ارتفاع درجات الحرارة يُبعد السياح الأجانب عن زيارة صحراء مرزوكة العالمية
تعرف منطقة مرزوكة ضعفا في تدفق السياح الأجانب خلال الموسم الصيفي، نظرا لارتفاع الحرارة بشكل مفرط، بحيث بلغت يوم الخميس 45 درجة؛ ما ينغص على الباحثين عن الاستجمام في الصحراء هذه الرغبة.
ويعلن الفاعلون السياحيون بالصحراء أنهم على استعداد دائما لهذه الظرفية، وبعض الفنادق الصغيرة تتحول تلقائيا للاشتغال مع السياح المغاربة القادمين للاستشفاء في حمامات الرمال.
وحسب مصادر مهنية من المنطقة، فإن “المشهد السياحي الخارجي بمرزوكة يعرف بوارا متكررا بشكل سنوي خلال شهري يوليوز وغشت وأواخر يونيو”؛ لأن درجة الحرارة المرتفعة تجعل السياح الأجانب بالتحديد يلغون مرزوكة من برنامجهم الصيفي، الأمر الذي يخلف بعض الخسائر المادية بالنسبة للمستثمرين السياحيين في هذه الفترة ويجعلهم يركزون على “التعويض” و”التعافي” في الفترات المتبقية من السنة.
وتعليقا على الموضوع، قال محمد تغلاوي ساسبو، مالك مخيم “إديال ديسيرت كامب”، إن “العرض السياحي بمرزوكة متنوع: الفنادق والمخيمات والمآوي. ولذلك، السائح حين يأتي لمرزوكة في هذه الفترة فهو يقبل على الفندق مباشرة نظرا لتوفر المكيف”، مفسرا أن “هذا يدفع السائح إلى تزجية الوقت بسبب الحرارة إما في المسبح طيلة اليوم، أو في الغرفة التي تتوفر على تكييف، وهذا يحرمه من ممارسة العديد من الأنشطة الترفيهية المتوفرة بالمنطقة”.
وأفاد المُستثمر السياحي، في تصريحه لهسبريس، بأن “المخيمات المعروفة بـ”البفواك” لا تستطيع توفير مكيفات تستهلك الطاقة بشكل مفرط؛ لأنها تعتمد فقط على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء”، مضيفا أن “الخيمة تحتفظ بدرجة حرارة عالية حتى خلال الليل، بحكم تعرضها لأشعة الشمس طيلة النهار؛ ما يجعل قضاء ليلة فيها بالنسبة الأجانب أو حتى بعض المغاربة مغامرة صعبة، بل وأحيانا مستحيلة”.
وذكر المتحدث ذاته أن “الإقبال في هذه الفترة جد ضعيف، لأن الأجانب يأتون عادة في الشتاء بحكم أن درجة الحرارة تبدو لهم حينها معتدلة ومغرية، خصوصا أن ذروة الموسم السياحي السنوي لمرزوكة تنطلق مع أواخر شتنبر إلى غاية منتصف ماي بالتحديد”، مسجلا أن “السياح الذين يأتون في الصيف إما أنهم ليس لديهم وقت آخر في السنة، فيضطرون إلى المجيء في هذه الفترة الصعبة مناخيا، أو أنهم لا يعرفون التركيبة المناخية بمرزوكة”.
من جهته، قال لحسن تاوشيخت، مستثمر سياحي بالمنطقة، إن “الرياض الخاص بنا لم يسجل زيارات لافتة لأي سياح أجانب في الأسابيع المقبلة، وإلى الآن ليست لدينا حجوزات، وهذا نعرفه جيدا بحكم الاشتغال”، موضحا أن “الأجنبي حين يزور هذه المناطق صيفا، فقد يشعر بصدمة واندهاش، ربما لكون هذه الدرجة المرتفعة غير واردة في البلدان التي قدموا منها، لذلك تبدو للكثيرين منهم حكاية جد نادرة”.
وأضاف تاوشيخت، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، أنه في “هذه الظرفية نحن أيضا نتفادى مجيء الأجانب، لكونهم سيكثرون من الشكوى ومن التذمر، ونحن نتفادى هذا الأمر، لكي تكون زيارة الزبون إيجابية على جميع الأصعدة”، ذاكرا أنه “حتى حين يأتي بعضهم ويركب في السيارة ذات الدفع الرباعي، فهو يطلبُ تلقائيا تشغيل المكيف، ويفضل ألا يخرج من العربة نظرا للتباين الواضح بين درجة الحرارة تحت التكييف وفي خارج السيارة”.
وشدد المستثمر السياحي على أن “هذه الفترة بالذات تعرف فيها مرزوكة والنواحي موجات من الرياح، وهذه الأخيرة تكون جد مزعجة، نظرا لكونها تقذف الرمال مباشرة”، مؤكدا أن “هذه الأجواء كلها تجعل السائح يعدل عن أنشطة من قبيل ركوب الجمال أو الدراجات النارية رباعية الدفع والتجول بها في الكثبان، وحتى الساكنة تنزوي في بيوتها؛ ما يجعل حركية المدينة رتيبة، وبالتالي لن تخلق أي حماس للزائر الأجنبي في هذه الفترة من السنة بالضبط”.