روسيا وأوكرانيا: بريطانيا “لا تشجع” استخدام القنابل العنقودية بعد قرار واشنطن إرسالها إلى كييف
قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن المملكة المتحدة ملتزمة باتفاقية “لا تشجع” استخدام القنابل العنقودية، بعد أن وافقت الولايات المتحدة على تزويد أوكرانيا بها.
وأكد سوناك أن المملكة المتحدة واحدة من 123 دولة حظرت هذه الأسلحة المثيرة للجدل، والتي سبق وأن تسببت في قتل مدنيين.
لكنه شدد أيضا على أن الحكومة البريطانية ستواصل دعم أوكرانيا.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد اتخذ ما وصفه بـ “القرار الصعب للغاية”، بإمداد كييف بهذا النوع من القنابل يوم الجمعة.
وانتقدت إسبانيا، إحدى الدول التي تحظر القنابل العنقودية، قرار إرسالها، كما أدانته جماعات حقوق الإنسان.
وتعد الذخائر العنقودية وسيلة لتوزيع أعداد كبيرة من القنابل الصغيرة التي تنطلق من صاروخ تقليدي أو متطور أو قذيفة مدفعية، وتنثرها في منتصف رحلة الصاروخ أو القذيفة فوق منطقة واسعة النطاق.
ومن المفترض أن تنفجر القنابل العنقودية عند الارتطام، لكن نسبة كبيرة منها لا تنفجر في البداية، لاسيما عندما تهبط على أرض رطبة أو عشبية، وهو ما يعني أنها قد تنفجر في وقت لاحق، وهو ما يؤدي إلى مقتل أو إصابة الناس.
لم توقع الولايات المتحدة أو أوكرانيا أو روسيا على اتفاقية الذخائر العنقودية، وهي المعاهدة الدولية التي تحظر استخدامها أو تخزينها لما قد ينتج عنها من أضرار عشوائية قد تَلحق بالسكان المدنيين.
جاء حديث سوناك عندما سُئل عن رده على قيام الولايات المتحدة الآن بإعطاء ذخيرة عنقودية لأوكرانيا.ولم ينتقد قرار الولايات المتحدة، لكنه قال في حديثه للصحفيين في سيلبي بمقاطعة يوركشاير يوم السبت، إن المملكة المتحدة “موقعة على اتفاقية تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودية، ولا تشجع على استخدامها”.
وأضاف: “سنواصل القيام بدورنا في دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير المسوَّغ، لكننا فعلنا ذلك من خلال توفير دبابات قتالية ثقيلة وأحدث أسلحة بعيدة المدى، ونأمل أن تواصل جميع الدول دعم أوكرانيا”.
ووصف سوناك استمرار الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية بـ “العمل الهمجي الذي يتسبب في معاناة لا توصف لملايين الناس”.وتعد المملكة المتحدة ثاني أكبر دولة تقدم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا بعد الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يجتمع سوناك بالرئيس الأمريكي جو بايدن في لندن يوم الاثنين، قبل قمة حلف الناتو في العاصمة الليتوانية فيلنيوس يوم الثلاثاء.
وعلل بايدن تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية بقوله إن “الذخيرة تنفد من الأوكرانيين”، فيما أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالخطوة التي يرى أنها جاءت “في الوقت المناسب”.
لكن وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز قالت إن موقف حكومتها هو أن القنابل العنقودية لا ينبغي أن تُستخدم في “الدفاع المشروع عن أوكرانيا”.
وقالت ألمانيا، التي وقعت أيضا على الاتفاقية الدولية، إنها لن تزود أوكرانيا بها، لكنها تتفهم الموقف الأمريكي.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن الجانبين استخدما الأسلحة في الحرب، وهو ما تسبب في “سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بإصابات خطيرة في صفوف المدنيين”.
وكررت منظمة العفو الدولية هذا التحذير قائلة إن الذخائر العنقودية تشكل “تهديدا خطيرا لأرواح المدنيين، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع”.
كما انتقد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخطوة الأمريكية، داعيا إلى “التوقف الفوري” عن استخدامها.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن التحالف العسكري لا يتخذ موقفا بشأن الذخائر العنقودية.
أما توبياس إلوود، رئيس اللجنة المختارة لشؤون الدفاع في المملكة المتحدة، فقد حث الولايات المتحدة على “إعادة النظر” في قرارها، الذي قال إنه “دعوة خاطئة لا تبعث على حسن النوايا على الصعيد الدولي”.
وأضاف النائب عن حزب المحافظين: “إن استخدامها يُخلّف ذخائر قاتلة غير منفجرة في ساحة المعركة، وهو ما يسفر عن مقتل وإصابة مدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب”.
وقد وصفت روسيا قرار الولايات المتحدة بأنه “عمل يائس” في مواجهة “فشل الهجوم المضاد الأوكراني”.