلدة فيها 2000 ساكن فقط، ولا يمكنك أن تعبر البلدة دون تراها. فتصليح الساعة مهم بالنسبة لبلدتنا”.