روسيا وأوكرانيا: بايدن يلتقي سوناك وسط قلق بشأن تزويد كييف بقنابل عنقودية
وصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى بريطانيا قبيل قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقرر عقدها في ليتوانيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وتأتي القمة بعد أن تشكك العديد من الحلفاء في دعوته لإرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا.
بريطانيا وكندا من بين أولئك الذين أعربوا عن قلقهم بشأن تزويد أوكرانيا بالقنابل، المحظورة على نطاق واسع بسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين.
وتقول الولايات المتحدة إنها ضرورية لأن مخزونات الأسلحة الأوكرانية تتضاءل.
وحطت الطائرة الرئاسية في مطار ستانستيد في لندن مساء الأحد.
وسيجتمع بايدن يوم الإثنين مع نظيره البريطاني ريشي سوناك لمناقشة مختلف القضايا، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا.
ولم ينتقد سوناك نظيره الأمريكي بشكل مباشر بعد إعلانه عن تزويد كييف بالقنابل العنقودية، يوم الجمعة، لكنه قال يوم السبت إن بريطانيا كانت واحدة من 123 دولة وقعت على اتفاقية الذخائر العنقودية، وهي معاهدة دولية تحظر إنتاج أو استخدام تلك الأسلحة.
لكن حلفاء آخرين لواشنطن ذهبوا إلى أبعد من ذلك. وقالت نيوزيلندا، وهي دولة عضو في الناتو، يوم الأحد إن الذخائر العنقودية يمكن أن تتسبب في “أضرار جسيمة للأبرياء”.
وتطلق القنابل العنقودية عادة الكثير من القنابل الصغيرة التي يمكن أن تقتل عشوائيا على مساحة واسعة. ويمكن للقنابل الصغيرة غير المنفجرة أن تبقى على الأرض لسنوات قبل أن تنفجر.
وتقول الولايات المتحدة إنها تلقت تطمينات مكتوبة من كييف، بأن القوات الأوكرانية لن تستخدم تلك الأسلحة في الأراضي الروسية أو في المناطق الحضرية.
وأثناء وجوده في بريطانيا، سيلتقي بايدن بالملك تشارلز للمرة الأولى منذ تتويج الملك.
ثم يجتمع أعضاء الناتو – وهو تحالف عسكري يضم 31 دولة غربية – في “فيلنيوس” عاصمة ليتوانيا يومي الثلاثاء والأربعاء.
وستحضر فنلندا قمتها الأولى منذ انضمامها للحلف في أبريل/ نيسان الماضي. وعرقلت تركيا خطط انضمام السويد، متهمة إياها بإيواء الإرهابيين.
ومن المتوقع أن يسعى السيد بايدن إلى الحصول على مزيد من الدعم من السيد سوناك، للمساعدة في التوسط في صفقة مع تركيا لقبول انضمام السويد.
ومن المتوقع أيضا أن تكون المسألة على جدول أعمال قمة الناتو في ليتوانيا، إلى جانب تعزيز مخزونات الذخيرة ومراجعة خطط الدفاع.
أوكرانيا لديها طموحاتها الخاصة في الانضمام إلى الناتو. لكن في حديثه إلى شبكة “سي إن إن” قبل رحلته، قال بايدن إن هذا لا يمكن أن يحدث حتى تنتهي الحرب بما يتماشى مع سياسة التحالف طويلة الأمد.
واستشهد الرئيس الأمريكي باتفاقية الدفاع المشترك للناتو، وأشار إلى أن الأعضاء يتعهدون بحماية “كل شبر” من أراضي بعضهم البعض، وهذا يعني أنه “إذا استمرت الحرب، فنحن جميعا في حالة حرب”.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قبل هذا الموقف سابقا، لكنه طلب “إشارة” بأن بلاده ستكون قادرة على الانضمام إلى الحلف عند انتهاء الحرب. ومن المتوقع أن يحضر زيلينسكي قمة هذا الأسبوع.
جاء قرار الولايات المتحدة تلبية الطلب الأوكراني بشأن القنابل العنقودية يوم الجمعة. وقال المسؤولون إن هذا جزء من حزمة مساعدات عسكرية واسعة بقيمة 800 مليون دولار.
وقال بايدن لشبكة “سي إن إن” إنه كان “قرارا صعبا للغاية”، لكنه تصرف في النهاية لأن “ذخيرة الأوكرانيين تنفد”.
لكن سرعان ما نأى عدد من أعضاء الناتو بأنفسهم عن القرار. وأضافت كندا وإسبانيا – وكلاهما عضو في الحلف – معارضتهما لمعارضة نيوزيلندا.
وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس:
“لا للقنابل العنقودية ونعم للدفاع المشروع عن أوكرانيا، الذي نفهم أنه لا ينبغي تنفيذه بالقنابل العنقودية”.
لكن ألمانيا، وهي دولة أخرى موقعة على المعاهدة وعضو في الناتو، قالت إنها على الرغم من أنها لن تقدم مثل هذه الأسلحة لأوكرانيا، فإنها تتفهم الموقف الأمريكي.
أحد المخاوف المحيطة بالقنابل العنقودية هو فشلها – أو معدل الفشل، وهو انفجار القنابل الصغيرة بعد وقت طويل وبشكل عشوائي.
لكن الولايات المتحدة قالت إن قنابلها العنقودية تفشل بوتيرة أقل من تلك، التي تستخدمها روسيا بالفعل في حرب أوكرانيا.
وتعهدت أوكرانيا بعدم استخدام تلك الأسلحة في مناطق مدنية، وأن تقوم بمراقبة استخدامها والإبلاغ عنه، لكن روسيا رفضت هذه التأكيدات ووصفتها بأنها “لاقيمة لها”.