حديقة حيوان الجيزة: هل ستظل الحديقة متنفسا للبسطاء بعد تطويرها؟

وفي مارس/آذار الماضي أعلنت وزارة الإنتاج الحربي عن إسناد مشروع التطوير للتحالف المذكور مع الاستعانة بخبرة شركات أجنبية، لتحويل حديقة الحيوان بالجيزة إلى ما يشبه حديقة الحيوان في برلين بألمانيا.

وحديقة الحيوان بالجيزة هي أول وأقدم حديقة حيوان في إفريقيا والشرق الأوسط حيث افتتحها الخديوي محمد توفيق عام 1891 بتوجيه من والده الخديوي إسماعيل على مساحة 80 فدانا، وبدأت بعرض أزهار ونباتات مستوردة غير موجودة في الطبيعة المصرية.

وعلى مدار تاريخها ظلت حديقة الحيوان بالجيزة في متناول الجميع وخاصة الفقراء، حيث أن تذكرة دخولها حتى موعد إغلاقها للتطوير لم تتخط 5 جنيهات (0.16 دولار).

ووفق الخطة المعلنة فإن عملية التطوير ستستغرق عاما ونصف العام، وبتكلفة مبدئية مليار جنيه مصري (نحو 33 مليون دولار).

كذلك كشفت الحكومة المصرية أن التحالف القائم على عملية التطوير سيتولى إدارة حديقة الحيوان وحديقة الأورمان عند إعادة افتتاحهما، بعقد انتفاع لمدة 25 عاما تحت إشراف وزارة الزراعة المالكة للحديقتين.

وقد أثير جدل حول أهداف عملية التطوير خشية أن تكون لتحويل الحديقتين إلى مشروع استثماري أو اقتطاع أراض منهما لبناء مشروعات سكنية، وكذلك تخوف الكثيرون من حرمان البسطاء دخولهما عبر زيادة أسعار التذاكر بحجة التطوير.

وقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة، أحمد إبراهيم: “حديقة الحيوان بالجيزة وحديقة الأورمان ستظلان في متناول الجميع”.

وقال: “الحديث عن أسعار التذاكر الآن سابق لأوانه، لكن تسعير التذاكر سيكون بالتوافق بين وزارة الزراعة والتحالف الذي سيدير الحديقتين، ومن مصلحة أي مستأجر للحدائق أن يدخلها زبائن أكثر ليبيع خدمات أكثر في الداخل ومن ثم يكون الربح أكبر”.

وأضاف: “لا تفكير على الإطلاق في اقتطاع أي أراض أو أجزاء من حديقة الحيوان أو الأورمان لإنشاء مشروعات سكنية أو استثمارية، ولا نية لتغيير طبيعة وهوية الحديقتين، بل إن الحفاظ على طابعهما الأثري والتاريخي أساس عملية التطوير القائمة”.

عدة مشاكل واجهت عملية التطوير منذ بدء الحديث عنها، بحسب صحف محلية، منها أن حديقة الحيوان مسجلة كأثر ولم يتم الحصول على موافقة وزارة الآثار قبل القيام بأية أعمال داخلها، وكذلك ما قيل عن إنشاء تليفريك سيحتاج لقطع أشجار تاريخية.

أصدرت وزارة الزراعة بيانا تضمن عدة نقاط:

حديقة حيوان الجيزة ستظل ملكا لوزارة الزراعة وتحت الاشراف الفني لهيئة الخدمات البيطرية، وأن التطوير سيجري تحت إشراف الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان، والاتحاد الدولي لحدائق الحيوان من خلال تحالف بعض الشركات الوطنية المصرية الخالصة، وعلى رأسها شركة المشروعات للإنتاج الحربي.

– الاتحاد الأفريقي لحدائق الحيوان وافق على مشروع التطوير والتصميم الهندسي، وهذه خطوة مهمة تسهم في عودة الحديقة إلى التصنيف الدولي لحدائق الحيوان الذي خرجت منه عام 2004 بسبب عدم اتباع المعايير الدولية في إيواء الحيوانات.

– مشروع التطوير وضعه أكبر استشاري عالمي في تطوير حدائق الحيوان والذي قام بتطوير 12 حديقة على مستوى العالم، منها حديقة الحيوان في لندن.

– سيتم جلب أنواع جديدة ونادرة من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل وزيادة عدد الحيوانات بالحديقة من حيث النوع والكمية.

– تطوير وإدارة الحديقتين (الحيوان والأورمان) سيكون بنظام حق الانتفاع لمدة 25 سنة مقابل ايجار سنوي يتم زيادته بنسبة محددة كل عام.

– عملية التطوير ستراعي الحفاظ على الطابع التراثي للحديقتين وكذلك النباتات والأشجار النادرة وكل ما هو أثري.

– الحديقة بعد التطوير سوف تكون مفتوحة بلا حواجز، مع تطبيق أعلى معايير الأمان العالمية.

– الحيوانات سوف تظل في الحديقة خلال فترة التطوير وستلقى كل الرعاية البيطرية والتغذوية تحت إشراف هيئة الخدمات البيطرية.

– سوف يتم الربط بين حديقتي الحيوان والأورمان من خلال نفق.

– تطوير الحديقة يأتي في إطار جهود الدولة لرفع كفاءة أصولها لتعظيم الاستفادة منها في تحقيق إيرادات وتوفير فرص عمل جديدة.

أعلنت وزارة الزراعة أن حديقة الحيوان بالجيزة استقبلت 250 ألف زائر خلال احتفالات عيد الأضحى الماضي، وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد زوارها سنويا يقارب المليوني زائر.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن حديقة الحيوان بالجيزة واجهت مشاكل في الفترة الأخيرة لعدم وجود ميزانية لشراء حيوانات جديدة أو الإنفاق على الحيوانات الموجودة، بعد تخلي وزارة المالية عن هذا الأمر، وعدم كفاية إيراد الحديقة، مما استلزم عملية التطوير والاستعانة بالقطاع الخاص.

وقال مدير العمليات بمشروع تطوير حديقتي الحيوان والأورمان، كريس لاينز، لبي بي سي، إن “القائمين على التطوير يعتزمون تغيير وجه الحديقة بعد إعادة تصميمها، وتدريب العاملين بها”.

وأضاف لاينز أن “حديقة حيوان الجيزة مدهشة ومذهلة لكنها تخلفت عن المعايير الدولية، وإذا زارها أي شخص سيلحظ الكثير من أوجه القصور”.

وأفاد لاينز بأن شركات تطوير الحديقتين بدأت تعمل على الأرض لتقييم الوضع، وحالة الحيوانات.

وأوضح لاينز أن عملية التطوير ستجري على 4 أو 5 مراحل، قائلا إن “كل مرحلة ننتهي من تطويرها سننقل الحيوانات إليها، وهكذا حتى ننتهي من العملية بالكامل”.

وأكد كريس لاينز أنه لن يتم قطع أشجار لها قيمة تاريخية ولكن قد يتم إعادة توزيعها في أماكن أخرى حسب مقتضيات مخطط التطوير.

وشدد على أن “الأمر المهم لنا هو أن نصل بالحديقة الى مستوى عالمي من رعاية الحيوانات وطريقة العرض إلى المستويات الدولية. نأمل عند انتهاء المشروع أن يشعر كل مصري بالفخر بما أنجزناه”.